أمين الجرموزي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
أمين الجرموزي
المشكلة أكبر من «محتوى هابط»

بحث

  
اتقوا الله في جرحانا
بقلم/ أمين الجرموزي
نشر منذ: سنة و 8 أشهر و 5 أيام
الأحد 19 مارس - آذار 2023 08:25 م


 

قبل أيام، نشرت في حسابي الآخر عن جريح تم إهمال حالته الصحية التي تسوء يوما بعد يوم، وقلت: لن أنشر، وسأنتظر، علّ وعسى نحصل على استجابة... ولكن دون فائدة، لذلك أنا مضطر لنشر قصته ومعاناته.
تاريخ الإصابة عام 2019 في جبهة نهم. أصيب بشظايا في العينين، مما تسبب في فقدان 75% من القدرة البصرية. أجرى عملية في صنعاء؛ ولكن لم تنجح، وقال الأطباء إن علاجه في صنعاء شبه مستحيل، فهو يحتاج لزراعة قرنية في الخارج. تابع الجهات المعنية واللجنة الطبية وقرروا أنه بحاجة للسفر والعلاج في الخارج، وقال له مسؤول الجرحى: سنتصل بك لإبلاغك بموعد السفر. استعد وقطع الجواز وانتظر إبلاغه بموعد السفر. ولكن إلى اليوم مايزال ينتظر، ولا أحد بلغه.
كان يتواصل بمشرفه، فيقول له: بطِّلْ كسل وتعال رابط!... يقول: أين أرابط؟! ما بين اقدرش اشوف أمامي، بالكاد أشوف يدي!
ولكن بدون فائدة. كل هذا وحالته تسوء يوما بعد يوم، لدرجة أنه عندما يذهب إلى المسجد يصلي يخرج ولا يستطيع تمييز حذائه (أعزكم الله) من بين أحذية المصلين، فيضطر لترك حذاءه والعودة بدون حذاء، كي لا يخطئ ويأخذ حذاء مصلٍّ آخر.
ليست حالته الصحية فقط التي تتدهور، بل وحالته النفسية أيضا. ومما ضاعف سوء حالته النفسية هو شماتة بعض الأنذال: «هيا ما فعلوا لك؟! سرت أديت رأسك معاهم وحين جرحت ما حد عبَّرك». وفوق هذا كانوا يقطعون رعايته، بذريعة أنه ما رضي يسير يرابط، ويسير يتابع وكرهاً يستخرج رعايته، إلى أن حصلت له الضربة الموجعة!
عندما يئس من السفر والعلاج استلف شوية زلط لأجل يتزوج، وكلم أهل خطيبته أنه ناوي يتزوج، فكان الرد الذي قصم ظهره: «بلغنا أن ابنكم ما عد بيبسرش، وبيمشي في الشارع ومعه واحد يقوده، واحنا ما عنزوجش بنتنا لواحد «بصير»، لأجل تقوده في الشوارع! تعالوا شلوا شنطتكم!». وفسخوا الخطوبة فعلا.
والآن تخيلوا مقدار سوء الحالة النفسية لشاب عمره 21 سنة! وللعلم أنه الجريح الثالث بين إخوته، وأخوهم الرابع شهيد.. فهل يجوز هذا الإهمال؟!
تواصلت بمن أعرف ووعدوا بحل مشكلته وحاولوا فعلاً؛ ولكن ترجع الأمور تهدأ، والبعض منهم أصبح يتجاهل اتصالاتنا ولا يجيب عليها؛ فهل أصبحت مشكلة هذا الشاب المجاهد صعبة ومستعصية لهذه الدرجة؟!
المؤلم أنه في منشوري السابق دخل أحد المرتزقة وعلق قائلا: «اتحركوا به إلى مأرب وسجِّلوه ضمن جرحى الشرعية وخلال أسابيع يسفروه الهند». كلمت الجريح بهذا فقال: «والله لو حياتي بأيديهم ما أسير عندهم، والباري عيلطف بي ويهدي خُبرتي ذي أهملوني».
اتقوا الله في أعظم من أنجبت اليمن. هؤلاء بذلوا أرواحهم للدفاع عنا، فلا يجوز أن نقابل إحسانهم بهذا الإهمال المؤلم!
اتقوا الله في جرحانا.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد محمد السادة
عودة العلاقات السعودية - الإيرانية وانعكاساتها على اليمن
محمد محمد السادة
أنس القاضي
مفهوم الصحافة لدى الخيواني
أنس القاضي
عبدالإله محمد أبو رأس
يُرِيدُون الأرضَ مقابل السلام
عبدالإله محمد أبو رأس
وديع العبسي
قبل أيام من الذكرى الثامنة
وديع العبسي
عبدالملك سام
اغتنموا الفرصة قبل الغصة!
عبدالملك سام
عبدالمجيد التركي
شهر مبارك
عبدالمجيد التركي
المزيد