في خير شهرٍ أرى الإسلامَ قد ضُربَا
بمَقتَلٍ مَزَّقَ الأوتادَ والشُّهبَا
على الذي فَضَّ أبكارَ الحياةِ قوَىً
أمضى وقد جَدَّ حين الجِدّ مَن وَثَبَا
ومَن بهِ كلّ طَرْفٍ مايتوقُ مُنىً
يلقى وقد تاقَ فيما عندهُ سبَبَا
ومَن غدا فوق أيمانِ الورى حَسَباً
ومَن على كلّ قَدرٍ فاقَهَا نَسَبَا
عليهِ صلّت إماماً زادها شَرَفَاً
وما عليها بحقٍّ يوماً انقَلَبَا
على عليٍّ إماماً صداقاً وهُدَىً
وما رأت منهُ مَكراً أو ترى كَذبا
أما ترى الأرضَ والأحداثَ نازفةً
مِن كلّ عُمقٍ وكَم سالَت أسَىً ورُبَى
مِن لَيلَةِ القَدرِ وافَى دَهرَنَا نَبَأٌ
تَفَتَّتَت منهُ أسماعُ الورى غَضَبَا
جُرمٌ غدت بعدهُ الفُصحى على جَلَلٍ
وأعدَمَت كَفُّهُ الأقلامَ والأدَبَا
تكادُ منهُ المنايا أن تثورَ رَدَىً
والكونُ ممّا جرى كَم ضاقَ واضطَرَبَا
يومٌ على العار فيما قد يعود لَهُ
يعودُ في كلّ يومٍ بالوجودِ كَبَى
عليه أضحى عليٌّ هادياً وهُدَىً
على المئآل الذي أدمى القلوبَ نَبَا
هذا عليٌّ إماماً سَلْهُ مُنعطَفاً
عليه باتَت قرونٌ تُحتَسَى كُرَبا
بسيفِ مَن بات مدميّاً على حدَثٍ
به تَشَضَّى الهدى خَطَباً جرى وغَبَا؟!
وكيف أضحى بسيفِ الملجَمِيّ على
رَزِيّةِ النّعي مَن بالنّعي كَم ضَرَبَا؟!!!!
مِن بعده كم نرى ضاعت وكم ذهبَت
عنّا قرونٌ وكَم عامٍ يضيع هَبَا
يامَن على الدّهر في مولاهُ عاد على
رُؤى عزاءٍ بما يَروي وما كَتبا
به مصاباً على الدنيا ومَن سكنوا
يوماً عليها أراع الشّجبَ والخطبا
بِقَتلِهِ الدّهرُ فيما جَرَّ قاتلُهُ
لَكَم لنا جَرَّ مِن خَطبٍ وكَم جَلَبَا
واليُسْرُ والنور عنّا والهدى قِيَمَاً
والنّصرُ والشأنِ قد وَلَّى....قد احتَجَبَا
فالدّهرُ قد شُلَّ كالدّنيا بِمَقتَلِهِ
فاصبرْ على ماجرى للدّهرِ محتَسِبَا
فاصبرْ كمَا الدَّهر كُن كالدّهر محتسبا....!!!!
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين