د. محمد طي*
لقد ولغ الغربيّون الاستعماريّون العنصريّون في دماء شعوب العالم الثالث، ونحن منه، حيث قتلوا مئات الملايين من البشر. وكانت حصّتنا هامّة جدًّا، ففي بلادنا، بعد الهنود الحمر، كنّا ممّن اغتُصِبت بلادهم واستبدل بهم مستجلبون من مختلف أصقاع الأرض. وأقيم في أرضنا كيان قسم المنطقة الواحدة قسمين، وما زال يعمل كعصا غربيّة غليظة، يمدّها أربابها بكلّ وسائل القوّة الغاشمة لتمنع تحرّرنا الحقيقي وتقدّمنا، بل وتقتلنا كلّما حاولنا الخلّص من الهيمنة الأجنبيّة. والمذابح التي ترتكب في غزّة اليوم بمساعدة تسليحيّة وسياسيّة من هذا الغرب الذي يرى أشلاء الأطفال تتناثر، فيمعن في توفير وسائل قتلهم.
لماذا كلّ هذا الحقد الأعمى؟
يؤمن العنصريّون الغربيّون الذين مارسوا الاستعمار أو دعوا له أو تحمّسوا أن ثقافتهم يهوديّة مسيحيّة.
اليهوديّة التي دخلت ثقافتهم هي التي تدعو إلى إهلاك الحرث والنسل في أرض من لا يؤمنون بمعتقداتهم. وهذا ما قرأوه في سفر يشوع من العهد القديم، حيث يأمرهم يشوع بقوله بشأن أريحا: "فَتَكُونُ الْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّمًا لِلرَّبِّ".(الاصحاح السادس/17)
وبعد احتلالها "حَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ(بحدّ السيف كما في النسخة الفرنسيّة)." (الاصحاح السادس/21)
والنصّ الفرنسيّ يقول:
"21 et ils dévouèrent par interdit, au fil de l'épée, tout ce qui était dans la ville, hommes et femmes, enfants et vieillards, jusqu'aux bœufs, aux brebis et aux ânes".
أمّا المسيحيّة السمحة المسالمة الداعية إلى المحبّة، فأعاد العنصريّون الاستعماريّون انتاجها مسيحيّة على شاكلتهم، تقتل وتدمّر وتنهب الخيرات وتفقر الشعوب وتسمّرها في التخلّف لتستمرّ في الاستيلاء على ثرواتها، وتبقيها سوقًا لبضائعها.
وهكذا فلا داعي لاستغراب مواقف هذا الفريق من الغرب.
* نقلا عن :موقع العهد الإخباري