حلَّت علينا ذكرى استشهاد أمير المؤمنين وسليل ذلك البيت المبارك الطاهر وربيب الوحي الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- الذي طالته أيادي الإثم والعدوان في التاسع عشر من شهر رمضانَ سنة (40هـ) عن عمر 63 سنة.
الإمامُ الطاهر والقائد المجاهد الرباني وفتى الإسلام وفدائيُّه الإمامُ علي بن أبي طالب -عليه أزكى صلاة الله وسلامه- رفيق القرآن وقرينه، وهو من وصفه الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- بقوله: (عليٌّ مع القرآن والقرآن مع علي)، “علي مع الحق والحق مع علي” في وصف لم يتصف به مسلم على وجه الأرض، وملازمة عزيزة وغالية تشرف بها السيد المجاهد حين قرن بالقرآن لعظمة صفاته ومآثره وملازمته العريقة بالقرآن حتى ألفه وكان جليسه الذي لا يفارقه قط.
كثيرٌ هي الصفات الحميدة والفريدة التي تميز بها صنو رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وباب مدينة عِلمه؛ فمهما قُلت من الصفات والثناء والمديح في وصف إمام المتقين فلن تبلغ مدى مكانته وعلو شأنه، كيف لا وهو من تزكَّى وسما بالقرآن فهو فتى الإسلام وفارسه وفدائيُّه الأول، إمامُ المتقين وسيد الوصيين وأمير المؤمنين حقاً؛ فعليه سلام الله ورضوانه.
الإمام علي -عليه السلام- بعد أن أفنى حياته مجاهداً مقداماً ومؤمناً تقياً وورعاً، ملقناً اليهود والمشركين أقسى الهزائم النكراء ورافعاً راية الإسلام شامخة إلى يوم الدين، لم يشفع له قربه من رسول الله ولا مكانته الفريدة التي منحها إياه رسول الله ولا الوصية الخالدة التي أمنّهُ بها حبيبُ الله لتطاله يد أشقى الناس وعدو الله والمسلمين عبد الرحمن بن ملجم، حتى حلت على الأُمَّــة أعظمُ فاجعة بعد فَقْدِ النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.
تلك الفاجعة المريرة التي نالت من بحر هذه الأُمَّــة وعلمها الزاخر ومدينتها العملية والفقهية الرائدة، كانت وما زالت إحدى أبشع جرائم الطغاة على مر العصور، ومرحلة فارقة في حياة البشرية والمسلمين؛ فخسارة هذا العلم والراية المحمدية لا نزال نعيش فجائعَها ومآسيَها إلى يومنا هذا؛ فالطغاة الذين نالوا من إمام هذه الأُمَّــة هم نفس الطغاة من يستبدون اليوم وينكلون بهذه الأُمَّــة ويدنسون شرفها ومقدساتها وآل بيت رسول الله.
* محافظ محافظة عدن
*نقلا عن : موقع أنصار الله