*ذرف دموعه على المثليين والسكان الأصليين ، فهل تدفعه “الصفعة” السعودية للبكاء على اليمنيين ؟!
الرد السعودي على الانتقادات الكندية لتعامل الرياض مع ملفات حقوق الإنسان ، ومطالبتها بالإفراج عن الناشطين السعوديين ، كان مثير ا ومحير ا من حيث قوته وتعدد آلياته ومستوياته – من طرد السفير الكندي إلى تجميد العلاقات السياسية والاستثمارات ، وإلغاء الرحلات الجوية ومنع الابتعاث الدراسي ، ومقاطعة المستشفيات الكندية -.
ولو أن الحكومة الكندية جادة في الدفاع عن حقوق الإنسان ، لكانت المجازر السعودية في اليمن أولى بالنقد والإدانة من قضية الناشطين السعوديين.
فنقد المجازر السعودية في اليمن ، لن يعد تدخلا في الشؤون الداخلية السعودية ، ولا يمكن أن يكون الرد السعودي انفعاليا ومبالغا فيه كما هو في حالة الرد على الموقف الكندي الذي انتقد قمع الرياض للناشطين السعوديين .
هاهي المجازر السعودية في اليمن تتجدد بصورة بشعة . وخلال أسبوع واحد ارتكب التحالف السعودي أربع مجازر في اليمن ، راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء ، في غارات جوية استهدفت أسواقاً ومنشآت صحية ومراسم تشييع في الحديدة وصعدة ، وهي جرائم يندى لها جبين البشرية .
بإمكان الحكومة الكندية أن ترد الصاع صاعين للسعودية ، بغض النظر عن جديتها في الدفاع عن حقوق الإنسان .
ليثأر الكنديون لأنفسهم أولا ، فالإجراءات التي اتخذتها السعودية مهينة بحق كندا ، وعلى حكومة كندا أن تثبت للسعودية وللعالم أن كندا ليست قطر ، وأن كندا من ” الدول السبع ” وليست من ” الدول الست ” .
وما لم تنتهز كندا الفرصة وترد على الإهانات السعودية ، فلا تفسير لأزمتها مع السعودية سوى أنها “أزمة مفتعلة ” أو صفعة مدفوعة الثمن ، والهدف منها إيصال رسالة إلى دول العالم بعدم اعتراض أو انتقاد السياسات السعودية ، وهي سياسات رعناء داخليا وخارجيا. وهو ما يجعلها عرضة للنقد والابتزاز من الدول والهيئات والمنظمات الحقوقية حول العالم.
وهناك من يرى في الأزمة مجرد عقوبة أمريكية على كندا بأدوات سعودية ، ردا على قيام كندا بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية موازية للإجراءات التي اتخذتها واشنطن نحو صادراتها.
حكومة كندا على المحك ، وعليها أن تثبت أنها حكومة لدولة مكتملة الأركان ، وليست مجرد إدارة لمزرعة بريطانية فرنسية مساحتها 10مليون كيلومتر مربع .
لا يمكن التشكيك بمواقف رئيس الوزراء الكندي الشاب ” جاستن ترودو ” المدافعة عن حقوق الإنسان ، وهو من ذرف دموعه مرتين خلال ولايته ، الأولى حينما قدم اعتذاره لمن تبقى من السكان الأصليين في كندا ، والثانية عندما اعتذر للمثليين جنسيا عن سياسات الفصل التي مورست بحقهم في كندا قبل أن يتم الاعتراف رسميا بحقوقهم ، ومنحهم تعويضا قيمته مائة مليون دولار.
العقوبات السعودية المهينة بحق كندا تجعل سياسة ” ترودو ” ومبادئه مرة اخرى على المحك.
فالجرائم التي يرتكبها التحالف بقيادة السعودية في اليمن منذ قرابة أربع سنوات ، كفيلة بأن يقضي ” ترودو ” بقية عمره باكيا.
aassayed@gmail.com