|
الشرق الجديد ودور للجماعات الإرهابية
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنة و شهر و 28 يوماً الجمعة 20 أكتوبر-تشرين الأول 2023 08:33 م
منذ عام 2007م اختفت فكرة الشرق الجديد وظن الأعراب أن هذا المشروع أصبح مدفوناً ولم يستوعبوا فكرة استبدال المصطلح بفكرة الخلافة، وكانت فكرة الإسلام المعتدل الذي تكفل حزب العدالة التركي بالاشتغال عليها هي المشروع البديل الذي أصبح مطية الصهيونية وأمريكا للوصول الى الشرق الجديد .
اليوم بدأت الخطوات الأولى لتنفيذ المشروع، هذه الخطوات بدأت من الطوفان ولن تنتهي وفق التصريحات الأمريكية والإسرائيلية إلا بتحقيق الهدف الذي ينشدونه، وهو يشكل نقطة مهمة في المرحلة القادمة، ولذلك حشدت أمريكا كل ترسانتها العسكرية وجاء الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل .
مالم نخرج من دائرة الصدمة والانفعال ونفكر وفق قواعد المنطق السليم ونقرأ معطيات الواقع فإننا سنغرق في وحل التقسيم والتشظي ومن خلال الجماعات السلفية نفسها , وهي الجماعة التي تراوح في الانتماء الفكري بين محمد عبدالوهاب وحسن البناء وتفرعاتهما الجهادية مثل القاعدة وداعش والقطبية وغير أولئك من الذين وقعوا في فخ الجهاز الاستخباري الأمريكي والصهيوني.
قد يستغرب الكثير من حرص الجماعات السلفية- الوهابية والإخوانية – التي تدَّعي الجهاد على تكثيف نشاطها في أماكن دون أخرى بل وقد تحرص على مناطق بعينها , ونحن نعلم أن لواء العمالقة في اليمن – كمثال – يضم كل الجماعات الإرهابية تحت غطاء التحالف العربي الذي تديره الاستخبارات العالمية , وما لا نعلمه هو أن كل أماكن انتشار وعمليات الإرهابيين من داعش والقاعدة يتم الاختيار لها ويتم تحديدها مسبقا , وهي مناطق وفق دراسات متعددة تعرف بمناطق طاقة إيجابية وهي الطاقة التي يعتقد اليهود أنها تؤخر خروج مخلصهم، وهذه الطاقة تتركز في الأساس في مناطق الرسالات السماوية وهي مناطق في إطار الشام والعراق واليمن .
ويمكن التطرق لخلفية المعتقدات اليهودية والمسيحية والتي تعتبر هي أساس وسبب كل الحروب والدمار في المنطقة، وهي أيضا أسباب سرية لا يتم الإعلان عنها ولكن أثبتت السنوات العشر الأخيرة أنها حقيقية وأن ما يجري هو تنفيذ مخططات وحسابات يهودية صهيونية .
1 – ففي العقيدة اليهودية القديمة والحديثة هناك حسابات لنبوءات مذكورة في التوراة لزمن آخر جيل يهودي وآخر دولة لإسرائيل، وهي الدولة التي سيقيمها المخلص في القدس ويحكم بها العالم وبحسب معتقداتهم، ووفقا لما هو منشور عن تلك الحسابات والنبوءات فإن هذه الفترة الزمنية المعاشة قد اكتمل ظهور العلامات وتطابقت الأرقام لزمن ظهور المخلص، بحسب ما هو مذكور في التوراة والتلمود اليهودي .
2 – وللتسريع في خروج مخلصهم “الدجال ” فإن عليهم تمهيد الأرض وتهيئة البلدان من خلال إحداث فوضى عارمة تمكنهم من تحقيق عدة أهداف أبرزها :
– الانتقام لمملكة إسرائيل الأولى والتي تم دكها وخرابها من قبل ” أولو بأس شديد ” وهذه حقيقة يؤكدها القرآن في قوله تعالى : ” فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا “الآية(4)سورة الإسراء…..وبالتالي فإن ما يصنعه داعش كأداة لإسرائيل هو انتقام يهودي ممن دمر دولتهم وشرّد أهلهم بين الدول، وهو ما يحدث للسوريين والعراقيين، حيث تم توزيعهم كلاجئين في مختلف دول العالم.
– العراق وسوريا هما ضمن أراضي دولة إسرائيل الكبرى التي يخطط اليهود لإقامتها من النيل إلى الفرات، وذكرتها التوراة كوعد لليهود في سفر التكوين (18:15-21) وهذا يؤكد أن ما وراء الفوضى في المناطق العربية تمهيدا لإقامة إسرائيل الكبرى التي سيقيمها الدجال المخلص اليهودي .
وقد يتساءل البعض عن علاقة اليمن بخرافات اليهود ومعتقداتهم , ولماذا قد تكون هدفا أساسيا لداعش /إسرائيل، وما علاقتها بنبوءات وحسابات اليهود وأهدافهم ومخططاتهم ؟
من خلال دراسة ومتابعة لأبحاث ودراسات عن المخططات الإسرائيلية لليهود الصهاينة , وجدت أن لديهم خوفا شديدا ومطامع كبيرة في اليمن ومن ذلك :
1 – اليمن في الموروث الديني اليهودي هي أرض مباركة , وأرض تواجد الأسباط فيها، وهي المكان المحتمل الذي يزعم اليهود أن تابوت العهد أو تابوت السكينة مخبأ فيه , وبالتالي فإن هناك توجها استخباريا صهيونيا لنشر الفوضى في اليمن لكي يتمكنوا من البحث والسيطرة على التابوت وضمان عدم حصول المسلمين عليه .
وفقا للأحاديث الإسلامية المعززة بأساطير مذكورة في التلمود والتوراة فإن اليمن هي أرض المهدي المنتظر الإمام الذي يملك الأرض ويسيطر على فلسطين ويهزم مخلص اليهود الدجال الأعور أو يعيق انتشاره وسيطرته على أراضي المسلمين .
ومن هنا فإن تحركات داعش تتركز في المناطق المحتمل ظهور المهدي منها أو ظهور خطر على إسرائيل كمناطق عدن أبين المذكورة في الأحاديث النبوية التي تقول بخروج 12 ألف مقاتل منها لتحرير القدس إلى جانب منطقة يكلا في رداع الوارد ذكرها في الأحاديث كمكان خروج القحطاني المهدي المنتظر أو اليماني، وخطورته أنه (بحسب الأحاديث عند أهل السنة وإشارات التوراة ) سيستخرج التابوت اليهودي ويستخدم علومه لهزيمة الدجال واليهود وحلفائهم , ومن هنا جاء الخوف من قصة المهدي القحطاني اليماني (بغض النظر عن الاسم ).
لذلك كان الإنزال الجوي في منطقة يكلا في السنوات التي خلت بهدف التخلص من الهدف (الخطر المحتمل ) وهو المهدي المنتظر، وبدليل أن القوات الأمريكية استهدفت كل الأطفال الذكور على وجه الخصوص خوفا أن يكون أحد الأطفال المستهدفين هو المهدي المنتظر وبالتالي فإنه سيحصل على التابوت ويقضي على آمالهم في السيطرة على العالم حسب معتقداتهم .
وليس بخاف اعتقاد اليهود بأن عمليات الذبح والسحل والحرق واستخدام أساليب بشعة للقتل هي من ستسرّع في خروج مخلصهم، كما أنها ترضي الشيطان “إله الماسونيين” والذي يعتقد الكثير من الباحثين أنه الأعور الدجال .
ولذلك تقول إحدى الدراسات أن ” الصراع الموجود حالياً في معظم أنحاء العالم الإسلامي عبارة عن حرب للأفكار، وسوف تحدد نتائج هذه الحروب التوجهات المستقبلية للعالم الإسلامي .
ومن هنا لا بد أن ندرك أننا نمر بمرحلة هي من أخطر المراحل في تاريخنا القديم والحديث , فالدولة العربية والإسلامية مهددة بالتشظي والانقسام, ويقظة الهويات المحلية والوطنية والقومية التاريخية ولا بد من مقاومة مشاريع الاستهداف للأمة بشتى الوسائل والطرق حتى نتمكن من التحكم بمقاليد المستقبل قبل أن يصبح أداة طيعة بيد أعداء الأمة العربية والإسلامية , فالجماعات السلفية تقوم بدور تفتيت الأمة إلى ما قبل الدولة وما قبل الأمة وهي تخدم أجندات الصهيونية العالمية من حيث تعلم ومن حيث لا تعلم .
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|