الوطنُ رفعةُ التضحية، وشهامةُ الاعتداد والانتماء، وسماحة أولي الأمر، ومرجعية أعلام الهدى، وسخاءُ الشهداء، وتواتُرُ التكامُلِ بين الأجيال، وصدارةُ عزته وكرامته في طلائع الأبناء.
الوطنُ ميقاتٌ معلومٌ وعهدٌ مقسومٌ، وشموخٌ محتوم، وبشارةٌ في قلب مظلوم، ونذيرٌ على وجه الظالم المعتدي مشؤوم، وطريقٌ لقطار الحق غيرُ مقسوم أَو مرغوم.
منه المبتدأُ وله المسعى، عانقنا على وداعته الطفولة، وعاصرنا على سعته الشبابَ، وقدمنا على سيادته الرجولة، وتفيأنا على صوامعِه الكهولةَ.
الوطن الذي لا نكون إذَا لم يكن، في العام السادس يقول لنا عبر مسرح الواقع: أنا هنا أستطيع التمييز، بين صديقي وعدوي منكم، ويسألنا في العام السادس هل تبقى أحد لم يفهم، من هو أحق به، والأحق بصحبته، حينها فليفهم بعد آلاف من الأحداث والوقائع، وليتحَرّك وليحتشد، وليجاهد بالنفس والمال، ولا أرى ذلك الحق سوى بالذين صبروا وثبتوا وحموا واستشهدوا وجاهدوا وتسامحوا ورفضوا العدوان والارتزاق والعمالة، كما لا أراه بعدو وعميل لا إرادَة لديه سوى تنفيذ أجندات عدو أكبر يهدف إلى استئصال شأفته وشأفتكم.
الوطن في العام السادس من عدوان لم يترك طريقة حقيرة إلا مارسها عليه وعليكم دون استثناء، الوطن يناديكم ويشد على أياديكم وينتظركم في الساحات في الذكرى السادسة لعدوان التحالف السعوصهيوإماريكي، عليه وعلى سيادته وعلى استقلاله وعلى حرية أبنائه وعلى دماء النساء والأطفال والكهول،… إلخ.
يا أبناء اليمن، يا من رأيتم وتجرعتم مرارة العدوّ والتظيتم بحرقة الانتهاك على سيادة دولتكم من نيران هذا العدوّ في 26 مارس 2015م وتنفستم سموم المفاجأة والاحتمال أمام صلفه أربعين يوماً دون رد.
ها هي ساحات العزة في ذكرى العدوان السادسة يدعوكم للاحتشاد رفضاً للعدوان، صارخين بكل قوة واقتدار “بلا للعدوان” معلنين براءتكم من العدوّ وعملائه، كما تدعوكم جبهات العزة والشرف في ذكراه السادسة إلى الجاهزية والاستعداد والتحَرّك رفداً للجبهات ذوداً عن الأرض والعرض، وردًّا للاعتبار والكرامة، كما فعل إخوانكم المجاهدون في كُـلّ جبهة، منكلين بالعدوّ شر تنكيل، إيماناً بوعد الله والقضية، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً.
في الساحات البداية وإلى الجبهات الغاية، فقد بلغ الحق مبلغاً لا يترك لأحد العذرَ عن التقصير أَو التأخر أَو التسويف في العام السادس من عدوان التحالف والخونة والعملاء والمرتزِقة والمنحرفين، والله المطلع والعليم بالأول والأخير.