ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي أشعل وقودها الشعب اليمني عام 2014 م ضد فساد عملاء الداخل وهيمنة ووصاية الخارج، هي ثورة جماهيرية شعبية شاملة صنعتها العزيمة والإرادة والروح الإيمانية الجهادية الثورية اليمنية التي ترفض الفساد والطغيان والاستعباد والوصاية الخارجية وتعشق الحرية والكرامة والاستقلال ، هي ثورة التغيير من الأسوأ الى الأفضل وثورة الجهاد والكفاح والمقاومة والتحرير ، هي ثورة القوة والصلابة والتحدي والعنفوان ، هي ثورة الحق ضد الباطل والنور ضد الظلام وثورة الحقيقة في مواجهة الزيف وثورةالوعي والبصيرة في مواجهة المكر والضلال والكذب والخداع والتدجين والتحريف والانحراف.
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، هي ثورة شعبية شاملة ومستمرة، لا يمكن تأطيرها جغرافيا ولا سياسياً ولا ثقافياً، أهدافها عظيمة وقوية وشاملة بشمولية مواقفها ومنهجيتها ومشروعها وتعدد أعدائها ، ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة شعبية عربية إسلامية ضد الوصاية الخارجية وضدالفساد وضد التطبيع والخيانة وضد العملاء وضد الطواغيت والمستكبرين ، ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، هي ثورة الإنسانية والقيم والمبادئ القائمة على الحرية والاستقلال في مواجهة الاستعمار الأجنبي التي تقوده أمريكا بهدف استعمار هذه الأمة سياسياً وجغرافياً وعسكرياً واقتصادياً وفي مختلف المجالات، ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي ثورة الانتصار لقضايا الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين والمسجد الأقصى، ومن خلال هذه الثورة وعبر قيادتها وجماهيرها الأعزاء من أبناء الشعب اليمني تترجم أهدافها إلى مواقف
وأعمال صادقة ومستمرة لنصرة القضية الفلسطينية شعباً ومقاومة ومقدسات ضد أعداء فلسطين من العرب والعجم.
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، هي الثورة العربية الإسلامية التي استفزت مشاعر الطواغيت والمستكبرين على طول وعرض الكرة الأرضية وأقضت مضاجعهم وجعلت أعداء اليمن يصابون بالجنون والهستيريا، لأنها أعاقت مخططاتهم الشيطانية ومشاريعهم الشريرة وأهدافهم الاستعمارية وأنقذت اليمن من مخطط التقسيم والشرذمة والتفكيك وجعلت الشعب اليمني يتدبَّر أمره ويعتمد على نفسه ويطوِّر قدراته العسكرية ويعمل على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من خلال التنمية الاقتصادية وتشجيع المنتجات المحلية ودعم القطاع الزراعي، ويكفي أن هذه الثورة صمدت ولا تزال في وجه أعتى هجمة عدوانية في العالم اليوم بقيادة الأمريكان والصهاينة وأدواتهم، ليس هذا فحسب، بل صمدت واستطاعت أن تصنع الانتصارات وتلحق بالمعتدين الخسائر والهزائم المتتالية.
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر جاءت في مرحلة كانت دول الاستكبار والهيمنة وعلى رأسها أمريكا تظن أنها قد أحكمت قبضتها السياسية على موقع القرار والسلطة في الدول العربية ولم يعد هناك من يناهضها أو يعترض طريق أهدافها الاستعمارية، إلا ان ثورة الشعب اليمني عام 2014 م في الحادي والعشرين من سبتمبر جاءت عكس التيار الغربي الأمريكي وشقت طريقها بقوة نحو تحقيق أهدافها ضد الوصاية الخارجية والفساد والظلم والعملاء والتطبيع والخيانة والارتزاق، ولو لم يخرج الشعب اليمني في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عام 2014 م ضد الوصاية الخارجية والعملاء في الداخل، لكان اليمن في صف المطبعين مع الكيان الصهيوني، ولهذا تعتبر ثورة ال 21 من سبتمبر بمثابة حصانة من الانزلاق في مستنقع التولي لليهود والنصارى.
وعلى الرغم من الهجمة العدوانية الشاملة التي تستهدف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر منذ أول أيامها، إلا أنها تشق طريقها بقوة وعزيمة وصلابة، لأن قيادتها حكيمة وأهدافها عظيمة وجمهورها يجاهد في سبيل الله ويقدِّم التضحيات في سبيل الانتصار للحق والمستضعفين، ولأنها ثورة تمثل الحق وتتحرك على أساسه في مواجهة الباطل، وهي اليوم تواجه دول الاستكبار العالمي منذ أكثر من خمس سنوات وتحقق الكثير من الإنجازات والانتصارات على أيدي جماهيرها ورجالها وتواصل مشوارها ولا تبالي بحجم التحديات التي تواجهها، بل تعمل على التغلب عليها لأنها تتمتع بقيادة حكيمة وجمهور مجاهد وأهداف سامية، وهذه الثورة سوف تواصل مشوارها حتى تحقيق النصر لشعبها وأمتها، وهي على مسافة قريبة من ذلك إن شاء الله.