دينا الرميمة
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
دينا الرميمة
كربلاءُ آل الرميمة.. مظلوميةٌ تأبى النسيان
الحوراء زينب .. تنتصر لمظلومية الحسين وتحفظها من التغييب والتحريف
الحوراء زينب .. تنتصر لمظلومية الحسين وتحفظها من التغييب والتحريف
سنُعِيدُهم سيرتَهم الأولى
لماذا الإمام علي هو الأجدر؟!..
بين مكامن الوجع وضِفاف النصر
اليمن.. وزمنُ تحرير فلسطين
انتصارُ الوعي وتلاشي بريق “الديمقراطية” المزعومة
للقدس في يومها العالمي
“الإمام علي”.. منهجٌ متكاملٌ ومعرفةٌ بعد خلو مكان
غزة .. ماذا بعد

بحث

  
تراتيلُ النصر والصمود.. على عتبات عام عاشر
بقلم/ دينا الرميمة
نشر منذ: 7 أشهر و 25 يوماً
الخميس 28 مارس - آذار 2024 02:12 ص


انطوت أَيَّـام العام التاسع من العدوان على اليمن كسابقتها، غير أن أولى لحظاته لا تزال عالقة في ذاكرة اليمنيين، الذين بين ليلة وضحاها وجدوا أنفسهم تحت سماء تمطر ويلاً وثبوراً وموتاً ودماراً لا يعلمون عن أسبابه شيئاً حتى ظن البعض أنها القيامة قد قامت، ليتضح بعدها أن ما يحدث ليست إلا حرباً أعلنت عليهم من واشنطن وتولى كبرها عربي شقيق تنفيذاً وتمويلاً، ولكل منهما أهدافه الخبيثة ومآربه الشيطانية منها ومن شعب رفض الوصاية على بلده وأن تكون اليمن حديقة خلفية وتابعة لتابع.

ظنت أمريكا التي أسقط اليمنيون وصايتها عليهم وأخرجوها من أرضهم أن ما عجزت عنه غرف السياسة والتآمر الخبيث ستحقّقه لها لغة القوة والحرب والعنف.

وعلى ذات الغارة الأولى من حربهم جعلوا من الأرض اليمنية أشبه ما يكون بصفيح ساخن تلفح كُـلّ من عليها بلظى لهيبها، وجعلوا من اليمن موطناً للمأساة وَأشبعوها بالأوجاع حَــدّ التخمة، لا سيَّما بعد أن دعموا حربهم بالحصار الذي أطبقوه على اليمن حتى غدت كسجن مفتوح لا يصل إليها إلا كُـلّ أسباب والدمار وأغرقوها بحرب اقتصادية سلبت الناس رواتبهم ومصادر أرزاقهم بعد أن أثخنوّهم بحزن الفقد والتهجير، حتى لم يبق أحد لم تفقده هذه الحرب أشياء عزيزة عليه!

فمنهم من فقد أحب الناس إليه ومنهم من فقد حاضره وماضيه وسلبت أحلامه تحت ركام منازلهم المقصوفة، وهجر وشرد الكثير منهم واحترقت قلوبهم على مدن لم يتمنوا في يوم أن يفارقوها حينما فتحت أبوابها للمحتلّ ومكنهم المرتزِقة منها، ومنهم من فقد كُـلّ ما سبق!!

ومع ساعات العدوان الأولى أعلن ناطقهم تدمير ٩٨٪ من القدرات العسكرية لليمن واستبشروا بنصر لم يكن إلا على الأبرياء في منازلهم من النساء والأطفال.

هم بذلك ظنوا أن مشاهد الأشلاء والدماء وَالدمار ستجعل اليمنيين يرفعون راية الاستسلام والخضوع، غير أن بعض الظنون غالبًا ما تخون صاحبها؛ فكيف لشعب عشق الموت في سبيل دينه وأرضه ورضع من الطفولة أن حب الوطن من كمال الإيمان وأن الكرامة هي من أُمهات الحقوق التي لن يسمحوا لأحد المساس بها.

وبالتالي لم تكن بشاعة الحرب لتقعدهم حبيسي أوجاعهم وَإنما كانت حافزاً أكبر للذود عن أنفسهم وصد الأذى عن أرضهم والثأر من المعتدين الذين كانوا قد عملوا منذ وقت مبكر على سلب اليمن كُـلّ قوتها العسكرية وأنظمتها الدفاعية، لكنهم فشلوا في سحب السلاح الشخصي لليمنيين، وَبه بدأوا معركتهم معتمدين على الله وقوته، وما هي إلا أَيَّـام والمقاتل اليمني على أبواب نجران وجيزان، جاعلين السهل والجبل وكامل الجغرافيا اليمنية تقاتل بصفهم على نحو أذهل العدوّ، الذي كان يزداد بشاعة كلما رأى صمود اليمنيين وبطولاتهم وإرادتهم التي تحدت الحصار والقصف وكل ما قدمته أمريكا والغرب، بصمودهم تخطوا أوجاع الفقد والخذلان.

وحولوا محنة الحرب إلى منحة مكنتهم من صنع أسلحة ردع جعلت العدوّ يعض أصابعه العشرين ندماً على قرار الحرب الذي اعتمدوا فيه على قوة أمريكا، ظنوها ستصنع لهم نصراً يمكنهم من اليمن، لا سيَّما وقد باتت تستفزهم لأجل حمايتهم من الغضب والبأس اليمني الذي كسر هيبة أسلحتهم وحطم سمعة أنظمة دفاعاتهم التي عجزت عن صد أسلحة الردع اليمنية الصنع.

وبوعي كبيرٍ، كسر اليمنيون الحصار بعد أن أصلحوا ذات البين مع تربة أرضهم التي هجرتها معاولهم وبذور زراعتهم ذات يوم وَبعد أن كانت بوراً قاحلة اخضرَّت وجادت لهم بكل المنتجات الزراعية وبهذا انتصروا على الحرب الاقتصادية وقضوا على سلاح الجوع الذي سلطه العدوّ عليهم.

وبهذا أيقن العدوّ أن لا لغة تخرجه من جرم ما اقترفته أياديه إلا لغة السلام؛ خوفاً من غضب اليمن، الذي ما أن سقط منه جزء بسيط على أرضهم إلا وجعل اقتصادهم ينهار وأحرق كُـلّ أحلامهم في اليمن وباتوا اليوم يبحثون عن سلام يصنع لهم نصراً يحفظ ماء وجههم الذي أراقته اليمن.

بينما اليمن تختم عامها التاسع وأنظار العالم ترمقها بعين الإجلال بعد أن نهضت من ركام الحرب غاضبة ومنتصرة لغزة التي خذلها الجميع، وبسلاحها قصفت العمق المحتلّ بأسلحة كان آخرها صواريخ تخطت قدرة القبة الحديدية وحيرت التكنولوجيا ومخترعها.

أضف إلى محاصرة الكيان الصهيوني بعد أن حرمت مياهها البحرية على سفنه، وباتت في حرب مع أمريكا على ركام حرب لم تنته بعد.

وها هم اليمنيون اليوم يقفون على أعتاب عام عاشر وملئهم عزة وكرامة تعانق حَــدّ الترف، يرتلون آيات النصر ويستذكرون لحظات العدوان الأولى ويتحدون، واليوم بعد أن باتوا يمتلكون كُـلّ عوامل القوة التي ستنتزع السلام لأرضهم من يد كُـلّ متجبر استهان يوماً بقدرتهم وَبكرامة أرضهم، التي أثبتت أنها دومًا وأبدًا مقبرة الغزاة، وبها سيسلبون روح كُـلّ من ما يزال يفكر بالتعدي على سيادتهم، ليس تكبُّرًا وغروراً إنما بحمد وشكر الله الذي أيدهم بنصره.

*نقلا عن : السياسية

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد محسن الجوهري
الصمودُ اليمني انتصارٌ لفلسطين وكل شرفاء الأمَّة
محمد محسن الجوهري
علي القحوم
خطاب القائد.. سلام وانتصار ومحورية القضية والاتجاه
علي القحوم
رشيد الحداد
اليمن في العام العاشر: حربٌ من أجل فلسطين
رشيد الحداد
شارل أبي نادر
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
شارل أبي نادر
مجاهد الصريمي
شياطين بالفطرة
مجاهد الصريمي
الجبهة الثقافية
اليمن تحيي ذكرى الصمود “رقم 9”
الجبهة الثقافية
المزيد