عبدالملك العجري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالملك العجري
آلة الإرهاب الأمريكية
العجري: التفاعُلُ الجماهيري مع غزةَ يوجِّهُ رسالةً للمطبِّعين بأن فلسطينَ بوابةُ استقرار المنطقة
ما بين قضية "المحرم" في اليمن والمستشفيات في غزة حكاية الإفك الإنساني الغربي
لنتوحد على الحق الفلسطيني كما يتوحد الغرب خلف باطل وجبروت الكيان الصهيوني
تساؤلاتٌ مشروعةٌ من العالم النامي و “المتخلِّف” للعالم “المتحضِّر” والحر
السيد القائدُ يواكبُ المرحلة.. دروسُ ضبطٍ أخلاقي وقيمي
الدين والتحديث"3"
الدين والتحديث "2"
الدينُ والتحديث "1"
مذاهب التنمية والتحديث الاقتصادي

بحث

  
ثورة 21 سبتمبر بين إرادة التغيير ومصاعب التغيير
بقلم/ عبدالملك العجري
نشر منذ: 3 سنوات و 6 أشهر و 27 يوماً
الإثنين 21 سبتمبر-أيلول 2020 08:01 م


من القضايا الإشكالية أو التي هي مثار جدل كلامي المنجز الثوري لثورة سبتمبر 2014م اذ وصل الأمر عند البعض حد الجحود التام وتعدى النقد المقبول. الى ارهاق الثورة بـ “الماينبغيات”، ولومها على ما يعتقدونه قصوراً أو تقصيراً في التحقيق الكلي المتزامن لأهداف ووعود 21 سبتمبر من إصلاح شامل إداري وسياسي ومكافحة الفساد وبناء مؤسسات دولة المواطنة .

هناك فريق لديه موقف ثابت من الثورات عموماً أو موقف دوغمائي جامد او عدائي من ثورة 21سبتمبر، أو من أنصــ.ـار اللــه لا يتزحزح، وغير قابل للنقاش، والبرهنة. وفريق آخر لديه موقف مرن ومزاجي انتقائي غير عدائي ويرى أن هناك تناقض بين الخطاب والممارسة وبين المتوقع والحاصل بالفعل، أو هو بالأساس مناصر للثورة، ولكنه محبط من نتائجها .

الفريق الأول: الأيام كفيلة بإقناعه، أما الفريق الأخير: فيكفي لتبديد غبش رؤيته كلام يصدق على كل الثورات، للمفكر والكاتب السياسي الكبير محمد حسنين هيكل عن طبيعة الثورات والتناقضات التي ترثها وتواجهها، يقول هيكل: ” إن الثورة – الثورة عموماً – قضية معقدة. وأشبه ما تكون بعملية انفجار هائلة، تجئ بعد أن يكون شعب من الشعوب أو أمة من الأمم، قد تحملوا بأكثر مما تحتمله طاقتهم اقتصادياً وسياسياً وفكرياً، وهم في عملية الانفجار يحطمون ليس قيودهم وسلاسلهم فقط؛ ولكن كل الحدود والسدود، ثم يحاولون وضع أساس مختلف لمجتمع جديد 

يضيف هيكل: “إنني أستطيع القول بأن الثورة تختصر المراحل، لكنه لا الثورة ولا أي شيء آخر في مقدوره أن يلغى الزمان وأن ينقل شعباً أو أمة من التخلف إلى التقدم، وأن يخلق الموارد البشرية والطبيعية من الهواء، وأن يحتكم للتنظيم والتخطيط والعلم والتكنولوجيا، وأن يعطى السيادة لقيم الحرية والعدل السياسي والاجتماعي – كل ذلك ـ في طرفة عين، أو في عدد من السنين هي بحساب التاريخ طرفة عين ”.

كل ما واجهته وتواجهه ثورة 21سبتمبر، هو ما تواجهه موضوعياً أي ثورة مشابهة من أحداث، وما تمر به من مراحل متعاقبة، ومتاعب متلاحقة ومفاجأة،

ويمكن تلخيص أهم التناقضات والتحديات التي تواجه ثورة21سبتمبر 2014م على النحو التالي :

التناقض بين مرحلة الحماس والشعارات والتصورات الثورية، وبين مرحلة مواجهة الحقيقة. وكذلك التناقض بين رغبة وإرادة التغيير لدى الحركة الثورية كعامل ذاتي، بين مصاعب التغيير وأحيانا مستحيلاته كعوامل موضوعية، والتناقض بين الثورة والدولة، بين الهيئات والمؤسسات الثورية الموازية (اللجان الثورية واللجان الشعبية) وبين مؤسسات الدولة القائمة، والدولة العميقة، التي تقاوم الإصلاح والتغيير .

التناقض بين الواقع الجديد الذي فرضته الثورة وتسعى لترسيخه، وبين مقاومة العلاقات والتوازنات المحلية الدولية والإقليمية، ففي الشهور الأولى لثورة 21 سبتمبر وجدت الثورة نفسها في مواجهة مع حرب عدوانية تقودها السعودية وتشارك فيها عشر دول وتدعمها ثلاث دول عظمى ونووية هي أمريكا وفرنسا وبريطانيا تمدها بالسلاح وتوفر لها الغطاء السياسي الأممي والحماية من المنظمات الأممية الحقوقية والإنسانية الأممية .

–  التناقض في مفهوم الإصلاح والتغيير عند القوى الثورية والشعبية في العالم الثالث، وبينه عند المجتمع الدولي والإقليمي. ففي النسق المعرفي الغربي المهيمن مفهوم الإصلاح مؤسسات وهيئات شكلية مفصولة عن الشرعية الاجتماعية والاقتصادية والإرادة الشعبية .

 

التناقض بين تطبيق الاجراءات الثورية الراديكالية وبين الصعوبات والأولويات الطارئة التي تفرضها الأحداث المتسارعة والمفاجأة كتلك التي فرضتها الحرب العدوانية على اليمن، وما استتبعته من تعارض

التناقضُ بين الرغبة في تطبيق شعارات ومبادئ وبين الحاجة لتحقيق أكبر قدر من الإجماع الوطني لمواجهة العدوان. خاصة بعد التحول في مواقف المكونات المشاركة في ثورة فبراير من العدوان، والفرز الذي نتج عنه توزيع خارطة التحالفات؛ حيث وجد أنصــ,ــار اـللـه أنفسهم في علاقة مع الحزب الحاكم في النظام السابق، إذ رفع الأخير شِعار الدفاع عن الوطن وعبأ قواعده وأعلن مواقفه السياسية بذلك .

التناقض بين الأهداف الثورية والروافع القادرة على حمل هذه الأهداف والتحرك بها، من موارد وعلاقات وفرصة وقدرة على التخطيط، وكادر إداري من الفنيين والخبراء القادرين على تنفيذ مهام الثورة وبرامجها

تحديات الانتقال بالثورة من الحالة الشعبية إلى الإمساك بالسلطة، واضطرارها للاستعانة بكادر من البيروقراطية القديمة، الذين جاءوا إلى الثورة من خارج صفوفها .

التناقض بين مضمون الثورة الاجتماعي والوطني ، وبين التركيز على الهــ.ــوية الثـــقافية الدينيــــة للحامل الأساسي لها وهم أنصــ.ــار اللـــه، فجزء كبير من الناشطين والمثقفين كان تركيزهم على أن أنصـــ..ـــار اللـــه كجماعة دينيـــــة، ويصرفون النظر عن المضمون الاجتماعي الوطني لثورة21سبتمبر وعن تنوع قوامها الشعبي المشارك .

ما سبق نماذج من التناقضات المتشابكة والمعقدة التي أحاطت بثورة 21سبتمبر 2014م فضلاً عن مشكلة الإيقاع الزمنى اللازم لتحقيق أهدف الثورة والانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة وهى مشكلة لا يكفي لحلها العواطف الثورية الجياشة والاخلاص الثوري لقضية التغيير، ولمواجهة مثل هذه التحديات والتناقضات أمام الثورة -أي ثورة – خياران كما حددهما هيكل :

إما أن تهرب من الحقيقة، وتجرى وهى تتصور أنها تطارد أحلامها وهي في الواقع تطردها، وتستعدى على نفسها خصومات أكبر وأعمق مما تسمح به ضرورات تعبئة الموارد والناس والظروف، خصومات كان ممكناً حلها أو كان واجباً تأجيلها .

إما أن تنظر إلى الحقيقة في عينها وتبدأ في مواجهة مشاكل التغيير وقضاياه بتعبئة كاملة للموارد والناس والظروف .

خيار التراجع هذا لم يكن وارداً بالنسبة للقوى الثورية ومكونات ثورة سبتمبر؛ لأن الانزلاق إلى حالة الهرب من الحقيقة يقود الثورة إلى المرحلة الثالثة، وهى مرحلة التراجع، وربما مرحلة الهزيمة. كان الخيار أو الاستراتيجية الثورية الأنسب والقادرة على الموازنة بين الفرص والتحديات بين الممكن والواجب، وهي إدارة ثورية مرنة وواقعية بتفضيل التغيير التدريجي على نسف ما هو موجود. واستعمال ما يُمكن استعماله من أجهزة وبيروقراطية النظام القديم رغم تهالكه وفساده، والتصحيح بدلاً من التطهير، والتقليل قدر الإمكان من النزاعات حول المسار القادم. ووفق هذه الاستراتيجية، والواقع الذي تشق به الثورة طريقها، من المبكر جداً الحكم على المنجز الثوري، بقدر ما هي محاولة نقدية أولية لتفكيك جملة من الدعاوي والأفكار والإشكاليات التي أثيرت ولا تزال تثار .

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالفتاح علي البنوس
سلاح المقاطعة والوعي المجتمعي
عبدالفتاح علي البنوس
مقالات ضدّ العدوان
عبدالعزيز البغدادي
بحثاً عن إطار وطني للثورة!
عبدالعزيز البغدادي
نبيل جبل
21 سبتمبر ثورة كل أحرار اليمن
نبيل جبل
زيد البعوه
21 سبتمبر.. ثورة الكفاح والتحرير
زيد البعوه
عبدالفتاح علي البنوس
ثورة إسقاط نظام الوصاية وسلطة السفارات
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالرحمن الأهنومي
المجدُ للثّورة
عبدالرحمن الأهنومي
حزام الأسد
شعبُ الإيمان ومعركةُ الكرامة
حزام الأسد
المزيد