هؤلاء لا يتوقفون عند حد إطلاقًا، بل سيصلون بالناس – وهي طريقة شيطانية ذكر الله بأنها أسلوب من أساليب الشيطان في القرآن الكريم – أن يصلوا بالناس إلى درجة أن يظلمونا ويهينونا ويسحقونا ومع ذلك نتولاهم ونحبهم ونؤيدهم ونصفق لهم!
يعني ما يريدون أنهم يظلمونك ويسحبونك ثم تعتبر نفسك مظلومًا؛ لأن هذه مشاعر خطيرة عليهم، عندما تعتقد نفسك مظلومًا تعتقد نفسك مسحوقًا، تعتقد نفسك مهانًا أن هذا حالة نفسية في يوم من الأيام تتفجر في ظرف من الظروف يكون لتفجرها أثر كبير ضدهم، لا، نريد أن نظلم الناس وليصلوا إلى أحط مستوى وهم لا زالوا يشعرون بأن الموقف الذي هم عليه هو الموقف الإيجابي للحفاظ على الوطن، أو تحت أي عنوان آخر.
لهذا حكى الله عمّن يتولى اليهود والنصارى أنهم يطلقون عناوين تشعر بأن المسألة إنما هي تدارك لخطورات معينة، والمسألة حفاظ على مصلحة الوطن، والمسألة هي كذا وكذا {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}.
هم لا يقولون لك: أصدقاءنا ولازم نوقف معهم، يقولون للناس: نخشى أن تصيبنا دائرة، نحن فقط من أجلكم، وحفاظًا على مصالحكم، والواقع ليس ذلك، والواقع ليس ذلك، ما يمكن أن يكون هذا الموقف صحيحًا إطلاقًا أن يتحول زعماء العرب إلى مدراء أقسام شرطة للحفاظ على مصالح أمريكا وإسرائيل وإسكات من يتكلم ضدها.
هل في هذا مصلحة للشعوب؟ لا يمكن، لا يمكن أن يكون فيها مصلحة للشعوب، المصلحة للشعوب الإسلامية هو التوجه القرآني في النظرة نحو هؤلاء اليهود والنصارى، نظرة العداء، نظرة إعداد القوة، نظرة الجهاد، نظرة الشعور بأنهم يسعون في الأرض فسادًا، وأنهم لا يريدون لنا أي خير، وأنهم يودون أن نكون كفارًا، يودون لو يضلونا، يودون لو يسحقونا وينهونا من على الأرض بكلها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
الموالاة والمعاداة
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: شهر شوال 1422هـ
اليمن – صعدة
*نقلا عن : موقع أنصار الله