إنه شخص مخادع, إنسان غير ودود, مولع بالحرب والقتال, عديم الثقة, سيء الفهم, عدو لاميركا, عدو للنصرانية, إرهابي, متعصب, يقتل ضحيته بدم بارد, وغلو بامتياز, بعيد عن الحضارة, متشرد لا تحكمه ضوابط اخلاقية, يعبد نزعته الجنسية, وهو همجي وثري جشع لا يستخدم ثروته إلا فيما هو سيء, أو ليتدخل في شؤون الآخرين.. إلخ إلخ.
إنه كتلة من المساوئ المتحركة بكرش منتفخ ونظارة شمسية ولباس مضحك.. وعندما تسألون من هذا السيئة التي تمشي على قدمين؟!!
تقول الاجابة: إنه الانسان العربي في الافلام الاميركية المعمولة خصيصاً لرسم العربي في ذهنية المواطن الاميركي وفقاً لرؤية علم النفس القائلة ان صورة انسان ما ترتسم في الذهنية وفقاً لما تقدم أو ترسم بصورة متلاحقة او متتالية وخاصة بين أوساط العوام.
أعرف ان لاميركا محبين ومعجبين ومتشيعين وقد لا يصدقون ما سبقت الاشارة اليه- وخاصة من هم محدودي الثقافة أو من غير المطلعين- ولأولئك نقول: هذا ليس تحاملاً أو ابتداعاً أو تقولاً من مبغض لاميركا.. ولكنه مأخوذ من الاميركيين أنفسهم, وإذا ما اردتم التأكد من ذلك انصحكم بالبحث عن كتاب اسمه "آلة التصوير السياسي" للكاتبين الاميركيين البروفسور دوجلاس كيلر, وما يكل رايان للتأكد من صحة ما اشرنا إليه, وكذلك البحث في هواتفكم الذكية عن الافلام السينمائية الاميركية التي تصور العربي بتلك الصورة وستجدون- حسب معرفتي- أكثر من عشرين فيلماً مشهوراً يسيء إلى العرب ومنها على سبيل المثال فيلم (سباق القذيفة الأول) وفيلم (جوهرة النيل) وفيلم (بروتوكول).
وبمناسبة ذكر هذه الأفلام تجدر الإشارة إلى ملخص فيلم (سباق القذيفة الأول) الذي انتج في العام 1981م ويبدو اليوم وكأنه قد انتج قبل سنتين أو ثلاث وتحديداً في العام 2015م, انه يتناول ثروات ملوك وشيوخ النفط العرب, وكيف يعتمدون على اميركا في حمايتهم وتحقيق رغباتهم, وتلبية طموحات أبنائهم المدللين الفاشلين اذ تدور أحداث الفيلم عن سباق للسيارات اسمه (سباق القذيفة الأول) ويشارك فيه أحد أبناء ملوك دول النفط- الذي سمي بالملك فلافل- وعندما يجد الملك فلافل ان ابنه قد خسر ولم يفز في السباق وهو المدلل العابث بقيادة أفخم السيارات منذ طفولته الأولى يغضب ويوبخ ابنه الأمير عبد بن فلافل بقوله: يا ابن ابشع زوجاتي.. خسرت السباق ؟!! (ويلقي إليه كيساً من الدولارات ويواصل) إليك هذه الملايين واذهب إلى أميركا وستفوز في سباق القذيفة الثاني..) هكذا يشير الموقف إلى أن اميركا تمكن أبناء ملوك النفط- ومن قبلهم آباءهم مما يريدون , وباموالهم.. أي مقابل الدفع الذي يتحدث عنه الرئيس الاميركي ترامب في كل مناسبة انتخابية لحزبه..
ويظهر هذا الابن أو الأمير المدلل في مشهد آخر وهي يغني باغنية غربية اعجبته ثم يقول: "لقد شريت الشركة المنتجة لهذه الأغنية بـ48 مليون دولار ولقد اعجبتني الاغنية وما هي 48 مليون دولار؟! إنها نقطة من بئر مليء بالمياه".
يا لها من سخرية ومن المفارقات أن ما جاء في هذا الفيلم المنتج في هوليوود عام 1981م قبل 27 عاماً نجد اليوم الرئيس الأميركي يكرر فحواه وهو يطالب ملك السعودية بالدفع والخضوع مقابل الحماية ويكرر انتم اثرياء جداً.
نأتي إلى فيلم آخر أسمه (البروتوكول) الذي يصور العرب الصحراويين في أبشع صورة- إنساناً وبيئة- ويشير إلى أن أقرب واسهل وسيلة للسيطرة على مملكات ومشيخات النفط العربية هي انشغالهم بالتناحر مع بعضهم أو اخافتهم بعدو خارجي لا يقوون على مجابهته.. هذا الفيلم انتجته هوليوود عام 1984م وتتجسد اليوم احداثه بالزج بملوك وشيوخ النفط فيما بينهم كما هو حاصل بين السعودية وقطر وغيرها من دول الخليج أو ما تفعله تلك المشيخات في اليمن وسوريا والعراق وليبيا.. او بإخافتها بإيران.
تدور أحداث الفيلم عن شخصية نسائية أميركية اسمها (جولدن هون) تتمكن من إحباط مؤامرة لاغتيال أحد شيوخ النفط العرب وعندما يدعوها هذا الشيخ إلى أحد قصوره في الصحراء لم يكافئها كما توقعت ولكنها رأت شيخاً لديه من الزوجات والجواري ما يفوق ما لدى حراسه وعبيده من النساء فيطلب منها أن تكون إحدى زوجاته.. فهي فتاة شقراء زرقاء العينين ويهددها إن رفضت رغبته بسببها وعدم السماح لاميركا ببناء قاعدة عسكرية في بلده.. ومن حسن حظها أن هذا الشيخ قد قامت بينه وبين أحد جيرانه فتنة وحرب فيقتلون بعضهم وينشغل الشيخ بما هو فيه ويسمح ببناء القاعدة وتخرج الأميركية الشقراء سالمةً نقيةً طاهرةً "كما تقول عن نفسها".
ليت المساحة تكفي لتشير إلى المزيد وما هو أعظم ولكن هذه اميركا وهذه نظرتها إلى العرب وهكذا تصور الشخصية العربية في أذهان أجيالها.