أحيانا يتسرب الملل الى حروفنا ، وينجح الكلل في اختراق تحصينات مفرداتنا ، فتدور رحى العجز على حين غفلة من استشعارنا للمسؤولية ، ومع كل دورة تتآكل قدرتنا على الكتابة ، ومع هبوب الرياح المغايرة لآمالنا وتطلعاتنا تحمل رماد اللامبالاة لتذروه في عين الكلمة ، فتخشى المضي الى المراد تجنبا للخطأ و تهربا من الزلل ، حتى تعتاد الوقوف ، ويتراكم غبار التيه على ناصيتها ، وحينئذ تجتازها القوافل و لاتلفت اليها المواكب .
فلماذا نكل او نمل ؟ وجهودنا تكاد لا تقارن بجهاد العظماء وعطاء الشرفاء !! لماذا ولا مجال للتكرار ولا سبيل للاعادة !!! فكل يوم جديد تزيد فيه الاحداث إثارة ، وتزدحم الانجازات حتى توشك الا تدرك ، ومابين حين واخر تتوافد المفاجئات تترى ، و تدنو البشرى تلو البشرى ، شلالات الدماء الطاهرة لاتتوقف ، ملأت بطن الوادي وفاضت على جانبيه وتستعد لإطلاق طوفانها الذي سيجرف عروش الملوك العبيد ، ويصل لأركان المعبد الاستكباري ليحطم صنم العم سام .
مازالت مظلومية الشعب اليمني متجددة ، و أسطورة الصمود اليمني ولادة بالمعجزات ، رغم تصاعد ألسنة نيران القصف ، وركام الدمار ، وأوجاع الجوع والمرض بلادواء ولا استشفاء ، مازال الطفولة تذبح على الطريقة الأمريكية ، والأبرياء يقتلون بهمجية تتفرد ووحشية تتزايد ، وكل يوم جريمة ودماء واشلاء فلماذا نعجز عن التعبير عن مشاعر الغضب العارم الذي يستوطن قلوب من حولنا ان كان التبلد قد جمد قلوبنا !!!
مازالت الانتصارات تسمو بيارقها ، وتصل اصداؤها الافاق وتتجاوز مراحل الانجاز الى مصاف الاعجاز ، ويوميا تتخلق في رحم المعركة باكورة انتصار فريد ، والتنكيل مستمر والشعب مستنفر ، والمعنويات قوووووة القوة ولاشيئ يعيق عجلة التاريخ الذي تحفره في صخر المستحيلات ارادتهم ، وتنقشه على حديد المدرعات بنادقهم ، وتشعل جذوة امجاده التي لاتخبو ولا تنطفئ ولاعاتهم ، فمن أي ثقب في ارواحنا يتسلل العجز الى عزائمنا !!!؟؟
ومازال العدو ينهار وبورصة خسائره في ازدهار ، وفضائحه تسجل ارقاما قياسية في سرعة الانتشار ، تتفاقم خلافات الاذناب وتتضاعف تكلفة رضى و مباركة الاسياد ، والاسناد والدعم لم يعد بلاحدود ، وكم حرجا قذفت في بركة الصمت العالمي التي سادها الجمود ، و ستتحرك وان كنا لا نعول على حراكها ولانؤمل خيرا في نتائجها مطلقا ، ولكنها معجزة الحق وميزة الهدى وسنة الله التي تجعل ثمرة تحركك الجاد والمسؤول في طريق الخير أن يخدمك كل شيئ حتى عدوك ومن حيث لايشعر ، فكيف لنا التخاذل والانهزام للملل والتيه في عثرات الكلل ؟؟