انطلاقاً من تسليم جماهير شعبنا اليمني التسليم المطلق لقائد الثورة يحفظه الله، والذي تجلى في هتافها بـ (فوَّضناك يا قائدنا فوَّضناك) خلال احتفالاتها المليونية بذكرى المولد النبوي الشريف في مختلف محافظات الجمهورية الصامدة والمحرّرة؛ فَــإنَّني على يقين من أن هذه الجماهير قد استوعبت رسالة القائد، وأدركت تماماً أنها أمام قائد مُلهمٍ جادّ العزم قوي الشكيمة نافذ البصيرة، وأن تفويضَه لا يقتضي من جماهير الشعب المتطلعة إلى التغيير الجذري أكثر من مسيرها على خطاه وبالتزام كامل.
فلا تتقدم عليه خطوةً أَو تتأخر عنه خطوة، بل تواكبه في هذا المسار، سيما وقد وعد بأنه “سيبقى في مواكبةٍ مُستمرّة بالمتابعة العملية وبـالكلمات حتـى الإنجاز للمرحلـة الأولى”، حَيثُ أكّـد في خطابه بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف أنه قد حرص وبنصـحٍ صـادق على تقديم أهم ما تجتمع به الكلمة ويصلح به الوضع.
ولكن “في حـال الـتفهم والتفاعل والتقبّل” كما جاء في خطابه، وكيف لا نتفهّم ونتفاعل ونتقبّل وقد أكّـد لنا -وهو ما تأكّـد لنا كشعبٍ يمني طوال السنوات السابقة- أن سعيَه هذا لخدمة هذا الشعب إنما هو قربةً إلى الله تعالى، وأنه مهما كانت التحديات والصعوبات، والمحـن والفتن، فَــإنَّ هذا هو الاتّجاه الصحيح وهو الذي يفيد وينفع، ويحظى شعبنا عن طريقه بمعونة الله تعـالى وتوفيقـه؛ وبالتالي فَــإنَّ استباق قائد الثورة بإبداء المقترحات عليه -من أي كان ولو بحسن نية ونصح صادق- لكيفية تنفيذ المرحلة الأولى وما سيتلوها من مراحل ثورة التغييرات الجذرية، هو أمرٌ يتنافى مع التفويض الذي سبق منا له، وهل يعني التفويض إلا التسليم المطلق لهذا القائد، حتى أمام ما سيبدو للبعض وكأنه غير صائب مما سيتخذه في هذا المسار الثوري التصحيحي من خطوات وقرارات.
وبالتالي فلا مجالَ أبداً ليتسرب الريب إلى قلوبنا حول حكمة هذا القائد، فكم عرَضت الشكوك فيما مضى للبعض منا في تحقّق بعض وعود هذا القائد وكنا نراها مستحيلة وبعيدة المنال، ولكنها في كُـلّ مرة تحقّقت وبتنا نعيشها واقعاً، وهل كان جميع من فوّض قائد الثورة بالأمس القريب يتوقعون -بعد تسع سنوات من العدوان الكوني والدمار الشامل الذي تعرض له بلدهم- أن يشاهدوا أكبر عرض عسكري على مستوى المنطقة ومواكِبُه الضخمة من الأسلحة الاستراتيجية ذات الصناعة اليمنية تمر من أمام أعينهم في قلب العاصمة صنعاء وأكبر ميادينها!
إنه الأمل الممكن والقريب جِـدًّا أيها اليمنيون، الأمل الذي تحدث عنه قائد الثورة وهو الذي لم يخذله الله سبحانه وتعالى، ولعمري أنه سبحانه وتعالى لن يخذلنا ما دمنا نسير وراء هذا القائد الرباني، فشيئان اثنان –يا شعب الأنصار- أصبح لا مثيل لهما في كُـلّ الدنيا: الأول هو احتفالك المهيب بذكرى المولد النبوي الشريف، وأما الثاني فهو قائد ثورتك العظيم بعظمة صلته الوثقى بالقرآن الكريم وبالنبي محمد -صلى الله عليه وآله-، القائل: (الإيمان يمان والحكمة يمانية).