كثيرة هي المرات التي قامت فيها طائرات تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن بقصف واستهداف مرتزقتها في مختلف جبهات المواجهات، ولطالما كان المرتزقة يكتفون بالقول أنها نيران صديقة باحثين عن مبررات تقنع المخدوعين بهم أنها كانت بالخطأ الناتج عن قصور في التنسيق أو ضعف في آليات التواصل والعمليات والسيطرة أو حتى اختراق للمعلومات الاستخباراتية، المهم الوصول إلى نفي أن تكون هذه العمليات مقصودة.
والأسباب وراء البحث عن هذه المبررات كثيرة وأهمها إخفاء الدافع الحقيقي لتلك النيران الصديقة، وهو تأديب الفارين من المرتزقة من مواقعهم ومنعهم من الانسحاب وإرغامهم على الاستمرار حتى يلاقوا مصرعهم المحتومه على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية وكذلك السعي لإخفاء حقيقة المرتزقة، وكم هي رخيصة أرواحهم في نظر أسيادهم الأذناب لما لهذه الحقيقة من تأثيرات سلبية على معنويات بقية المرتزقة وعلى عمليات التجنيد والاستقطاب التي تقوم بها قيادات المرتزقة بالإضافة إلى حالة الإحباط التي ستنال من المغرر بهم الذين انخدعوا بشعارات العدوان الزائفة والتي ظلت أبواق الارتزاق والعمالة تروج لها منذ بداية العدوان.
ولكن اللافت للانتباه طريقة تعاطي المرتزقة مع الاستهدافين الأخيرين للنيران الصديقة في جبهتي حجة والساحل الغربي وكيف كانت ردة فعل ناشطيهم المعلنة، وما هو المسار الذي اتخذته ردة فعلهم تلك، وما هي موجهاتها إلى ذلك؟؟ لاشك أن لن تصدقوا ما قالوه ومابدأوا بالاقتناع به ودشنوا حملة الترويج له!!! وأول المستغرب أنهم بدأوا يتحدثون عن زيف هدف إعادة الشرعية الذي كان عنوان تحالف العدوان ،وثانيا اعتبار أنفسهم مستهدفين من قبل العدوان استنادا إلى تلك العمليتين، وثالثا الادعاء بوجود تحالف وتنسيق بين الحوثيين والعدوان رغم الآلاف المؤلفة من الغارات الجوية ضدهم!!!!
والسؤال هنا يكمن في سبب تغيير إستراتيجية خطابهم وما سر هذا التغيير؟؟!! فهم يعلمون جيدا منذ بداية العدوان بأهدافه الحقيقية وان الشرعية المزعومة ليست أكثر من قميص عثمان بالنسبة لقوى العدوان ولكنهم فضلوا المضي معها لتحقيق مصالحهم الضيقة على حساب الشعب وسيادته واستقلاله، لذلك فإن السبب الحقيقي لهذا التغيير هو يقينهم في فشل العدوان واقتراب هزيمته النكراء ومحاولتهم الهروب إلى الأمام من خلال مزاعم استهدافهم من قبل العدوان ورمي تهمة عمالتهم وخيانتهم على غيرهم.. فيا لوقاحتهم ويا لغبائهم.