عنوان أكبر: مسؤوليتنا العامة، نحن كأمة مسلمة علينا مسؤوليات جماعية: أن نعمل على إقامة الحق، على إقامة العدل، أن نكون قوَّامين بالقسط، أن نعمل لتطهير ساحتنا من المنكر، ومن الظلم، ومن الفساد، ومن الطغيان، هذه المسؤولية تحتاج إلى مال، ولهذا أتى في القرآن الكريم عنوان الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، ويأتي المال قبل النفس، أن نجاهد في سبيل الله بأموالنا يأتي في الترتيب في كثير من الآيات القرآنية، يأتي بالحديث عن الجهاد بالمال قبل الحديث عن الجهاد بالنفس، لدرجة أن آيةً قرآنية قدَّمت هذا العنوان: الإنفاق في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” تحت عنوان مهم جدًّا جدًّا: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}[البقرة: من الآية195]، يعني: القرآن يقول لنا: إذا لم ننفق في سبيل الله فنحن أمة ستكون حكمت على نفسها بالهلاك، أمة تنتهي، لماذا؟ لأنها لن تكون قوية بدون أن تنفق مالاً، يعني: لا يمكن مثلاً أن نتحرك لمواجهة التحديات والأخطار، وأن ندفع الخطر عن أنفسنا كأمةٍ مسلمة، خطر أعدائنا عسكرياً، خطرهم بشكلٍ عام تحت كل العناوين وفي كل المجالات، لا يمكن من دون أن ننفق مالاً، كل تحرك في هذه الحياة يحتاج إلى مال، تريد أن تتحرك عسكرياً؟ هذا يحتاج إلى مال. تريد أن تتحرك إعلامياً؟ يحتاج إلى مال، كل الحركة في الحياة، حركة الإنسان، المال هو قيام، قيام للحياة، يعني: تقوم به الحياة في كل مجالاتها وفي كل ميادينها لابدَّ من عملية تمويل لكل تحرك، عملية التمويل هذه تحتاج إلى إمكانات، الإمكانات هذه كيف تأتي؟ من خلال العمل، الكسب، السعي، التحرك، {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ}[النساء: من الآية32]، لا نتحول إلى أمة تمتلك الأماني، يتمنى الإنسان أن لديه ما لدى الآخر، أو أن يحصل من الثروة هكذا تلقائياً من دون عناء ولا عمل مثلما لدى الآخر أو هكذا، الكسب اكتسبوا، اعملوا، هذه مسألة مهمة جدًّا.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
المحاضرة الرمضانية الـ13 لعام 1440هـ
*نقلا عن : موقع أنصار الله