المراكز الصيفية واحتواء الجيل الناشئ، هذا الجيل الذي يتعرض لهجمة كبيرة من اللوبي الصهيوني المعادي للإسلام والمسلمين والذي يتحَرّك ليل نهار في مسخ الشباب وإضلالهم عن مسيرة الحق والهداية الإلهية ليكونوا شبابًا يعانون من الضعف والسقوط الأخلاقي والثقافي والتربوي.
إننا اليوم في مرحلة تتطلب منا جميعاً بداية من الأسرة وتتوسع لكل المجتمع أن نحافظ على الجيل القادم من حالة الضياع والتيه الذي يعمل عليها الصهاينة بمشروعهم الماسوني الذي يعمل لخدمة مشروع الشيطان وأعوان الشيطان.
المراكز الصيفية واحتواء الجيل الناشئ وتربيته التربية القرآنية الصحيحة وفق منطلق إيماني يحمي هذا الجيل ويحصن هذا الجيل ويحفظ هذا الجيل المستهدف من أعداء الأُمَّــة، هذه المراكز الصيفية التربوية القرآنية تحتضن شبابنا وجيلنا من مشروع الفساد العالمي والسقوط الأخلاقي والقيمي الذي وصل إليه الكثير من الدول والأنظمة والشعوب.
إن المراكز الصيفية نعمة من الله علينا كمجتمع مسلم، مجتمع يمني، يمن الإيمان والحكمة، هذه الحكمة تتجلى في الوعي الذي يتمثل ويتجسد في هذا المجتمع والذي يعي الأخطار ويواجه هذه الأخطار بتحصين الجبهة الداخلية وحمايتها من أي اختراق.
الشعب اليمني وفي المناطق الحرة والحمد لله يشهد ثورة مُستمرّة في كُـلّ المجالات، هذه الثورة تتوسع وتتمدد وتستمر، وبالتالي تمنع أي استهداف من الأعداء لهذا الشعب، والذي يعمل عليه اليهود الصهاينة ومن والاهم من أنظمة وكيانات في فصل الأُمَّــة بكل أنواع الفصل عن الانتماء الإيماني وما يربطنا بهذا الانتماء من ثقافة حصن الله بها الأُمَّــة وهي ثقافة القرآن.
إن الواجب علينا جميعاً آباء وأُمهات وأسر تريد أن تحافظ على أبنائها من الاستهداف مسؤولية إيمانية أمرنا الله -عز وجل- بها وشدّد عليها وأن التقصير فيها والتفريط في القيام بها سوف يحاسب عليها الجميع وبالأخص من تحملوا الأمانة فيها الأسر والمجتمع، المراكز الصيفية مطلب مجتمعي وبدافع إيماني يتطلب منا جميعاً أن نساهم فيها بدفع أبنائنا إليها ودعمها مجتمعياً ومن كُـلّ الجهات الحكومية والخَاصَّة بحماية أبنائنا وهي مسؤولية جماعية كأمّة ومجتمع يعي الأخطار ويعي التحديات ويتحَرّك في مواجهتها بكل أسلحة المواجهة الممكنة.
عندما نشاهد الانحراف الذي حدث للكثير من الشعوب والأنظمة الإسلامية والتي سمحت للنظام الأمريكي الصهيوني أن يستهدف هذه الأُمَّــة بكل أنواع الاستهداف ومنها التدخل في الجانب الثقافي وبحسب ما يخدم مشروعهم ولكي تكون هذه الأُمَّــة لا شيء يذكر بل وتفقد كُـلّ عوامل القوة والمنعة والصلاح وفق المنطلق الإيماني، إننا اليوم أمام مسؤولية جماعية والكل محاسب أمام الله إن أهملنا أَو قصّرنا أَو تكاسلنا عنها.
إن تأثير الضلال والسقوط الأخلاقي والتربوي أخطر من كُـلّ الأسلحة الأُخرى التي يمتلكها الأعداء، سلاح الأعداء في المرحلة القادمة فصل الأُمَّــة عن دينها وإيمانها وأخلاقها لتفقد بذلك تأييد الله ونصرة لهذه الأُمَّــة، ما حدث اليوم من حالة تخاذل لكثير من الشعوب الإسلامية للقضية الفلسطينية رغم حجم الظلم والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني المسلم والذي يدافع عن الأُمَّــة بكلها، إن السبب الرئيسي هو السماح للوبي الصهيوني بأن يدير الأُمَّــة ويتدخل في شؤونها ويفصلها عن ثقافتها، عن القرآن الكريم وفصلها عن الحق لتقبل الباطل وتتماشى معه، بل وتكون الأنظمة أداة رخيصة لتنفيذ مشروعه والشعوب خاضعة مستسلمة ومنشغلة في الضلال وفي الفساد الأخلاقي الذي يضرب النفوس والفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها.
إننا كشعب يمني حر والذي تحَرّك من منطلق الإيمَـان وثبت عليه بل واستمر عليه ولم يستطع الأعداء النيل منه وسقطت كُـلّ أوراقه، إن موقفنا اليوم مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني هو نتيجة واضحة للثقافة القرآنية والحفاظ عليها قيادة وشعباً وجيشاً.
المراكز الصيفية مرحلة جهادية تربوية لا بدّ أن يساهم فيها الجميع باهتمام ودون تكاسل، الكل يساهم في نجاحها، في تحصين الجيل القادم من خطر كبير يستهدف هذا الجيل الناشئ والكل يعلم بذلك ويلاحظ ذلك، لنتحَرّك يا شعب الإيمَـان نحو المراكز الصيفية والكل يساهم فيها فنحن الشعب المؤمن بإيمَـانه وإخلاصه وصدقه وهو الشعب الذي يحمي الأُمَّــة ويحصنها بثقافته وأخلاقه ومواقفة وصدقة ووفائه، هذا الشعب الذي لن يخترق ولن يسمح للأعداء بالاختراق لهذا الشعب؛ فهو شعب الإيمَـان بتجليات الإيمَـان والذي ظهر في مواقف تبناها هذا الشعب وسوف يستمر جيلاً بعد جيل، المراكز الصيفية سلاح يحمي الجيل الناشئ.
*نقلا عن : موقع أنصار الله