بدا واضحًا وجليًّا خوفُ العدوّ الإسرائيلي وقلقُه من دخول اليمن على خط المواجهة العسكرية المباشرة وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وعلى الرغم من محاولته تهميشَ الموقف اليمني إلا أنه لم يفلح في إخفاءِ قلقه الكبير الذي يتعاظم كُـلّ يوم، ليس هذا فحسب، بل قامت السفنُ التابعة له بإجراءات تمويهية وإغلاق برامج التعارُف أثناء مرورها في المياه المحاذية لمياه اليمن الإقليميّة في البحر الأحمر، وهذا يدل على أهميّة وفاعلية الموقف اليمني الذي يحاول بعضُ المزايدين التقليل منه.
إن قلقَ العدوّ الإسرائيلي من اليمن وتعاظم قدراته ليس وليد اللحظة، فلطالما تحدثت مراكزُ الدراسات الإسرائيلية عن هذا الخطر الكبير وما يمثِّلُه من تهديد لحاضرِ العدوّ الإسرائيليّ ومستقبله، وَقد حرص العدوُّ الإسرائيلي على التخلّص من هذا الخطرِ المحتم ودفع بعملائه السعوديّ والإماراتي لمحاربة اليمن، وشنوا عدوانهم الذي استمر تسع سنوات ولم ينتهِ بعدُ، ولكن لم يفلح العدوّ الإسرائيلي وعملاؤه في إبعاد الخطر اليمني والتخلص منه، بل أصبح أكبرَ وأعظم وأصبح العدوّ الإسرائيلي يحسب لليمن ألفَ حساب، خُصُوصاً بعد التهديدات التي أطلقها السيد القائد (عبدالملك بدرالدين الحوثي) بخصوص باب المندب حين قال: عيونُنا مفتوحة، وأيادينا على الزناد، والبحثُ جارٍ عن أية سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب ولن نتردّد عن استهدافها.
إن تهديدَ السيد القائد للسفن الإسرائيليّة في البحر الأحمر فتح الباب على مصراعَيه أمام الخيارات المتاحة في المعركة مع العدوّ الإسرائيلي؛ ما زاد قلقَ “إسرائيل” إلى حَــدٍّ كبير؛ فهم يدركون أن السيد القائد سينفِّذُ التهديدَ طالما استمر العدوانُ على غزة، ولن يستطيعَ أن يردعَه عن تنفيذ تهديده أيُّ أحد حتى الأمريكي نفسه؛ فهو الآخرُ متخبِّطٌ ومحتارٌ وخياراتُه منعدمةٌ أمام اليمن، وإلى الآن لم يستطع أن يرد على إسقاط الطائرة التي أسقطتها القوات المسلحة اليمنية فوق المياه الإقليميّة لليمن.
نلخص من كُـلّ هذا إلى أن العدوّ الإسرائيليّ ليس لديه خيار إلا أن يوقف العدوان على غزة أَو يدخل في حرب شاملة مع اليمن؛ فاليمن وقواته المسلحة لا يمكن أن تغض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها العدوّ الإسرائيليّ في غزة.