عماد الحطبة
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
عماد الحطبة
صورة النصر وصورة الهزيمة
الأيديولوجيا و"طوفان الأقصى"
بروميثيوس حراً في غزة
بروميثيوس حراً في غزة
ثمن المقاومة
النفق الأميركي لهروب كيان “إسرائيل” من غزة
الأبعاد الدولية لمعركة «طوفان الأقصى»
بتوقيت المقاومة
نهاية العصر الأميركي
الحرب الشاملة قائمة…
جنين.. عبقرية الزمان والمكان

بحث

  
إعادة إعمار غزة.. بين السياسة والتمويل
بقلم/ عماد الحطبة
نشر منذ: 8 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 27 فبراير-شباط 2024 09:50 م


كلما تصاعد الحديث عن الهدنة في الحرب الدائرة في قطاع غزّة، تصاعد معه الحديث عن إعادة الإعمار ليس بصفته أحد شروط المقاومة للقبول بالهدنة، فحسب، ولكن بصفته الجائزة التي ستقدّم لسكان القطاع من الدول الشقيقة والصديقة التي اكتفت بدور المتفرّج طوال أيام الحرب، بل وساهم بعضها في حلّ بعض أزمات الكيان مثل تركيا، والإمارات "العربية". لكنّ الأموال التي سوف تتدفّق على غزّة لا تهدف إلى تبييض صفحة أنظمة متواطئة مع العدو فقط، فضمن مهمات أموال القوم "مآرب" على رأسها استكمال أجندة العدوان وتحقيق ما لم يتحقّق من أهدافه.

بناء على ما سبق يمكننا تقسيم إعادة إعمار غزّة إلى قسمين؛ سياسي، ومالي، مع وعينا بأن المالي يحاول شراء السياسي وفرض شروط عليه.

لكي نفهم استراتيجية إعادة الإعمار، لا بدّ لنا من فهم استراتيجية الدمار؛ كيف حدث؟ ولماذا حدث؟ إن كان الدمار عشوائياً فكلّ ما نحتاجه هو الأموال لرسم المخططات وشراء المواد الأولية وتشغيل العمال، والعمل بجد فيعود العمران، وتدبّ الحياة في أوصال البيوت والمدن المدمّرة.

أما إذا كان الدمار ممنهجاً ومدروساً ضمن خطة محدّدة المعالم، فإن إعادة الإعمار الحقيقية لا تكون إلا بإفشال هذه الخطة ومعاكسة نتائجها.

باعتقادي إنّ الدمار في غزّة ينتمي إلى النوع الثاني، وهو اعتقاد مبني على أدلة ساقتها مجموعات دولية مستقلة تسجّل الدمار الذي تخلّفه الحروب، بحسب الدكتور جيمون فان دن هوك من مختبر بيئة الأزمات في جامعة ولاية أوريغون فإن التدمير في قطاع غزّة متصاعد بشكل منظّم لم تشهده حروب أخرى مثل الحرب في أوكرانيا، الدمار يتصاعد منذ ثلاثة شهور، في شمال غزّة من 50 – 90%، في الوسط بما في ذلك مدينة غزّة من 12 – 24%، وفي جنوب القطاع من 7 – 15%. كما يتميّز التدمير بأنه يرتكز في خط منتصف القطاع طولياً مع معدلات تدمير أقل شرق وغرب القطاع. في الوقت نفسه يعمل العدو على إنشاء حزام أمني بعرض يتراوح بين 2 كيلومتر في الشرق وكيلومتر في الشمال، مع شارع عرضي يقسم القطاع إلى قسمين شمالي وجنوبي.

إذا وضعنا المعلومات السابقة على الخارطة لن نحتاج للكثير من الجهد لندرك أن ما يحدث هو رسم مسار لتهجير جزء كبير من سكان قطاع غزّة نحو المناطق الجنوبية، تمهيداً لنقلهم إلى أماكن أخرى داخل الوطن العربي أو خارجه، لكي يتحوّل هذا المسار إلى حقيقة على أرض الواقع تتدخّل أموال إعادة الإعمار لتستكمل المهمة، كيف؟

الذهاب إلى شمال القطاع ينطوي على مخاطر أمنية بسبب العدو الذي يمكن أن ننعته بكل النعوت السيئة، لكننا في الوقت نفسه لن نترك المشرّدين يعانون من الجوع وحرّ الصيف وقرّ البرد في العراء، فتنطلق عملية إعادة الإعمار في جنوب القطاع، ويتسابق المتبرّعون والمانحون للقيام بدورهم الإنساني، لكن مساحة جنوب القطاع ضيّقة، ومهما بلغ حجم الاستثمار فإن خلق بنية تحتية قادرة على خدمة أكثر من مليون إنسان أمر يتجاوز المستحيل. يتدخّل الإنسانيون مرّة أخرى وتبدأ هجرة جديدة طوعية تحت ستار العمل، إلى دول الخليج، أو إعادة التوطين في دول أوروبية، في مقدّمتها تركيا التي استقبلت أفواجاً محدودة من النازحين.

نعود إلى صور الرادار التي توثّق الدمار، فقد خرج مقال في صحيفة النيويورك تايمز يشير إلى أن صور الدمار التي تبثّها شركات الأقمار الصناعية الخاصة أظهرت صورة لدبابة إسرائيلية، وأن هذه الصورة قد تكون ساعدت حماس على تحديد مكان هذه الدبابة واستهدافها وتعريض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر، وعليه توقّفت شركات التلفزة والأقمار الصناعية والخاصة عن بثّ صور الدمار الملتقطة بواسطة الرادار، خوفاً من الملاحقة القانونية، علماً أنّ الشركات نفسها حصلت على تسهيلات تصفها بالخيالية، إضافة إلى دعم مالي لنقل الصور والأفلام نفسها من أوكرانيا.

سياسياً سيكون لتمويل إعادة الإعمار شروط، أولها تحديد الجهات التي تدير هذه العملية وتشرف عليها، فمجمل الدول التي ستموّل العملية سواء كانت أوروبية أو عربية، سبق لها وأن صنّفت حركة حماس على أنها حركة إرهابية، الاستثناء العربي تمثّله قطر، والأوروبي تمثّله تركيا. فهل نشهد عمليتي إعادة إعمار واحدة بإشراف عربي يمكن أن تمثّله سلطة عباس وأخرى بإشراف حماس؟ هل يقبل العدو بهذا السيناريو؟ 

يقول الخبراء إن عملية إزالة الأنقاض من غزّة ستحتاج إلى ثلاث سنوات، وإن إعادة الإعمار تحتاج خمس سنوات أخرى أي ثماني سنوات من دون حروب. بمعنى آخر على المقاومة أن تصمت لمدة ثماني سنوات إذا أرادت إعادة إعمار غزّة، وأن تقبل بكل الممارسات الصهيونية وبشكل خاص تهويد ما تبقّى من الضفة الغربية.

لا نستطيع القول إن بمقدورنا الاستغناء عن الجهود الدولية لإعادة الإعمار خاصة وأن الكلفة التقديرية الأولية لهذه العملية تتجاوز 20 مليار دولار، ما نستطيع فعله هو الانخراط في حملات شعبية حقيقية للمساهمة بإعادة الإعمار، وأن تكون هناك هيئة عربية شعبية على غرار المؤتمر القومي العربي تعمل على التدخّل بشكل فعّال، وتشكّل ضغطاً سياسياً وشعبياً على الحكومات والهيئات الدولية لتوجيه عملية إعادة الإعمار بما يخدم صمود أهل غزّة.

* نقلا عن :الميادين نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
ملحمة غزة بالأرقام
الجبهة الثقافية
أنس القاضي
الإستراتيجية الصهيونية في البحر الأحمر، والموقف من اليمن
أنس القاضي
الجبهة الثقافية
القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.. الاحتلال الخفي
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
اليمن.. البلد الذي كسر هيبة أمريكا
الجبهة الثقافية
أنس القاضي
الممر الاقتصادي الهندي الخليجي الصهيوني الأوروبي
أنس القاضي
الثورة نت
الجيش الصهيوني يمارس أبشع جرائم التّعذيب والإخفاء القسري في سجونه بحق معتقلي غزة
الثورة نت
المزيد