دارت على أمريكا وكيانها المؤقت الدوائر. أرادوا كسر غزة والاستفراد بها فما انكسرت ولا ظلت وحيدة، بل صمدت وانفتحت لأجلها جبهات أخرى مساندة وداعمة، أبرزها جبهة اليمن المتمرس في صياغة المراحل التصعيدية وإدارتها منذ اليوم الأول لانطلاق معركة «طوفان الأقصى» على الصعيدين الرسمي والشعبي.
فمن الأنشطة الثقافية التعبوية، إلى التجمهر الشعبي والخروج المليوني إلى الساحات في كل جمعة من كل أسبوع، مسبوقاً بإطلالة قائد الثورة مساء كل خميس للحديث حول آخر المستجدات لمعركة «طوفان الأقصى»، وصولاً إلى المساندة العسكرية المباشرة والفاعلة المنكلة بكيان العدو الصهيوني بإطلاق دفعات من الصواريخ البالستية والمجنحة وأسراب الطائرات المسيرة على أهداف مهمة وحساسة في أم الرشراش جنوب فلسطين المحتلة، وذلك ضمن مراحل تصعيدية متزامنة مع كل تصعيد إجرامي للعدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وما لبث اليمن أن عزز عملياته العسكرية بإشعاله جبهتي البحر الأحمر والعربي، في خطوة جريئة وصفعة مؤلمة غير مسبوقة يتلقاها كيان العدو الصهيوني منذ عقده الأول.
لقد اقتحم اليمن معتركاً كبيراً تطلب منه ما تطلب من لوازم المواجهة من عدة وعتاد، فقد فعلها في الثورة، واستطاع فعلها في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي، وها هو يفعلها اليوم ويعيد الكرة من جديد؛ ولكن على نطاق أوسع وأبعد مدى، قوض نظرية الردع الأمريكية والغربية الصهيونية.
برز اليمن جبهة فاعلة ومؤثرة في دعم غزة وفلسطين حين هب لإغاثة الإخوة، وقاد أنشطة الوفاء والانتصار لفلسطين، ما أدى إلى تزايد الارتباك لدى الكيان المؤقت شيئاً فشيئاً، ومعه الدول الكبرى الداعمة له، وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا، وهما اللتان ما لبثتا أن سارعتا لحماية سفن الكيان المجرم، وإذا بهما تضعان بوارجهما وقطعهما البحرية في مرمى ضربات القوات المسلحة اليمنية. ضاعف ذلك حرج أمريكا وبريطانيا جراء انكشافهما أمام العالم من أنهما باتتا عاجزتين أمام الضربات اليمنية، فما إن تصل تلك الضربات إلى منطقة ما، حتى تمتد إلى أخرى، فمن البحر الأحمر إلى خليج عدن، ومن ثم إلى البحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي.
وبعد انقضاء الأسبوع الثلاثين، ومع انتهاء الشهر السابع، وفي خضم التهديدات «الإسرائيلية» باجتياح مدينة رفح جنوب غزة أعلن ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع معادلة إذلال جديدة كفيلة بردع «إسرائيل» توقفها عند حدها، من وسط أمواج شعبية ومليونية هادرة في العاصمة اليمنية صنعاء عصر الجمعة الماضي، حيث قرأ العميد سريع على مسامع الملايين بيان القوات المسلحة اليمنية العسكري معلنا بدء المرحلة الرابعة من مراحل التصعيد، وحذر العدو «الإسرائيلي» ومعه الدول الكبرى الداعمة له وكل دول العالم، وتوعد باستهداف سفن جميع الشركات والدول ذات العلاقة بالكيان «الإسرائيلي» من أي جنسية كانت وإلى أية وجهة.
وأكد سريع أن القوات المسلحة اليمنية ستضرب وتطال أية منطقة بحرية يمكن أن تطالها صواريخ اليمن وطائراته المسيرة، وقد باتت اليوم تجوب أجواء المنطقة العربية من شمال البحر الأحمر، ووصولاً إلى المحيط الهندي جنوباً، وستقتحم منطقة الأمان «الإسرائيلي» في البحر الأبيض المتوسط في القريب العاجل بفضل الله وتأييده.
* نقلا عن : لا ميديا