يبدو أن الإدارة الأمريكية وعبر إرهاصاتها المتزايدة وبشكل استفزازي في البحرين الأحمر والمتوسط، بالتوازي أَيْـضاً مع العدوان الحالي والمُستمرّ على قطاع غزة إنما تود بذلك -كما هي أَيْـضاً في مضمونها رسالة غطرسة واضحة- التهديد الانتهازي وجس النبض الصلب وَالعبوس للقوى الحرة في المحور المقاوم وعلى وجه الخصوص اليمن السعيد والجمهورية الإسلامية في إيران كذلك حزب الله في لبنان ثلاثي التحكم الإقليمي في البحرين الأحمر والمتوسط.
أضف أَيْـضاً أن من ضمن مهام تلك الأنشطة العدائية المكثّـفة والتي تتصدر المسؤولية المطلقة عنها القيادة المركزية للقوات الأمريكية والتي تركزت في إرسال سفن إنزال وَحاملات طائرات كذا غواصات نووية إلى نقاط تمركز تلك القوات في المياه الإقليمية محاذاة البحر الأحمر والأبيض المتوسط، المسؤولة عن كُـلّ التحَرّكات الاستفزازية في الملاحة الإقليمية
إن من ضمن مهام إرسالها ليس فقط لتعزيز قواها المتواجدة إنما وذلك ما هو ظاهر للتقصي عن قرب نقاط الاشتباك والتهديد المتجانس في الإقليم، وذلك ما قد أصبح ملموساً، وخُصُوصاً إرسالها بذلك التحدي والغطرسة وفي هذا الوقت بالذات، والذي قد تلقت فيه بعض قوى المحور التهديدات المباشرة من قبل الأمريكي، وذلك المؤشر لبدء الصراع الإقليمي في المنطقة.
أضف أَيْـضاً أن الإدارة الأمريكية ومن خلال تحشيدها المُستمرّ لمجموعاتها وَأساطيلها البحرية في المياه الإقليمية المتزامن مع دعمها الكامل للكيان الإسرائيلي في إجرامه الوحشي بحق أبناء فلسطين إنما تريد فرض ردعاً نفسياً ضد دول الممانعة، فيما في ذلك أَيْـضاً وَعبر هذه التحَرّكات من طمأنت الكيان الغاصب بكل الوسائل حتى لا يصاب باليأس والخيبة فيؤدي ذلك إلى انهياره التام في حربة البرية الفاشلة.
عُمُـومًا وَخلاصة الاستنتاج أن على الأمريكي أن يعلم، وذلك ما قيل على لسان السيد القائد في خطابه الأخير، كذا ما أضافه قائلاً سيد المجاهدين الأمين العام لحزب الله في الأسبوع المنصرم، أن تلك التحَرّكات والأساطير التي في المياه الإقليمية والتي رست لتهديدنا ولغرض تخويفنا وإرهابنا؛ كي نرجع عن موقفنا المناصر لفلسطين لا تخيفنا أبداً ولا تهز فينا شعرة.
بل إن كُـلّ تلك القوات وَالأساطيل والتي تربعت مغتصبة ولغرض التهديد في مياهنا الإقليمية ستكون وبعون الله، وذلك إن لم يعمد الأمريكي بوقف العدوان على غزة في مرمى صواريخنا، وتلك رسالة لم تعد مبهمة عبر تصريح أجوف كما يتصورها الكثير من أعراب العمالة والتطبيع “الاستحقاق السيادي للمياه الإقليمية”.
إنما رسائل ساخنة تطلق رسميًّا وقد وصل صوتها ولهبها عمق الكيان كذلك نحر الإدارة الأمريكية في المنطقة، وذلك عبر الإيعاز الرسمي المتحدي من قائد الثورة بعدم توقفنا عن استهداف الكيان، بل بتر واستهداف كُـلّ إمدَاداته عبر البحر الأحمر وأن أي خطأ من إدارة واشنطن يؤدي إلى المواجهة لسوف يتم إغراق كُـلّ ما ذكر من غطرسة أمريكية في المياه الإقليمية، أَيْـضاً ما تم قبيل أسابيع قليلة من الاستهداف الرسمي -والذي هو أَيْـضاً في مضمونه يمثل رسالة فعلية لموجب ذلك الإعلان -لتلك الطائرة الاستطلاعية التي حاولت اختراق الأجواء السيادية للجمهورية اليمنية، نحن اليوم والمنة لله في موضع القوة ومن يتحكم بمسار الأمور في المياه الإقليمية، وما قد يفرحنا هو اقتراب تلك القوات والأساطيل والتي ستكون الهدف الأَسَاس إذَا ما قرّرت الإدارة النازية بعمل عدائي أَو تحَرّك يثير الشبهة في المياه الإقليمية.
كثيرة هي الخيارات اليمانية ولديها الكثير من المتسع الحيوي وَالاستراتيجي في النطاق الجيوبولتيكي للبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن بمحاذاة البحر العربي والمحيط الهندي تجاه أي تعد أممي بموازاة هذه التحَرّكات الانتهازية المستفزة في الملاحة، والتي ستقود الأمريكي عبر حماقاته المتهورة وغير المتزنة فيما يخص الاستجابة لوقف العدوان على غزة، والتي هي مرتكز الصراع والتصعيد اليماني والإقليمي في المنطقة إلى حرب عظمى وصراع كوني مهول قد يفقد الأمريكي بعون الله كُـلّ ما لديه من عتاد وأساطيل بحرية في الملاحة الإقليمية.