وديع العبسي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
وديع العبسي
حتمية تطويع التحديات
المشهد برسم المقاومة
الكيان في أدنى حالاته
ارتباك صهيوأمريكي
معادلات الضغط
«شارة نصر»
أمريكا.. السيطرة الناعمة
إسرائيل لم تعد تنام!
تصعيد أمريكا يوحِّد الهتاف اليمني
المظلة الأممية المخروقة!

بحث

  
أمريكا.. من حيث لا تدري!
بقلم/ وديع العبسي
نشر منذ: 4 أشهر و 8 أيام
الأحد 14 يوليو-تموز 2024 07:15 م


القرارات الانفعالية، أو تلك الناتجة عن توجيهات وإملاءات، كلاهما لا يمكن أن تنتهي إلى تحقيق أي طموح، والقرارات غير المبنية على قراءة الواقع بصورة منطقية ومنصفة، والتي لا تراعي مصالح الآخرين وتستند فقط على نزعة الرفض للآخر، تماهيا مع حسابات لا تنتمي إلى هذه الأرض، ولا تحسب التداعيات المتوقعة، إنما هي انتحار.
في هذا السياق، جاءت قرارات التصعيد الأخيرة في التضييق على اليمنيين بالحرب على البنوك التجارية، في مغامرة تكشف بصورة مخزية عن سذاجة الخِبرة السياسية لمن يقفون خلفها، وفي المقدمة أمريكا التي اعتادت مثل هذا النهج الانتهازي بافتعال أوراق ضغط للمساومة بها من أجل تحقيق أي مكاسب ممكنة.
لذلك فجولة التصعيد عن طريق بنك مركزي عدن ثبت منذ الوهلة الأولى أن مآلها الفشل، لعدة أسباب أهمها كارثيتها على الاقتصاد اليمني والمواطن عموما، وعدم موضوعيتها وجدوائيتها لجهة في قدرتها في تحقيق هدف الضغط على صنعاء لإيقاف عمليات المساندة للشعب الفلسطيني، فضلا عن أن مثل تلك القرارات لا يمكن لها أن تحقق أي نتائج مأمولة غير التسبب في أذية أكبر للمواطن اليمني، سواء في المناطق الحرة أو تلك الخاضعة لإدارة التحالف.
ويؤكد الخبراء، أن مثل هذا القرارات لن تساعد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي أو تحسين أسعار مواد المعيشة، وبافتراض أن من اتخذها، هم خبراء في الجوانب المالية والمصرفية، فهذا يعني أن تعمد السير عليها – مع علمهم بمخاطرها – إنما هو تعمد في إلحاق الضرر بالمواطنين، عدا ذلك فإن اللعب بهذه الورقة لممارسة أي ضغط ثبت منذ سنوات أنها غير مجدية، ولا معنى لها، وعلى هذا يمكن قياس السياسة التي اتبعها (المحركين الرئيسيين) لعمل بنك عدن خلال السنوات الماضية، والتي لم تجلب للشعب اليمني في مناطق الاحتلال إلا الكثير من المعاناة.
تقحم السعودية نفسها بدفع أمريكي في هذه المعركة رغم إدراكها أنها ستخسر فيها بكل المقاييس، فواقعها لا يحتمل أي ضربة، وأمريكا أثبتت أنها صديق غير وفي ولا يمكن الركون عليه.
ومن حيث لا تدري، وبما يؤكد الغباء السياسي المزمن لدى أمريكا، فإن افتعال هذه الجولة من التصعيد، والتبجح بهذه القرارات المشلولة، إنما خدمت الجبهة الحرة، إذ عززت من لحمة الوحدة الداخلية ضد هدف رد الغطرسة الأمريكية، وأكدت الالتفاف الشعبي حول السيد القائد والقوات المسلحة، ودعمه لأي خطوات يمكن اتخاذها لرد العدوان الجديد على اليمن، كما كرست من قناعة اليمنيين وثباتهم على حقهم في اتخاذ القرارات الحرة التي يرونها مناسبة لقضاياهم ومواقفهم القومية، جولة التصعيد العمياء أيضا، رفعت من صوت اليمنيين بصورة عنيفة تنذر بعاصفة قاتلة ستربك كل الحسابات وتخلط كل الأوراق.
والنذير الشعبي المُرعب أمس الأول جاء واضحا ليؤكد على ألا مساومة على الموقف والمبدأ، وألا تراجع على انتزاع الحقوق بالقوة، أو إذعان لصلف وغطرسة قوى أجنبية تحاول إخضاع البلد وكتم أنفاسه وصوته وشل قدرته عن إبداء أي موقف، سواء تجاه ما تعرض له أو يتعرض له الأشقاء الفلسطينيون.
وإذا كان التراجع عن قرار التصعيد ضد البنوك التجارية يمثل عين الحكمة، لكنه لا ينزع فتيل الإصرار على عدم السماح – مهما بلغت التضحيات لعديمي الضمير – في قتل اليمنيين، والهدير الشعبي في الطوفان الذي شهدته الساحات اليمنية الجمعة في الأسبوع الأربعين، خير قائل بأن لا تراجع، وأن الثبات مع غزة، والتصدي لأمريكا ومن تورط معها، هو عنوان المرحلة الحالية لمعركة الفتح الموعود.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرقيب البليط
تفويض قائد الثورة
عبدالرقيب البليط
يحيى المحطوري
أسرارُ الانتصار
يحيى المحطوري
محمد محسن الجوهري
آل سعود أشدُ كفراً ونفاقاً
محمد محسن الجوهري
عبدالعزيز الحزي
صمود المقاومة الفلسطينية والثبات والبقاء على الأرض بدد أوهام العدو الصهيوني
عبدالعزيز الحزي
رشيد الحداد
«تفويض شعبي» ثالث لصنعاء: لمنع حلفاء العدوّ من إنجاده
رشيد الحداد
عبدالفتاح علي البنوس
السعودية وخطاب الفرصة الأخيرة
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد