الله “جلَّ شأنه” أخبر نبيه “صلوات الله عليه وعلى آله” بواسطة الوحي بمؤامرة الأعداء، وأنهم قد عزموا على قتل النبي صلوات الله عليه وآله، وقد أعدوا خطةً لتنفيذ ذلك، وبات الوقت ملحاً لخروجه “صلوات الله عليه وعلى آله” وهجرته، وكان لا بدَّ أيضاً من خطة للهجرة نفسها، لعملية الخروج: كيف يكون خروجاً سرياً لا يرصده الأعداء؛ لأنهم سيعملون على منعه من الخروج واستهدافه؛ لأن خيارهم أصبح هو القتل، فالرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” أعدَّ خطته للتمويه عليهم، والخروج بدون أن يدركوا وأن يشعروا، وكانت تلك الليلة (ليلة الخروج من مكة) هي ليلة المبيت، التي بات فيها الفدائي الأول للإسلام والمسلمين الإمام عليٌّ “عليه السلام” على فراش النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” كان ذلك من ضمن الخطة التي رتبها النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” للخروج، ثم خرج دون أن يشعر أولئك؛ لأن المكان الذي كان ينام فيه كان واضحاً أمامهم، وكان الإمام عليٌّ “عليه السلام” باقياً في فراش النبي، يظنون أن النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” متواجد، يظنونه متواجدًّا هناك، خرج النبي بدون أن يشعروا، بألطاف الله، وبرعايةٍ من الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” واتجه اتجاهاً معاكساً للطريق إلى المدينة، خرج باتجاه آخر، غير الاتجاه الذي يمكن أن يخرج الإنسان من خلاله إلى المدينة، ضمن خطته التي أعدَّها للخروج المنظَّم وبأسلوب صحيح من مكة، واتجه إلى الغار (غار ثور)، في ذلك الغار بقي النبي “صلوات الله عليه وعلى آله”؛ لأن أولئك المشركين عندما فشلوا في عملية الاغتيال، ووصلوا في الفجر دخلوا إلى المنزل، واكتشفوا أنَّ علياً “عليه السلام” هو المتواجد على فراش النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” وأنَّ النبي قد خرج، انتشروا على نحوٍ واسع، وباتوا يبحثون عن النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” في كل محيط مكة، ويعلنون الجوائز المغرية بالعدد الكبير من الإبل كمكافأة لمن يدل على النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” ويكشف لهم عن مكانه، أو يدلهم عليه، واستمروا في عملية البحث في كل محيط مكة.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
المحاضرة الثالثة من محاضرات الهجرية النبوية 1441 هـ
*نقلا عن : موقع أنصار الله