بقلم / جمال ابومكية*
منذ العام ٢٠٠٤ ومسيرة أنصار الله تتعرض للحروب، الواحدة تلو الأخرى منذ أن صرخ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه بشعار البراءة من المشركين الشعار المعروف:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
منذ أن صرخ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي بهذا الشعار العظيم في مران وفي مدرسة الإمام الهادي عليه السلام بالتحديد وصرخ معه القليل من الناس وهم في حالة من الذهول والتعجب كيف وماذا يريد السيد حسين بهذا الشعار؟ وكيف لنا أن نواجه أمريكا التي يخافها الجميع ؟ لكن سرعان ما أجابهم السيد حسين سلام الله ورضوانه عليه قائلاً اصرخوا أيها الأخوة، أليس باستطاعة الجميع أن يهتفوا بهذا الشعار وهذه الصرخة التي بالتأكيد ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده بل وفي أماكن أخرى ومتعددة وستجدون من يصرخ معكم إن شاء الله.
وفعلاً هذا ما حصل انتقلت الصرخة من مران إلى جامع الإمام الهادي بمحافظة صعدة وإلى الجامع الكبير في العاصمة صنعاء وحينها شعرت أمريكا بالقلق فإذا بالتصريحات من القنوات والإذاعات ولا زلت أذكر أحد التصريحات لقناة الجزيرة حين قالت إن أمريكا تشعر بالقلق مما يحدث في الجامع الكبير, وعندها حركت أمريكا أذرعها وأزلامها من النظام السابق وأوكلت إليهم مهمة مواجهة السيد حسين ومشروعه العظيم.
كان القليل من الشباب يطلقون شعار الصرخة بعد صلاة الجمعة في الجامع الكبير, فيقوم الجنود بتكميم أفواههم وإلقاء القبض عليهم وإيداعهم السجن وحاولوا بكل الوسائل إيقاف هذا الشعار وهذه الصرخة فعملوا أيضاً على قطع مرتبات كل من يرفع هذا الشعار أو ينتمي أو يؤيد هذه المسيرة ، وفصل الكثير من وظائفهم, لكن تلك الأعمال لم تجد نفعاً, عندها عمل النظام السابق على شن الحرب الأولى نيابة عن أمريكا وخدمة لواشنطن استمرت الحرب الأولى ما يقارب ثلاثة أشهر واستشهد خلالها السيد حسين بدر الدين الحوثي المؤسس للمسيرة القرآنية وظنوا أنهم بقتله قضوا على مشروعه العظيم ومسيرته القرآنية, لكن المسيرة بقيت مستمرة بقيادة السيد / عبد الملك بدر الدين حفظه الله ورعاه حيث عمل وأنصاره من أبناء المسيرة القرآنية على مواجهة ستة حروب كبرى…
كان النظام السعودي ومنذ زمن طويل قد أنشأ على أرض اليمن الكثير من المواقع والمراكز التكفيرية, حيث لا يوجد محافظة ولا مديرية إلا وله أذرع فيها يحركهم متى شاء, وليكون الآمر الناهي في الشعب اليمني بموافقة من النظام السابق الذي لم يكتف بشن ستة حروب على أبناء محافظة صعدة فأشعل حرب دماج وكتاف مروراً بحوث وعمران فالعاصمة صنعاء؛ ولست هنا بصدد تفاصيل الحروب وما نتج عنها من خسائر بشرية ومادية واقتصادية, المهم في الموضوع أنه ما إن تطهر الشعب اليمني من تلك البذرة التي زرعها النظام السعودي حتى جن جنونه وجنون ربيبته أمريكا فحينما شعرت أمريكا بهزيمة مرتزقتها من النظام السابق حركت خداماً آخرين فحركت النظام السعودي والإماراتي وتم إعلان قرار الحرب من واشنطن في العام ٢٠١٥ .
تزعم المهمة وتولى تنفيذها النظام السعودي الذي تحالف إلى جانبه عشرات الأنظمة, كانت أمريكا على رأسها تساندهم في السر, ظل هذا العدوان يمنّي نفسه ويعلن أنه سيحسم المعركة خلال أسبوع فخلال شهر لكنها مضت الأسابيع ومضت الأشهر ومضت السنوات ونحن الآن في العام الثامن ولم يستطيعوا حسم المعركة ؛ وحين شاهدت أمريكا فشل تحالف دول العدوان ومرتزقتها ظهرت أمريكا بنفسها خصوصاً بعدما شاهدت شركة أرامكو تحترق بسلاح الجو اليمني في التاسع من رمضان .
ما أريد إيصاله هو تسلسل الفشل والهزيمة الذي بدأ بالمرتزقة من النظام السابق إلى تحالف العدوان بقيادة السعودية إلى أمريكا, وبعد ثمانية أعوام من الفشل الذريع في تحقيق أي مكسب تحركت أمريكا أمهم التي يعملون على خدمتها وماهم إلا مجرد خدم وعبيد لها, كانت أمريكا ضمن تحالف العدوان بالسر إلا أنها مؤخراً تكشفت وظهرت بعملياتها العسكرية للعلن حينما أعلنت عن سقوط إحدى طائراتها في محافظة الحديدة والتي تعد الرابعة نوع إم كيو.
وفي العام الثامن من العدوان دخلت اليمن في هدنة مؤقتة مع تحالف العدوان وخلال فترة الهدنة نفذت المقاومة الإسلامية في فلسطين عملية طوفان الأقصى ودخلت في حرب مع العدو الإسرائيلي فتم الاعتداء من قبل العدو الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني بغزة وارتكب بحق هذا الشعب أبشع المجاز ودمر البيوت والمساجد والمستشفيات وفرضت حصارا شديدا على قطاع غزة أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة وسكوت حكام الدول العربية وخوفهم حتى من إدخال المساعدات بل إن الكثير منهم وقفوا إلى جانب “إسرائيل” وقاموا بإدانة فصائل المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن أرضها وعن مقدسات الأمة في فلسطين.
وأمام كل هذا الظلم أعلن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وقوفه إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني وكانت مواقف الشعب اليمني مختلفة عن مواقف الدول الأخرى فقد ناصر أبناء غزة على كل المستويات: على المستوى الحضوري والتضامني وعلى مستوى الدعم المالي وعلى المستوى العسكري وعلى المستوى الإعلامي أما على المستوى التضامني والحضوري فقد تصدرت مظاهرات الشعب اليمني المشهد العربي والإسلامي وأما على المستوى المالي فقد جمع تبرعات كبيرة رغم الضائقة المالية التي يعاني منها الشعب اليمني وأما على المستوى العسكري فقد قام بقصف الكيان الصهيوني بالصواريخ والطائرات المسيرة وأسقط الطائرات الأمريكية التي كانت تتجسس لصالح “إسرائيل” ولم يكتف بهذا المستوى بل إنه قام بالاستيلاء على سفينة إسرائيلية وهدد بقصف كل السفن الحربية والتجارية وكل السفن التابعة لإسرائيـــل أو ترفع علم “إسرائيل” أو حتى تديرها شركات “إسرائيلية” أو يملكها أشخاص “إسرائيليين ” وبعد أن تم الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية ومنع السفن الإسرائيلية من عبور باب المندب كان لهذه العملية أثراً كبيراً على الاقتصاد الإسرائيلي حتى وصل رأس المال المستثمر في إسرائيل إلى نحو ٧٠ % من الخسائر حسب تقرير نشرته قناة الجزيرة .
هددت أمريكا بعودة الحرب على الشعب اليمني إذا لم يتخلَّ عن مناصرة الشعب الفلسطيني, إلا أن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله لم يبالِ بكل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية وفي مشهد من التضامن لم يرَ له العالم مثيلاً منذ احتلال فلسطين.
اليوم ها هم أنصار الله يتصدرون المشهد في مناصرة الشعب الفلسطيني وفي مواجهة أعداء الإسلام وأعداء الأمة ؛ من صرخوا بالموت لهم وقد تحولت صرختهم إلى مواقف عملية من صرخة إلى إطلاق الصواريخ ها هي صواريخهم تسقط طائرات واشنطن وتطال العمق الإسرائيلي وسيكون للأنصار الفضل بعد الله في كسر الشيطان وقرن الشيطان وتحرير الشعوب والمقدسات .
*نقلا عن : موقع أنصار الله