إذا تأملنا في الآيات الأولى قول الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} هو، يتبادر إلى ذهنك كل ما عرضه في القرآن الكريم من أنه الملك، وأنه الإله، وأنه الرب، وأنه المدبر لشؤون السموات والأرض، وأنه مالك لأمر عباده، هو الذي يحكم فيهم، هو الذي يتولى هدايتهم، هو الذي يُشرِّع لهم.
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} كلمة: {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّه} التي نرددها ونرفعها في أذاننا كل يوم للصلاة، كلمة: {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} التي تتردد في القران الكريم كثيرًا، سواء بالعبارة كاملة {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أو بعبارة {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} تكريرها جيلًا بعد جيل، سرًا وجهرًا هي في حد ذاتها دليل على أنه فعلًا ليس هناك إله إلا الله.
من هو ذلك الإله الذي جاء يعترض علينا فيقول: لا، عاد باقي واحد ثاني. عندما نؤذن في الصلاة وبمكبرات الصوت (أشهد أن لا إله إلا الله)، ونكرر ذلك ثم نقول في الأخير: {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ونقرأ القرآن وهو مليء بـ {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} لو كان هناك إله آخر لظهر.
فنحن نرددها جيلًا بعد جيل، مئات السنين، يرددها المسلمون في كل بقاع الدنيا، ولا أحد ظهر ليقول بأنه باقي واحد ثاني هو أنا. إذًا فحقيقة ليس هناك إله آخر.
إنما نحن الذين نصنع آلهة داخل أنفسنا، نصنع آلهة من الأشخاص ممن هم عبيد كالأنعام، وليسوا حتى مثل بقية الناس، نحن من نصنعهم آلهة، ونحن من نصنع داخل أنفسنا آلهة، في الوقت الذي نسمع قول الله تعالى يتكرر في آذاننا وعلى مسامعنا: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}. والمؤذن للصلاة يقول لنا: (لا إله إلا الله). ونحن نقول في صلاتنا: {سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله}.
لماذا لا نفكر في كيف يجب أن نستفيد من تكرير {لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} نرسخ في داخل أنفسنا أن ما سوى الله لا يجب أن يخيفنا، لا ينبغي أن نخاف منه، لا ينبغي أن نعتمد عليه، ونطمئن إليه في مقابل الابتعاد عن إلهنا الذي لا إله إلا هو، وهو الله سبحانه وتعالى
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله – عظمة الله – الدرس السابع
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 25/1/2002م
اليمن – صعدة
*نقلا عن : موقع أنصار الله