لقد تحققت بعض الإنجازات المشرفة في عهدكم؛ لكن ليس بفضلكم وحدكم، بل بتعاون جميع أبناء هذا الشعب، الماضين في موكب العز الذي يقوده سيد العز والشرف والكرامة يحفظه الله.
نحن نعترف بذلك ونحسن الظن في كثير منكم.
لكن لا تظنوا أن سكوتنا المؤقت عن أي قضية تتحملون فيها أية مسؤولية جنائية أو تقصيرية يعني أننا راضون عن أدائكم.
نحن وأنتم نقدم أنفسنا وأولادنا وذوينا شهداء ومشاريع شهادة في أي وقت في سبيل عزة وكرامة هذا الشعب وهذه الأمة.
لكن إياكم ثم إياكم أن تظنوا أننا نفرط في أي قضية تمس حياة هذا الشعب أو كرامته، وإذا سكتنا مؤقتا في مواقع التواصل فلأننا نتحرك ونخاطبكم حيث لا يسمعنا أعداؤنا والحاقدون عبر قنوات داخلية، فإذا لم تُجْدِ هذه المخاطبات والمناصحات الداخلية فسنرفع أصواتنا في مواقع التواصل وعلى المنابر وفي قاعات التدريس وفي كل مكان يمكننا ذلك.
منذ أيام ونحن نراكم «مدعممين» حول قضية (المبيدات المسرطنة) التي أصبحت رأيا عاما، وأنتم لا حس ولا خبر، تجاه قضية خطيرة جدا، سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة.
إن كانت صحيحة فينبغي أن تتحركوا لضبط المتورطين وملاحقتهم، وليس هناك من ضرورة لأن تحدث نثرة كبيرة تحرك مشاعركم ونخوتكم. وإن لم تكن صحيحة فلماذا لا تتحركون بلجم من يدّعي ويكذب ويتلاعب بمشاعر الناس وسمعتهم؟!
في العادة نتثبت في مثل هذه الموضوعات ونحاول التأكد فيها؛ لأن الكثير منا قد وقع ضحية أكاذيب وتلبيسات، ولا نحب أن نقع فيها، لاسيما وقد جربنا الكذب والتلبيس على بعض من يتحركون في مثل هذه القضايا ويستغلونها.
لكن على أية حال كنا نتوسم أن يخرج المعنيون منكم بهذه القضية ليبينوا للناس الحابل من النابل فيها، وينورنا بالصحيح فيها والسقيم.
لكن لم نحس لأحد منكم همسا، ولا سمعنا لأي منكم ركزا. فأي مسؤولين أنتم؟!
لِمَ يجمعُ السيد القائد والمخلصون من المجاهدين رصيدا كبيرا من الإنجازات والسمعة الطيبة فتأتوا بتصرفاتكم ودعممتكم ونثراتكم لتبعثروا هذا الرصيد ببرودة أعصاب شرقا وغربا وبغير مبالاة؟!
ليس من المنطقي أن ندافع عن شعبنا في الجبهات، ثم نسكت عن مثل هذه الاتهامات. وإذا كانت صدقا فإنها جريمة بشعة تستوجب المحاكمات والإقالات والعقوبات للمسؤولين عنها، سواء كانت المسؤولية جنائية، أو تقصيرية.
ولستم عنها بعيدين إذا كانت كذبا؛ حيث تتركون الناشرين لها كذبا، يعبثون بمشاعر المجتمع في مثل هذه القضايا الخطيرة.
نحن وأنتم بحاجة إلى قضاء عادل ونزيه، وبحاجة إلى إقرار قانون تنظيم النشر الإلكتروني ومكافحة جرائمه، قانون عادل في ظل نظام قضائي نزيه وقوي... وإلا فلا حاجة لجنازة فوق أموات.
ألم تقرؤوا قول الإمام علي عليه السلام في عهده للأشتر: «وإن ظنّت الرعية بك حيفا فأصحر لهم بعذرك، واعدل عنك ظنونهم بإصحارك، فإن في ذلك رياضة منك لنفسك، ورفقا برعيتك، وإعذارا تبلغ فيه حاجتك من تقويمهم على الحق...».
أيها القوم، إن الله سائلنا عما الذي علينا أن نعمله، لم لا يكون لنا موقف وبراءة من هذا السلوك؟
نحن نثق أننا إذا لم نتحرك بالحق وننهى عن هذا المنكر فإننا داخلون في قول الله تعالى: «كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون».
الحقيقة أنكم تثبتون كل يوم صحة ما قاله سيدي ومولاي من أن الوضع مُزرٍ، وأضيف أنه «مسرطن» و»ستين منيّل» أيضا!
* نقلا عن : لا ميديا