أسلمتُ للحطّابِ حقلَ قصائدي
من بعدما أكلَ الغيابُ سنابلي
ومحوتُ عن وجهِ المكانِ حدائقي
من بعدما احترقتْ "حدائقُ بابلِ"
ووقفتُ والأشواقُ تحشدُ في دمي
أسرابَها مثل الحمامِ الزّاجلِ!
فكأنّ ألفَ حمامةٍ ورسالةٍ
تتخاصمانِ وتعبثانِ بداخلي
فمتى سألقي بالحقائبِ من يدي
وأحطُّ أثقالَ الأسى عن كاهلي؟!
نأتِ البلادُ ولا أزالُ مُطَاردَاً
عَطِشاً أمرُّ على ضفافِ جداولي
هذي البلادُ تفرُّ من أحزانِها
وأنا أشيرُ لها -:ارجعي- بأناملي
وأنا أفرُّ بها.. إليها... كلّما
اشتدّ الحصارُ وأمطرتْ بقنابلِ
عجباً لهذا الحبِّ كيف يخونُنا
دوماً، ويكسرُنا كغصنٍ ذابلِ!!!
عجباً لهذا الليلِ كيف شِتاؤهُ
يمضي بطيئاً في احتراقٍ هائلِ!
عجباً لمثلي كيف يُقْتَلُ في الهوى
ظُلْماْ، ويحملُ بعدُ وِزْرَ القاتلِ !!!
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين