الشعب الفلسطيني هو جزءٌ من أمتنا الإسلامية، نحن نعيش معه همه، وآلامه، ومعاناته، مهما كانت ظروفنا، مهما كان واقعنا، مهما كانت معاناتنا، ولأننا نحن كشعبٍ يمني نعاني أيضاً من العدوان على بلدنا، من الحصار، من الاحتلال، لكن في كل الظروف، وفي أصعب الأوقات لا نزال دائماً نحمل همّ شعبنا الفلسطيني، ونشعر معه بالألم، وندرك أن قضيته قضيتنا جميعاً، وأننا معنيون كموقفٍ مبدئيٍ بمناصرة هذا الشعب، والوقوف إلى صفه. .
ما يحصل على الشعب الفلسطيني في كل المراحل، منذ بداية الاحتلال الصهيوني وإلى اليوم، هو أولاً فضيحةٌ كبيرة للغرب، وشاهدٌ كبير على حقيقة الدور الأمريكي والبريطاني والغربي، ومن يسمون أنفسهم بالمجتمع الدولي، مظلومية الشعب الفلسطيني مظلومية كبيرة جداً، شعبٌ بأكمله منكوب، ويعاني من الاضطهاد والظلم بشكلٍ يومي، القتل بشكلٍ يومي، الاعتقال، والسجن، والاختطاف، والظلم، والأسر، بشكلٍ يومي، المعاناة على مستوى نهب الأراضي، والاعتداءات على المزارع، الاعتداءات بكل أشكالها بشكلٍ يومي، مظلومية كبيرة جداً، وهذه المظلومية يشارك الأمريكي مع الإسرائيلي بشكلٍ مباشر في الاستهداف للشعب الفلسطيني، الكيان الصهيوني يعتمد بشكلٍ أساسي على الدعم الأمريكي المفتوح، وعلى المساندة الغربية بشكلٍ واضح، وضاعت كل العناوين أمام مأساة الشعب الفلسطيني ومعاناته، أين هي حقوق الإنسان التي يتحدث الأمريكي عنها، ويتشدق بها، ويجعل منها غطاءً عندما يسعى لإثارة فتنة في بلد، أو يستهدف شعباً معيناً، أو جهةً معينة، يأتي بعنوان حقوق الإنسان… يأتي بعناوين أخرى: الحرية، الديموقراطية؟!.
الشعب الفلسطيني شعبٌ يحاول الأعداء أن يصادروا حقوقه المشروعة، في مقدِّمتها: الحق في الحرية والاستقلال، والأمريكي هنا تضيع هذه الحقوق وهذه العناوين: لا حرية، ولا حقوق إنسان، ولا حقوق مرأة، ولا حقوق طفل، كل الحقوق يسعى الأعداء لحرمان الشعب الفلسطيني منها، كل حقوقه المشروعة، والأمريكي له الدور الكبير في ذلك، وهذه فضيحة له كبيرة، وشاهد كبير على خداعه، على زيف العناوين التي يتحدث بها، وعلى دوره الإجرامي في ظلم الشعوب، ودرس لكل شعوبنا كعالمٍ إسلامي، ولبقية البلدان الأخرى. .
أيضاً هي فضيحة وخزي للمطبعين والمتعاونين مع العدو الإسرائيلي، وللمتخاذلين، الذين يطبِّعون مع العدو الإسرائيلي من الأنظمة العربية، أصبحوا في الواقع متعاونين مع العدو الإسرائيلي، وداعمين له في كل ما يفعله بالشعب الفلسطيني، دورهم لم يعد فقط خذلاناً للشعب الفلسطيني، بل مساندة للعدو الإسرائيلي، فأصبحت تنطلق منهم مواقف مؤيِّدة حتى على مستوى الدعم الإعلامي، الدعم والمساندة بأشكال متعددة، التطبيع مع العدو الإسرائيلي هو دعمٌ له في ظلمه للشعب الفلسطيني، في اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، وإسهام مباشر في الظلم للشعب الفلسطيني، وفي حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة؛ ولذلك فهي فضيحة وخزي وعار عليهم. .
وسعي- في نفس الوقت- لصرف بقية الشعوب عن الاهتمام بهذه القضية، عندما تحاول بعض الأنظمة العربية أن تتبنى نفس الموقف الإسرائيلي والأمريكي في صرف اهتمام الأمة بكل شعوبها، وبكل حكوماتها، عن نصرة الشعب الفلسطيني، عن دعمه في مظلوميته الواضحة، عن الموقف من العدو الذي هو عدوٌ للجميع، وهو العدو الإسرائيلي، وتحويل العداء نحو إيران، نحو أحرار الأمة، هذا انحرافٌ كبير، ومغالطة كبيرة.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد صالح علي الصَّمَّاد 1444 هــ
*نقلا عن : موقع أنصار الله