هشام الهبيشان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
هشام الهبيشان
العرب وفلسطين
إيران المحاصرة … الإنجازات والتحديات
المشروع الصهيو –أمريكي!
اليمن.. وموسم الحلول السياسية
“يوم الأسير الفلسطيني” .. بين الألم والأمل!
إسرائيل وسوريا وإيران… ماذا عن قواعد الاشتباك الجديدة !؟
الأمريكي والهزيمة المدوية في سوريا !؟
يا عرب .. أتنسون خير سوريا عليكم !؟
فلسطين تغلي على صفيح ساخن.. ماذا عن موقف العرب !؟
بكين – واشنطن.. طبول الحرب تدق الآن والعالم على صفيح ساخن!

بحث

  
سوريا ماذا عن السنوات العجاف !؟
بقلم/ هشام الهبيشان
نشر منذ: سنة و 3 أشهر و 17 يوماً
الخميس 31 أغسطس-آب 2023 07:46 م


عندما نعود بالذاكرة إلى سنوات عجاف مضت، نلاحظ أنّ الهجمة الشرسة والحرب الشعواء على سوريا، تلك كانت تستهدف في شكل أساسي، “العقيدة البنائية والفكر الاستراتيجي للجيش العربي السوري وثوابت الدولة وأركانها الأخرى، من مبادئ وطنية وقومية جامعة وشعب مقاوم زرع في فكره ووجدانه الحسّ الوطني والقومي، والأهم هو نهج السلطة السياسية التي زرعت هذه الأفكار وأصبحت قاعده لبناء سوريا القوية، سوريا عنوان المقاومة والقلب العروبي النابض، ومن هنا أدركت القوى التآمرية، أنها من دون تدمير وتمزيق سوريا واستنزافها، لن تصل إلى مبتغاها وهدفها الأعظم المأمول بتدمير فكرة المقاومة، وتنصيب “إسرائيل” سيداً للمنطقة العربية والإقليم ككلّ، وكلّ هذا سيتم، حسب مخططها، من خلال نشر آلاف الجماعات الإرهابية المسلحة على امتداد الأراضي السوريا .
ومع أعوام مضت من عمر الحرب على سوريا، علينا أن لا ننكر أن مجموع التضحيات الجسام التي قدمها السوريون، طيلة عمر هذه الحرب على سوريا ،قد ساهمت بشكل كبير بالتصدي لأجندة وأهداف ومخططات هذه الحرب، إلا إنّ هذه الحرب التي أرادتها هذه القوى التآمرية والشريكة بالحرب على الدولة السوريا لن تنتهي، ما دامت أدواتها الإرهابية وأوراقها القذرة موجودة على الأرض السوريا، فمنذ ما يزيد على عقد من الزمن، وجدت سوريا نفسها في خضم حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة ومركبة للغاية أسقطت فيها كلّ المعايير الإنسانية، عشرات الآلاف من الإرهابيين العابرين للقارات، وملايين الأطنان من الأسلحة التي دمروا بها مدن وقرى سوريا بأكملها، فقتلوا أهلها وضربوا مقومات حياة المواطن السوري، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية. حرب قوامها الكذب والنفاق والمصالح الصهيو- أمريكية، وليس لها أي علاقة بكلّ الشعارات المخادعة التي تتستر بها، ففي سوريا تمّ تجهيز تفاصيل المؤامرة، على مراحل وحلقات، وبمشاركة دول عربية وإقليمية، ورغم كلّ ذلك، أثبتت سوريا المستقلة بشعبها وبجيشها وبدولتها الوطنية أنها قادرة على الصمود، فصمدت رغم كلّ التحديات الداخلية والخارجية، وها هي اليوم تقف شامخة على أهبة الانتصار.
وهنا يجب تأكيد ،إنّ المعركة في سوريا لم تكن يوماً معركة مع مجموعات إرهابية عابرة للقارات، بقدر ما كانت ولا تزال معركة مع نظام عالمي جديد يُرسم للمنطقة، وينسج خيوط مؤامرته في سوريا ليعلن عن قيامه بقيادة قوى الاستكبار العالمية والماسونية اليهودية الصهيونية، بنسيجها اليهودي ـ المسيحي المتطرف “المسيحية المتصهينة “، وهذه المؤامرة تعكس حجم الأهداف والرهانات المتعلقة بكلّ ما يجري في سوريا، وهي الأهداف المرسومة والتي تتداخل فيها الحسابات الدولية مع الحسابات الإقليمية، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة إلى أقصى الحدود.
وقد كشفت تقارير شبه رسمية، وتقارير مراكز دراسات عالمية أنّ عدد الدول التي صدرت المرتزقة إلى سوريا تجاوز اثنتين وتسعين دولة وأنّ هناك غرف عمليات منظمة، لتدريب وتسليح هؤلاء المرتزقة ثم توريدهم وتسهيل عبورهم، لذلك من الطبيعي أن نجد اليوم كمّاً هائلاً من الإرهابيين المرتزقة قد دخل إلى سوريا، بهدف ضرب المنظومة السوريا المعادية للمشروع الصهيو- أمريكي، وضرب الفكر العقائدي المقاوم لهذه المشاريع، وخصوصاً المنظومة العقائدية للجيش العربي السوري واستنزاف قدراته اللوجستية والبشرية، كهدف تتبعه أهداف أخرى في المنظومة الاستراتيجية للمؤامرة الكبرى على سوريا، لأنّ تفكيك الدولة يستلزم تفكيك الجيش ومن ثمّ المجتمع ومن ثمّ الجغرافيا، وكان هذا الرهان هو الهدف الأساس من عسكرة الداخل السوري.
إلا أنّ الجيش العربي لسوري صمد وكسر بصموده كلّ الرهانات الشرقية والغربية الإقليمية والعربية، فالجيش العربي السوري حقق ومازال إنجازات كبيرة وهائلة في الميدان أذهلت العالم وغيرت سياسات ورسمت معادلات جديدة، لا يستطيع أحد القفز فوقها، والأهم من ذلك كله هو تلاحم الشعب والجيش والقيادة السياسية في معركة ضارية قادتها ومولتها ورعتها تسعون دولة في العالم، لكنّ إرادة الشعب السوري المتمسّك بأرضه والمؤمن بقضيته والمتفهم لحقيقة وطبيعة المؤامرة، أبعاداً وخلفيات، أفشل خطط الأعداء وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام .
ختاماً، يمكن القول إنه بعد مرور هذه السنوات المريرة على الدولة السوريا وما جلبته إليها من جراح عميقة ودروس تاريخية مريرة، إلا أنّ هذه الدولة بدأت تتعافى اليوم من هذه الجراح، لتبدأ، من جديد، مرحلة النهوض الأقوى وسيبنى على نهوضها هذا، الكثير من المتغيرات في المنطقة.
كاتب وناشط سياسي – الأردن .
hesham.habeshan@yahoo.com

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
نصر القريطي
ماذا لو شهدت الدول المهرولة نحو التطبيع احتجاجات شعبية..!
نصر القريطي
عبدالفتاح حيدرة
الفكرة التي تخدم وتحقق المصلحة للناس هي الأكثر اتباعا..
عبدالفتاح حيدرة
عبدالفتاح علي البنوس
الوساطة العمانية والملفات الإنسانية
عبدالفتاح علي البنوس
مجيب حفظ الله
المدن المحتلة.. إنهيار اقتصادي يقابله تجاهل وتبريرات هزيلة..!
مجيب حفظ الله
رشيد الحداد
وعود فتحه تتبخّر: إغلاق مطار صنعاء «يعدم» اليمنيين بصمت
رشيد الحداد
علي الدرواني
في مواجهة غضب الشارع اليمني.. الصبري كبش محرقة للعدوان؟
علي الدرواني
المزيد