يفرق البعض بين دور الإمام الحسن ودور أخيه الإمام الحسين، فالنواصب يفضلون دور الحسن بحسب رؤيتهم، وبعض الشيعة يفضلون دور الحسين، رغم أن الله لم يفرق بينهما، وجعلهما معا سيدي شباب أهل الجنة، وما ذلك إلا لاستواء دورهما، فلو كان الحسن مكان الحسين لكان كربلائيا، ولو كان الحسين مكان الحسن لكان موادعا.
لقد كان يوم كربلاء متكئا على يوم ساباط ومسكن، وكانت ثورة الإمام الحسين خاتمة جهود وحركة الإمام الحسن؛ فهما وجهان لعملة واحدة، ودور كل منهما مكمل لدور الآخر.
قال السيد عبدالحسين شرف الدين رحمه الله: “فالحسن لم يبخل بنفسه، ولم يكن الحسين أسخى منه بها في سبيل اللّه، وإنما صان نفسه يجنّدها في جهادٍ صامت، فلمَّا حان الوقت كانت شهادة كربلاء شهادة حسنية، قبل أن تكون حسينية.
وكان يوم ساباط أعرق بمعاني التضحية من يوم الطف لدى أولي الألباب ممن تعمق؛ لأن الحسن عليه السلام، أعطي من البطولة دور الصابر على احتمال المكاره، في صورة مستكينٍ قاعد. وكانت شهادة «الطف» حسنية أولاً، وحسينية ثانيًا؛ لأن الحسن أنضج نتائجها، ومهّد أسبابها.
كان نصر الحسن الدامي موقوفًا على جَلْوِ الحقيقة التي جلاها -لأخيه الحسين- بصبره وحكمته، وبجلوها انتصر الحسينُ نصرَه العزيزَ، وفتح اللّه له فتحه المبين.
وكانا عليهما السلام كأنهما متفقان على تصميم الخطة: أن يكون للحسن منها دور الصابر الحكيم، وللحسين دور الثائر الكريم، لتتألّف من الدورين خطة كاملة ذات غرض واحد”.
سلام الله عليهما، ولعن الله قاتلهما..
* نقلا عن : لا ميديا