ما كانوا ليقدموا على زعزعة الأمن لولا دعمهم وحمايتهم من زعماء الوضع المزري.
الأمر مرتبط ببعض الإجراءات التي تمت مؤخراً، مثل تعمد تأخير صرف نصف الراتب لأغلب الجهات الحكومية، والخروج الذي يدعو له البعض بحجج واهية وإجراءات ووقائع أخرى جميعها تصب في إطار واحد، وهو محاولات لإحداث فوضى ودربكة ومعوقات أمام التغييرات الجذرية.
لاحظوا معي متى بدأت هذه الزوابع!
عندما بدأت المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية، وتم إقالة حكومة بأكملها والتوجيه بتشكيل حكومة كفاءات. وهذا لأول مرة يحدث في اليمن، بل وفي الوطن العربي، وهو إنجاز عظيم لا يستهان به، وكل ما نرجوه ونأمله هو التنفيذ حرفيا.
وما يبعث الأمل أكثر هو ما قاله السيد القائد بأنه سيتابع التنفيذ، وهذا يعني أن لا مجال للمغالطات كما حدث عندما كان القائد يوجه: «افعلوا! صححوا! تحركوا!... إلخ»، هناك فرق بين «افعلوا» و«سنفعل»، لاسيما عندما تصدر الوعود من صادق القول والوعد، والبداية إلى الآن قوية جدا ومشجعة، فما الذي يجعل مَن يدّعون حرصهم على الشعب أن يختاروا هذه الأيام بالذات لإثارة الزوبعة والقلاقل، رغم أن كل انتقاداتهم كانت ضد الوزراء الذين تمت إقالتهم، فما سبب جنونهم وتخبطهم، بينما يفترض أن يساندوا هذه الخطوة ويؤيدوها ويباركوها؟!
إنها العلاقة الحميمية بين شلة الوضع المزري وأدعياء الإنسانية والوطنية زورا وبهتانا.
هذا هو السبب الذي جعلهم في مأمن رغم كل ما قالوه وكل ما اقترفوه بحق الوطن في مرحلة صعبة جدا وحساسة.
الشواهد والأحداث تفسر نفسها؛ لكن قضي الأمر، حتى لو اجتمع الجن والإنس لن يستطيعوا وقف التغييرات الجذرية.