عبدالعزيز البغدادي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالعزيز البغدادي
تشكُّل الدول بين إرادة الشعوب وأمزجة الحكام
هل اليمن بيتنا؟
ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟
حربٌ على الإرهاب أم تلاعبٌ بالعقول؟!
في طريق بناء الدولة المدنية
العدالة والأمن.. حق المواطن ومسؤولية السلطة
معرفة الحقيقة مفتاح العدالة الانتقالية
فتح الطرق وإنهاء الانقسام مسؤولية مَنْ؟
الإنسان بين الضآلة والجبروت!
الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام والمصالحة الوطنية

بحث

  
بين الاختلاف الرحمة والانقسام العذاب!
بقلم/ عبدالعزيز البغدادي
نشر منذ: سنة و أسبوعين و 6 أيام
الثلاثاء 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 11:44 م


تحيا الدول بالتنوع وتتقوى بالإقرار بحق الاختلاف الإيجابي الذي منه يصنع أجمل مؤتلف بالحوار الجاد والواعي والمسؤول الذي يستوعب كل الآراء المختلفة اختلافاً طبيعياً خلاقاً بين مكونات طبيعية كل منها يشكل جزءاً من جسد المجتمع الواحد المتنوع والمقصود بالاختلاف الطبيعي غير المصنّع بهدف خلق النزاع وإنما ليكون طريق للرحمة واستيعاب أسباب التطور للأخذ بها، أما الانقسام الوظيفي الذي تخلقه ألاعيب بعض السياسيين خدمة لمصالح خارجية غير مشروعة غالباً تنفذها أدوات داخلية من حيث تعلم أو لا تعلم، فإن كانت تعلم فهي شريك في صنع الانقسام وتتحمل كامل نتائجه، أما إذا كانت لا تعلم فإنها من ضحايا ثقافة الاستبداد والرعونة، وفي كل الأحوال والظروف لا يعدم الانسان الحر الوسيلة في مقاومة الاستبداد والظلم حسب الظروف والأحوال وفرز واختيار السلطات المعبرة عن إرادته وهذا مقياس التفرقة بين المجتمعات الحرة والمجتمعات الخاضعة لعبث العابثين وأبرز علاماتها الاستسلام للعبة الانقسام والصراع على السلطة وتحويلها إلى مزايا ومغانم قابلة للتقاسم، والانقسام والتسابق عليها حين يأخذ شكل النزاع المسلح يفقد كل طرف مشارك فيه أي شرعية ولو كان منتخباً.

ومن مظاهر الانقسام والصراع المهين على السلطة حالة الانقسام والصراع الفلسطيني الفلسطيني المعد بخبث وإحكام من خلال سيناريوهات أنتجت سلطتين في بقعتين جغرافيتين محاصرتين تؤديان وظيفة تخدم الاحتلال سلطة رام الله (مركز بوليس رام الله) التي يعتبرها بعض رموز فصائل المقاومة الفلسطينية موظفة ضد المقاومة الفلسطينية واستهداف المقاومين وبالذات معارضيها، وهذه أعجوبة لا مثيل لها، أما سلطة حماس فقد وظفت بآلية مختلفة كمبرر لاستمرار الانقسام الذي يلعنه كلا الطرفين لتصبح الضفة وغزة تحت المراقبة والحصار والابادة الممنهجة والشعب الفلسطيني هو الضحية، وإذا كان النموذج الفلسطيني يكرس الانقسام في بلد محتل فإن نماذج عربية أخرى عديدة يستخدم فيها الانقسام مبررا للعدوان عليها والتدخل في شؤونها وإعاقة نموها، ولا يصعب معرفتها على من يريد المعرفة.

إن الانقسام المصطنع يمزق الكيان الموحد وينهيه، والاختلاف الطبيعي يتشكل منه الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فلا وحدة حقيقية بدون تعدد خلاق لكيان موحد تأتلف أجزاؤه في انسجام تتمتع به كل الأجزاء به ينبض قلب الوحدة وينتعش ضميرها ويحيا، ومن أبرز ما يعبر عن حالة التنافر والتشظي في الجسد المسمى بالعربي ويصرف الأنظار عن التعامل معه بحكمة حالات الإلهاء بالتفاهات ومنها ما نشاهده في هذه الظروف المأساوية التي تعيشها غزة من بذاءات إلهاء الشباب (السعودي) التي تنظمها ما تسمى هيئة الترفيه السعودية المتزامنة مع ما يشهده العالم من مجازر الكيان الصهيوني المشهودة عالمياً بحق أطفال فلسطين، وهي صورة لا تختلف في الجوهر عن بذاءات ما عرف بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي عملت في خدمة سلطات الفساد تحت مظاهر التشدق والتشدد، وأي منكر أنكر من السلطات التي تتربع على عروش الخليج وبقية الأقطار المسماة بالعربية المتفرجة على المسرح الحي للإبادة الجماعية للجزء الحي (فلسطين) في جسد الأمة الميتة التي تُدعى أمة العروبة والإسلام، وهل توجد صورة أقدر على التعبير عن حالة موت أبلغ من هذه الصورة ؟!؛

إنها أمة لا يختلف فيها الحكام عن المحكومين والأحياء لا يقبلون حكم الأموات، وإلا كان موته مركباً وانطبق عليه وصف أبي العلاء المعري:

(ليس من مات فاستراح بميتٍ

إنما الميت ميت الأحياءِ

إنما الميت من يعيش كئيباً

كاسفاً باله قليل الرجاءِ)؛

والأحياء لا يقبلون حكم من يقودهم إلى الهاوية، وأي هاوية أكبر مما تعيشه أمة لسان حالها بالجملة والمفرق (لا حول ولا قوة)؟ ، الصورة تبدو جالبة لليأس ولكنها تعكس حقيقة الواقع ورؤية الواقع بشجاعة خير من التعامي والهروب بذريعة تجنب ما يؤدي إلى الاستسلام لليأس والقنوط، رؤية حقيقة الموت تساعد على انبعاث الحياة لأن الحياة من الموت تولد، وتجدد نور الحقيقة الساطع خير من ظلام التضليل ،فالتفاؤل يُبنى على الوضوح والمكاشفة والتأمل لمعرفة أسباب ومسببات ما نعيشه على المستوى الفردي والاجتماعي، الوطني والقومي والإنساني ؛

إن الشراسة في استباحة إبادة الأطفال والمدنيين الفلسطينيين بدعم أقوى دولة في العالم تدار باسم رئيس شوفيني خرف يطلق كلمات لا معنى لها دعماً لحق (إسرائيل في الدفاع عن نفسها) ضد الأطفال حال يهز العقول والأرواح والضمائر ويدعو للتفكير في معنى حق الحياة الحرة الكريمة كبشر يعرفون معنى الحرية يبحثون عن القواسم الإنسانية المشتركة بعيداً عن أي شكل من أشكال العنتريات والغرور ويعملون بجد في سبيل الخروج من حالة الجنون التي تحكم العالم!.

أحفاد عبد شمسٍ وعبد مناف

هاهم يبيعون الهوى نفطاً

يُسَوِّقونَ الغازَ مجداً شامخاً

يُعطر ما تبقى من الكائنات المذابة.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن الأهنومي
رخصة دولية بقتل الصحفيين في غزة.. فاخلعوا خوذكم وشاراتكم!
عبدالرحمن الأهنومي
رشيد الحداد
نسخة ثالثة من مناورة «الطوفان»: صنعاء متمسّكة بنصرة غزة
رشيد الحداد
شرف حجر
بين مواقف الشعوب الحرة وانبطاح الأنظمة العربية
شرف حجر
مجاهد الصريمي
كيف تتحقق لنا الغلبة؟
مجاهد الصريمي
عبدالعزيز الحزي
الكيان الغاصب وأمريكا.. شراكة فعلية بالمجازر والإبادة وجرائم الحرب في غزة
عبدالعزيز الحزي
د.عبدالعزيز بن حبتور
السقوطُ الأخلاقي والديني والإنساني لواشنطن وعواصم بلدان حِلف شمال الأطلسي في معركة “طُوفان الأقصى”
د.عبدالعزيز بن حبتور
المزيد