البردوني شاعر الوطن الكبير وأستاذ الشعر العمودي الفصيح تأتي ذكرى وفاته السابعة عشر في ظل العدوان التحالفي العالمي على اليمنــ يحتشد الكثير من الأدباء والكتاب في هذه المناسبة ــ واستباقاً للفعاليات التي ستقام نجد أن الشعراء كل سيتلو بعض قصائده وما جادت قريحته في محراب الشعر ولا ضيم حولها ؛ وكذلك الكتاب والنقاد سيدلي كل بدلوه .
إنما ما اللازم علينا في هذه الذكرى العظيمة التي تأتي وطائرات العدوان تصب قنابلها فوق يمن البردوني وتفتح صاعق الصوت دون مراعاة للأطفال والنساء والشيوخ ودون مراعاة لله وشرائعه في الإنسان ـ تأتي ذكرى البردوني واليمن تضرب بصواريخ محرمة ــوتحاصر من البر والبحر والجو.
بل تأتي بعد استهداف ضريحه المهاب بحرمة الموت والقصيدة ــ فبالنسبة لأضرحة الموتى لم يستهدف العدوان الجبان غير ضريح الشهيد الثائر والمفكر السيد حسين الحوثي وضريح الشاعر والمفكر عبد الله البردوني .. آثار القصف لم تزل شاهدة على ذلك .
تأتي إذن ذكرى وفاته بعد خمسمائة وتسعة عشر يوماً من العدوان ؛ استخدم فيها كل الجرائم والأساليب المحرمة في حق وطن عربي ؛؛ بعد خمسمائة وتسعة عشر يوماً من انتهاك سيادة دولته ؛ فماذا علينا كشعراء ومهتمين في الشأن الثقافي في إحياء ذكرى الشاعر الكبير عبد الله البردوني الذي أرخ لهذا العدوان قبل حدوثه ؛ ورفضه ؛ ووقف إلى جانب وطنه وقصائده تجسد على الواقع .
وفي هذه الذكرى أليس حري بنا الالتزام بالسير على ذات النهج طالما العدوان وأثر البردوني كفيلان بأن نجعل هذه المناسبة انتصاراً لليمن وإرادته الشعبية ولقضيته الكبرى في الاستقلال والسيادة واستئصال العملاء والخونة ؛ وبالتالي الوقوف بحزم أمام من يسخر كتابته وإبداعه بعيداً عما يحدث في وطنه حتى نلمس أن لا استثناء منا وأننا جميعاً في ذات المركب وأننا كالجسد الواحد ضد العدوان وفي مواجهته.
كما من دواعي السرور التحدث عن البردوني لكن من الصعب جداً أن نستطيع إيفاءه حقه البردوني كان روح الوطن جسد ذلك في كل كتابته أعطى حاور ووجه وتألم وحب كان روح المواطن ناضل وسجن ووهب وغنى بوطنه وحلم لكن لم ينل إلا اغترابه ودليل ذلك كثير في كتابته .
البردوني إنسان كسر كل الحواجز وقفز إلى العالمية كقفزته تلك وهو في سن الرابعة عشر إلى المزرعة بحثاً عن زاد يسد رمقه ليواجه هذا العالم القبيح يكافئه على ماقدمه له بالنكران كحارس المزرعة آنها بالضرب أما السؤال الملح هل سنظل على ذلك النكران نتجاهل من نحن فيه فالبردوني أعطانا فرحتنا وحرر ألسنتنا فما نواجه من موقف أو حدث إلا كان البردوني حاضر عنا نستشهد بشعره ونرد بوجه ذلك بما تعلمنا في مدرسته من حكم وعبر وتضحية وشموخ .
البردوني وجه الأمة الآتي من رغيف الأمهات
البردوني ديدن الموروث وصياد البروق .. جواب العصور ومملكة البساطة وحكاية الغريب في الوطن الغريب .. البردوني ضمير الإنسانية اللاذع لملل الفاشية والقصور
يظل ينبض في قلوب فقهت ويحرق وجوهاً جفت البردوني هو البردوني دونه البر وتحته السماء وحبره البحر .. يمضي بنا ربما لمكانٍ نزعم أنه الوطن وهوية نزعم أنها العروبة وزمانٍ نزعم أنه الكفاح ويكشف بالأخير قصر رؤانا وعمق خطوته ؛ يعري كل ذلك ويبدي رحمته .
إنه الخلد الخالد والنور الصامد في وجوه الحالمين والعصف السافخ في عيون الخونة استعينوا به في كل ظرفٍ واحذروا أن تكونوا منهم.
هذه مناسبة ليست كسابقاتها من المناسبات فلتكن ميثاق شرف بما يناوئ ويواجه ويعري هذا العدوان الظالم ؛ احتراماً لهويتنا اليمنية ولأنفسنا واحتراماً لتاريخ البردوني وأثره الإبداعي ونضاله الكبير في تثبيت معالم السيادة الوطنية ورفض الوصاية والتدخلات في الشأن اليمني ونبذِ كل مخلفات الوصاية من عملاء.
يظل البردوني رمز كفاح وماهية وجود لدى كل حر ومنصف تتطلب أن نكون بمستوى مجاراته أخلاقاً وقيماً ورؤى كترسيخ الوعي ورفع حماسة الشعب في الانتماء لليمن والدفاع عن سيادتها وبقائها ومكانتها ومنح شعبها تقرير مصيره دون الرضوخ للأطماع الآنية.
ها هو البردوني يقول لكم أنه ضد العدوان وضد استعمار بلده وضد العملاء .. فماذا يا أدباء ويا كتاب اليمن ستقولون له !.