كـعادتِنا في الحربِ لا نتأخّرُ
نُكِرُّ على أعدائنا ونُكَبّرُ
سِراعاً خِفافًا لا ثِقالاً وإنّما
خِفافاً سِراعًا حين قال لنا: "انفروا..."
نفرنا على اسمِ اللهِ واللهُ غالبٌ
فكان لنا النّصرُ المبينُ المُؤزّرُ
وعادتُنا في الحربِ أنّا شهامةً
نُداري حماقاتِ الصّغارِ ونصبرُ
ونمهلُهمْ حتى يظنّوا ظنونَهم
وفي لحظةٍ نقسو عليهم ونقهرُ
لقد حاصرتْنا الحربُ من كلّ جانبٍ
ولكنّنا رغم المعاناةِ نثأرُ
ثمانُ سنينٍ بالصّمودِ تسطّرتْ
وحتى انتهاء الدّهرِ سوف نُسَطّرُ
ثمانُ سنينٍ والطّوائرُ فوقنا
بكلّ الصّواريخِ الحديثةِ تمطرُ
ثمانُ سنينٍ والقنابلُ حولنا
وفي كلّ شِبْرٍ بيننا تتفجّرُ
ثمانُ سنينٍ والمعاركُ لم تزلْ
تدورُ رحاها في الحنايا وتعصرُ
ثمانُ سنينٍ والحصارُ مُشَدّدٌ
علينا ونزداد امتداداً ويصغرُ
وجبهاتُنا في كلّ ثغرٍ تقدّمتْ
وأبطالنا في كلّ شبرٍ تجذّروا
ثمانُ سنينٍ تضحياتٌ كثيرةٌ
وما زال في الإمكان ما ليس يُحصَرُ
ثمانُ سنينٍ سوّدتْ كلّ دولةٍ
ووجهُكِ يا صنعاءُ أبيضُ أخضرُ
سلامٌ على القومِ اليمانينَ إنّهم
رجالٌ إذا بحرُ الوغى هاجَ أبحروا
يسيرون نحو الموت من دون رهبةٍ
ويهربُ منهم خائفاً يتعثّرُ
رجالٌ تعالتْ في السّماءِ رؤوسُهم
فليستْ بأصواتِ القذائفِ تشعرُ
صمدنا أمامَ القصفِ حتى تحجّرَتْ
جماجمُنا والمعتدون تكسّروا
ومرّتْ بعون اللهِ ستٌّ وسبعةٌ
ومازال بأسُ الله فينا يزمجرُ
سنعبرُ هذي الحربَ من سدّ ماربٍ
إلى بردى حتى الفراتِ، سنعبرُ
وما ضرّنا أنّا نزفنا قلوبنا
لنقتلعَ الأعداءَ من حيثُ عسكروا
وما ضرّنا أنّا فقدنا أحبّةً
وبتنا ونارُ الحزنِ فينا تُسَعَّرُ
وما ضرّنا أنّا وثقْنا بإخوةٍ
فتحنا لهم أضلاعنا فتخنجروا
كبيرٌ على صنعاء أن تنحني لهم
فصنعاءُ أعتى من "قريشٍ" وأخطرُ
عزيزٌ عليها أن تدنّس نفسَها
فصنعاء أنقى من "دُبيّ" وأطهرُ
بعيدٌ عليهم أن يدوسوا ترابَها
فحتى حصاها في دمانا مجوهرُ
لقد عاهدَتْنا أن تكون كأهلها
تموتُ كما ماتوا كراماً وتُحشرُ
حشدتم عليها الشّرقَ والغربَ كلّهُ
فذابوا على فوهاتِها و تبعثروا
قصفتم وحاصرتم وكدتم بنا فما
وهنّا ولا قلنا: متى اللهُ ينصرُ؟!
كعادتِنا نُعطي الصّواريخَ ظهرَنا
ونصرخُ تحت القصفِ: اللهُ أكبرُ
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين