حرارة الصيف ليست وحدها من تشعل المشهد في الجنوب فالمدن المحتلة تعيش هذه الأيام على وقع سخونة المشهد الشعبي الرافض للحالة التي وصلت اليها البلاد تحت نير الاحتلال وحكومة المرتزقة..
الممارسات التي تقوم بها هذه الحكومة تدفع بالأوضاع هناك نحو الانهيار التام وهذا امرٌ متوقع لكن الكارثة الحقيقية ليست سقوط تلك العصابة التي تسمي نفسها حكومة بل الكارثة الحقيقة هي في آثار كل هذا الانفلات والرخاوة والسقوط وانعكاسه على حياة المواطنين اليومية هناك..
لا احد يشك في ان الناس هناك قد ادركت فداحة البقاء تحت هكذا سلطة لا تملك قرارها وتدين بكل الولاء للغازي والمحتل لكن ذاك الادراك وحده ليس كفيلاً بأن يرفع المعاناة عن الناس هناك..
لم يعد هؤلاء يخجلون من التباهي بما اوصلوا اليه البلاد والعباد وهم الذين ظلوا ولا يزالون طيلة سنين الحرب يملأون ارصدتهم الشخصية بملايين الدولارات الخضراء والريالات السعودية والدراهم الإماراتية..
تعدد أصحاب القرار ما بين حكومة الفنادق ومجلس الانفصال الانتقالي في عدن وميليشيات الاخوان في مأرب والميليشيات الموالية للإمارات في الساحل الغربي كل هذه الأوعية التي تضيع في رمال المتحركة كل خيرات البلاد ليست المشكلة الوحيدة التي صنعتها ايدي المحتلين ومرتزقتهم..
يقول المدعو احمد غالب ان خيار طباعة العملة لغرض تمويل الحكومة كان خياراً كارثياً وأدى الى نتائج كارثية أهمها انهيار سعر صرف العملة المحلية امام العملات الأجنبية..
هذه الخطوة لم تكن خياراً اضطررتم للجوء اليه بل كانت سياسة ممنهجة املتها عليكم قوى العدوان ونفذتموها وانتم فرحون بما ستقتسموه من غنائم بعتم بها البلاد بالرخيص..
كنتم سعداء بأن وجدتم في خزينة بنككم مليارات الريالات ببين ليلة وضحاها وكأنكم وجدتم كنزاً مدفوناً وتناسيتم انكم رجالات اقتصاد وان هذا الخيار سيؤدي بالضرورة الى الانهيار المحتوم..
على الرغم من ذلك الادراك إلا ان جشعكم وولاءكم لأسيادكم في عواصم العدوان جعلكم تمضون في هذا الخيار الكارثي معصوبي العينين..
يقر محافظ بنك عدن ايضاً بأن الانقسام بين مكونات المرتزقة ليس فقط انقساماً سياسياً وتبعياً بالولاء بل ان الإيرادات ايضاً لا تصب في وعاء واحد..
على هذا الصعيد المسؤول المالي الأول في حكومة المرتزقة يقر ان إيرادات محافظة مأرب والتي تمثل إيرادات النفط والغاز عمادها لا يتم تحويلها الى فرع البنك المركزي في عدن ولا تدخل حسابات حكومته..
أما المبرر الذي يسوقه لذلك فهو تمويل العمليات العسكرية في مأرب.. هكذا اذن تنهب ميليشيا الاخوان خيرات البلاد ومن ثم تقوم بتهريبها الى تركيا وغيرها من البلاد التي اصبح للاخوان فيها امبراطوريات مالية ولا عجب ان تجد في إسطنبول افخم الاستثمارات التي تعود ليمنيين مرتبطين بهذه الجماعة..
في المجمل فإن كل ما ساقه من يسمي نفسه محافظ بنك عدن ليس اكثر من تبريرٍ للفشل والولاء للغزاة والمحتلين الذين يسومون الناس في مدن الجنوب المحتل سوء العيش سواء على صعيد الغلاء أو المعناة من حرارة الصيف وانقطاع الكهرباء او الانفلات الأمني القاتل.
* نقلا عن :السياسية