تحضُرُ الذكرى السنوية للشهيد هذا العام 1445هـ في ظل أوضاعٍ استثنائيةٍ وهامة تشهدُها المنطقةُ، بالتزامن مع العدوان الصهيوني الأكبر على قطاع غزة منذ سنوات عديدة، ومع دخول اليمن بكل عنفوانه إلى ساحة المواجهة وجهاً لوجه مع الاحتلال الإسرائيلي؛ لمساندة ودعمِ إخواننا في قطاع غزة.
وعلى امتداد السنوات التسع الماضية من عمر العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلادنا، رسم الشهداءُ الطريقَ الواضحَ في مواجهة الطغاة والمستبدِّين؛ وهو طريقٌ يؤكّـدُ أنه بدون الشهادة والتضحية ما كان بالإمْكَان أن يعلوَ للحق صوتٌ، وأن يتحقّقَ للمستضعَفين والمظلومين خَلاصٌ.
لقد أثمرت عطاءاتُ الشهداء وخدماتهم العزةَ والأمنَ والطمأنينة؛ فعزة اليمن وأمنه واستقراره إنما هي بفضل التضحيات الجسيمة للشهداء، واليوم وببركة دماء الشهداء أصبح اليمن مرفوعَ الرأس وعزيزاً، وحراً في قراراته واستقلاله.
وفي هذا الشأن، يحُثُّ القائم بأعمال محافظة تعز، أحمد أمين المساوى، الجميع على الاهتمام والعناية بأسر الشهداءِ؛ عرفانًا بما قدمه الشهداء من تضحياتٍ؛ دفاعاً عن السيادة والكرامة والسير على خطاهم حتى تحقيق النصر الكامل.
ويشير خلال افتتاحه، أمس، معرِضاً لصور شهداء الكادر الصحي بساحة المستشفى العسكري في منطقة الجند بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1445هـ إلى أهميّة معارض الشهداء للتذكير بما سطَّرَه الشهداء من بطولات في مواجهة العدوان واستلهام الدروس والعبر من تضحياتهم في مختلف الجبهات، مؤكّـداً مضيَّ الجميع على درب الشهداء في الذود عن الوطن حتى تحقيق النصر، مبيِّنًا أن “تضحياتِ الشهداء ساهمت في ترسيخ ثقافة الجهاد والاستشهاد وتحقيق الانتصارات على مختلف المسارات ومواجهة قوى العدوان وأدواته”.
وتقديراً للدور الكبير الذي بذله الشهداءُ وتضحياتهم الكبيرة؛ دفاعاً عن الوطن والعرض في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم المتواصل للعام التاسع على التوالي، زار محافظ إب، عبدالواحد صلاح، أمس، روضة الشهداء بمديرية المشنة في إطار إحياء الذكرى السنوية للشهيد للعام 1445هـ.
وقرأ المحافظ صلاح ومعه مسؤول التعبئة العامة يحيى اليوسفي ومدير عام مؤسّسة الشهداء محمد المساوى، الفاتحة على أرواح الشهداء الذين قدموا دماءَهم؛ مِن أجل الانتصار للوطن وردع العدوان ومرتزِقته.
وأوضح محافظ إب أن “هذه الزيارةَ تعد أقلَّ واجب تجاه الشهداء الذين بذلوا أرواحَهم، وضحوا مِن أجل عزة وكرامة الشعب اليمني”، منوِّهًا إلى عظمة المكاسب التي تحقّقت بفضل تضحياتهم.
وجدَّد العهدَ لله وللقيادة والوطن بعدم التنازل أَو التفريط بتضحيات الشهداء والثبات على الموقف والمضي في مواصلة طريق التحرّر والاستقلال، لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بأسرهم وذويهم؛ عرفانًا بتضحياتهم في سبيل الله ودفاعًا عن الوطن، منوِّهًا إلى أن “عطاء الشهداء لا يمكن أن يقدَّرَ بثمن”.
مكانةٌ رفيعة:
وتعد الشهادة أُمَّ التضحيات وأشرفَ العبادات وأفضلَ الدرجات، والشهداء أعزاء علينا لهم مناقبُ كثيرة، وآثار الشهيد ستبقى حية تستثير الضمائر الحرة والقلوب الواعية، كما أنه لا معنى للشهادة إلا أن تكون في سبيل الله، والشهادة هي نوع من الامتيَاز، وَإذَا استجاب الله دعاءَ الشخص بأن يجعل موتَه بالشهادة فَــإنَّه يكون قد وهبه أعظمَ كرامة وامتيَاز ويعطيه مقابلَ جوهرِه الذي رحل الجنةَ ورضاه -سُبحانَه-.
ويشير وكيل وزارة الإرشاد والحج والعمرة، العزِّي راجح، إلى عظمة الشهادة في سبيل الله ونُصرة الدين والدفاع عن الوطن وسيادته واستقراره، لافتاً إلى ضرورة التحلي بالثقافة القرآنية والجهادية؛ مِن أجل العيش بحُرية وعزة وكرامة ومواجهة أعداء الأُمَّــة الإسلامية.
وينوّه خلال كلمة لها في فعالية نظمتها خفرُ السواحل، أمس، بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد للعام ١٤٤٥ هجرية، تحت شعارِ “القدس درب الشهداء” إلى مكانة الشهداء ومآثرهم البطولية والخالدة وتضحياتهم في مواجهة العدوان، مؤكّـداً أهميّة استلهام الدروس والعِبَر من هذه الذكرى العظيمة في تجسيد معاني الصمود والعطاء والفداء والثبات على الحق ومقارعة الطواغيت والمستكبرين، لافتاً إلى أهميّةِ رعاية ودعم أسر الشهداء كأقل واجبٍ؛ وفاءً وعرفانًا للتضحيات التي قدمها الشهداء وبذلوا أرواحَهم رخيصةً؛ دفاعاً عن الدين والعِرض والأرض.
من جانبهِ يشير نائبُ وزير الإرشاد، العلامة فؤاد ناجي، إلى أهميّةِ إحياءِ هذه الذكرى التي تتزامنُ مع معركة “طُـوفان الأقصى”، للتذكير بمآثر وتضحيات الشهداء في سبيل الدفاع عن قضايا الأُمَّــة، مؤكّـداً أنه “ومنذ رفع الشهيد القائد وشهداء الوطن الصرخةَ في وجه المستكبرين والعينُ على القدس واليدُ على الزناد، وهدفُهم تحريرُ بيت المقدس والانتصار للقضية الفلسطينية؛ كونها القضيةَ المركَزيةَ للشعب اليمني”.
وقال -خلال فعالية نظمتها وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، والأكاديمية العليا للقرآن الكريم يوم، أمس بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1445هـ-: “إن اليمنيين مع القضية الفلسطينية ليس من السابع من أُكتوبر، بل كان الشهيد القائد مستشعراً منذ وقت مبكر لخطورة مخطّطات أعداء الأُمَّــة، وفي مقدمتهم أمريكا وإسرائيل”، مُشيراً إلى أن “الانتصارات التي تتحقّقُ لليمن رغم التحديات التي فرضها العدوان، ومنها القوة في القرار والمواقف خَاصَّة تجاه القضية الفلسطينية نتيجة تضحيات الشهداء والقيادة الحكيمة، ممثلةً بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي”.
وشدّد ناجي على ضرورة الوفاء لتضحيات الشهداء والحفاظ على ما تحقّق من انتصارات بفضل تضحياتهم، وترسيخ روحية الجهاد والاستشهاد وحمل الراية التي حملها الشهداء العظماء وكذا الاهتمام بأسرهم.
بدوره يقول نائب وزير السياحة، جار الله فاضل: “إن الشهادة أسمى مرتبة يمكنُ للمرء أن ينالَها، وإن هذه الذكرى محطة هامة لاستذكار تضحيات الشهداء وتخليد بطولاتهم في الذود عن حياض الوطن بذاكرة الأجيال المتلاحقة”.
ويضيفُ خلال اجتماع عقده، أمس، بمقرِّ الوزارة لاستعراض الأنشطة والفعاليات التي سيتم تنفيذُها وسبل إنجاحها، أن “تضحيات الشهداء في مواجهة تحالف العدوان قد أثمرت اليومَ فخرا ًوعزة وكرامة ورفعة، وباتت مبعثَ فخر لكل أبناء اليمن الأحرار”، موضحًا أن “إحياء مناسبة كهذه في مرحلة يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لأبشع عدوان صهيوني أمريكي غربي في تاريخ البشرية لهُ الكثيرُ من الدلالات والأهميّة؛ باعتبار مظلوميتنا واحدةً، وقضيتنا واحدة”.
وخلال افتتاحه لمعرِض صور شهداء ألوية النصر ومديريات مربع تهامة في محافظة حجّـة، اعتبر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، ضيف الله الشامي، إحياء ذكرى سنوية الشهيد إحياءً للصمود والتضحيات التي سطرها الشهداء الأبطال على درب الحرية واستقلال الشعب اليمني، لافتاً إلى أن “اليمن -بفضل تضحيات الأبطال- سيعيش حراً كريماً مستقلاً”.
وبيّن الوزير الشامي أن “إحياء سنوية الشهيد وافتتاح معرض صور شهداء ألوية النصر ومديريات مربع تهامة صمام أمان الساحل الغربي، رسالة للعالم بأن الشهداء هم مصدر الفخر والاعتزاز للشعب اليمني، وبدمائهم تحرّر اليمن الهيمنة والتبعية”، مؤكّـداً المضيَّ على درب الشهداء والسير على طريق البذل والعطاء والتضحيات حتى تحقيق النصر المبين والتمكين للشعب اليمني.
ويؤكّـد رئيسُ جامعة عمرانَ، الدكتور خالد الحوالي، ضرورةَ تدوين المآثر البطولية، التي خلّدها الشهداءُ في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، والتصدّي للمؤامرات التي تُحاكُ ضد الأُمَّــة في أروعِ صفحات التاريخ.
وقال الحوالي في فعالية نظمتها الجامعة، أمس: “لولا الشهداءُ وتضحياتُهم لَمَا استطاع اليمنُ ضَرْبَ كيان العدوّ الصهيوني”، متطرقاً لحالة الخنوع والخضوع التي تعيشُها أنظمةُ الدول العربية والإسلامية الذين تولَّوا اليهودَ والنصارى.
صحيفة المسيرة
*نقلا عن : موقع أنصار الله