رغم الجراح والألم التي لم تندمل جراء الحرب والعدوان الذي تعرض لها أبناء الشعب اليمني طيلة السنوات الثماني، من قبل تحالف القتل السعوديّ الإماراتي الأمريكي، لكنه لم يتخلَّ عن فلسطين وقضيتها.
فمنذ بداية “طُوفان الأقصى” والحملة الصليبية التي يشنها جيش الكيان الصهيوني على سكان غزة كانت اليمن حاضرة بالصوت والموقف، رافضة ما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر وحشية بحق أبناء غزة، بل إنها هدّدت وتوعدت إذَا استمر الكيان الصهيوني في إجرامه ووحشيته وإرهابه فَــإنَّ اليمن لن تظل مكتوفة الأيدي، ولن تتفرج على الدم الفلسطيني وهو يسفك ليل نهار، ولن يظل يشاهد الجثث ملقاة على الطرق وتحت الأنقاض، فكانت اليمن مع الموعد وصدق الفعل القول، فكانت اليمن أول دولة عربية إسلامية تشارك عسكريًّا في قصف أهداف داخل المستوطنات الصهيونية بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر، وهذا شرف عظيم، وليس منةً من أبناء اليمن، ولكنه واجبٌ عليهِ، وهو ما يتوجب أن تقوم به بقية الشعوب العربية والإسلامية، والتي للأسف الشديد كانت مواقف قيادتها مخيبة للأمل، مواقف مخزية، وهو ما شاهدناه من القمة العربية والإسلامية والتي انعقدت في الرياض والتي كانت مخرجاتها مخزية وتعبر عن ضعف وارتهان وانبطاح تلك القيادات للكيان الصهيوني وأمريكا، والتي لم تتجرأ أن تعلن مقاطعة الكيان الصهيوني سياسي وقطع العلاقات الدبلوماسية معه، أَو مقاطعته اقتصاديًّا وهو أضعف الإيمان.
ولكن اليمن لم تنسَ فلسطين ولن تتخلى عنها، وستظل إلى جوارها وأن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، وأن الدفاع عن غزة هو دفاع عن صنعاء، وعن كُـلّ مدينة يمنية وعربية، فسقوط غزة يعني سقوط بقية المدن العربية تحت الاحتلال الصهيوني، فالصواريخ اليمنية وطيرانها المسيَّر ستكون حاضرة وستدك مستوطنات الكيان الصهيوني، ولن تتوقف حتى يعلن العدوّ الاستسلام، ووقف عدوانه على غزة وبقية المدن الفلسطينية، بل وتحريرها من هذا الكيان الغاصب، وعودة الأراضي العربية كاملة، وقريباً ستعانق شجرة البُن اليمني الزيتونَ الفلسطيني، ومآذن صنعاء تصافح قبة الصخرة في القدس.