كل المجرمين الذين مضوا لم يصلوا إلى مستوى الإجرام الذي يفعله العدو الإسرائيلي بدعم أمريكا ومساندتها، فما يرتكبه من مذابح وحشية مروعة بحق الفلسطينيين في غزة، والتي تتواصل دون هوادة منذ أكثر من سبعين يوما لم يشهد لها العالم مثيلاً، وقد بلغت مستوى جديداً من الإجرام والهمجية والتوحش لا سابق له.
وبكل صفاقة ودون خجل تؤكد أمريكا من جديد استمرارها في دعم الصهاينة لمواصلة المذبحة، وقد أرسلت وزير دفاعها لوستن يوم أمس إلى تل أبيب والمنطقة، ليعيد تأكيد الدعم لحرب الإبادة الصهيونية، ويؤكد إرسال المزيد من الأسلحة والذخائر التي تُستخدم في إبادة غزة، وليحشد التحالفات الإقليمية لحماية الكيان الصهيوني أيضا، ولم تخجل أمريكا أيضا ووزير دفاعها يتحدث عن ذلك أن تعيد إطلاق الأكاذيب المشروخة حول حماس، وتعيد إنكار الحقائق المشهودة من البشرية جمعاء حول المذابح في غزة، وبعدما قالت الخارجية التي يقودها رئيس الدبلوماسية الأمريكية الصهيوني أنتوني بلينكن بأن لا مؤشرات تدل على أن إسرائيل تقتل المدنيين في غزة، أعادت يوم أمس الكذبة المشروخة نفسها لتقول بأن لا مؤشرات تؤكد أن إسرائيل تقتل الصحفيين في غزة!
والتصريح الأخير يوم أمس، ويوم أمس أرسلت أمريكا وزير دفاعها إلى تل أبيب، ليؤكد استمرار إرسال الأسلحة والذخائر إلى الكيان الصهيوني لمواصلة حرب الإبادة على غزة، وليجدد منح الصهاينة الضوء الأخضر من أمريكا للاستمرار في حرب الإبادة الفاحشة على غزة، وليقول نصاً “إن الوقت مفتوح أمام “إسرائيل” لتواصل الحرب على غزة”، وليدعو إلى تشكيل تحالف بحري لحماية “ازدهار إسرائيل”، ويستدعي دولا وأنظمة وجيوشا عديدة، لنجدة الكيان الصهيوني وحماية ملاحته البحرية، التي حاصرها اليمن بموقفه المبارك حتى يسمح العدو الصهيوني بدخول الغذاء والدواء إلى غزة.
أمريكا لا تدعم ربيبتها إسرائيل بالأسلحة والدعم السياسي وبمشاركة الطيارين في القصف وغير ذلك، بل وتحشد كل أدواتها لحمايتها، وتحشدها للحرب على كل من يقف لمواجهة حرب الإبادة على غزة، فتحشد كل ما يمكن لها أن تحشده، وتكذب بلا خجل، وتنكر كل الحقائق، وتمارس الدجل المتلفز، وتبارك المذابح والفظاعات الصهيونية في غزة، وتعلن بكل وقاحة وغطرسة أنها مستمرة في دعمها وتسليحها.
أكاذيب أمريكا الوقحة ضد غزة هي بحد ذاتها بمثابة حرب إبادة، فدفاعها عن جرائم الصهاينة وتبريرها وإنكارها لحقائقها، بعد إعلاناتها الدعم والمساندة لكل ما تفعله ربيبتها إسرائيل تعد حرب إبادة بحد ذاتها وتصب في إطار حروب الإبادة، إذ أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين توضح أنهم لا يجدون أي مشكلة أخلاقية أو قانونية أو إنسانية في قتل الكيان الصهيوني للأطفال والنساء والمدنيين، وقصف واستهداف المستشفيات، وسحق المصابين والمرضى والأطباء، وقتل الصحفيين في غزة.
شنت أمريكا حروباً وحشية في أفغانستان والعراق وفيتنام وكوريا وفي اليابان، وكل ما ارتكبته من فظائع يجلي أمام العالم إجرام أمريكا ووحشيتها، لكن مستوى الإجرام الذي وصلت إليه في الحرب على غزة بمشاركتها ودعمها لربيبتها إسرائيل في حرب الإبادة، يجسد الوجه الحقيقي لأمريكا على نحو أوضح، كما يكشف حقيقة الكيان الصهيوني وعداونيته ووحشيته وإجرامه.
في ما سبق كانت أمريكا تمتطي العناوين الإنسانية وتتمظهر بادعاءاتها الحرص على المدنيين، وضرورة الحفاظ على القانون الدولي وعلى الإنسانية، وتقدم سرديات معينة لتمظهر نفسها بأنها دولة تحرص على سمعة أخلاقية لنفسها، لكنها في الحرب على غزة لم تدع شيئا إلا دعمها ومساندتها للكيان الصهيوني ولكل ما يفعله من مذابح في غزة، وهي بذلك كشفت بوضوح فاحش أنها ليست دولة بل كيان مارق لا يكترث بشيء، وأن دبلوماسيتها هي الكذب والدجل الوقح والبجاحة والغطرسة، وأنها كيان يرعى إسرائيل الإرهابية ويدعمها ولولا أمريكا لما كانت إسرائيل موجودة!
وفي الإجرام والوحشية، ترزح غزة وسكانها وأهلها بعددهم البالغ مليوني نسمة تحت حرب إبادة جماعية يشنها الكيان الصهيوني منذ تشرين الأول، بدعم مباشر وسافر وعلني من أمريكا حكومات الغرب، يقوم الكيان الصهيوني بتجويعهم وقطع المياه عنهم وتشريدهم من منازلهم وشن القصف المكثف على رؤوس الأطفال ليصل عدد الشهداء إلى أكثر من عشرين ألف خلال سبعين يوما معظمهم من الأطفال والنساء، فتقول أمريكا بألا مؤشرات تدل على أن “إسرائيل” تقتل المدنيين في غزة!
في يوم واحد من أيام السبعين يوماً قتل الكيان الصهيوني أكثر من ألف فلسطيني، في سلسلة من الغارات الجوية المتتالية التي استهدفت أبنية وأحياء سكنية في جباليا وبيت لاهيا وأدت إلى انهيار مبان وأبراج كاملة فوق رؤوس سكانها، وفي السبعين يوما شن الكيان بشكل متعمد ومخطط حرب إبادة ليس فقط بقصف الأحياء السكنية في غزة، بل ومراكز الإيواء في شمال وجنوب القطاع والمشافي والمدارس، وسيارات الإسعاف والمقابل والمساجد، ولم يترك مكانا يتواجد فيه فلسطيني إلا وقصفه، وواظب على شن الغارات الجوية على جميع مشافي القطاع، حيث لجأ إليها الأطفال والنساء للاحتماء من الغارات، ليجبر المرضى غير القادرين على الحركة والأطفال الرضع والمهجرين والأطباء على الخروج من المشافي، ويسحق بعضهم، ويدفن آخرين بالجرافات أحياء!
يرتكب الكيان الصهيوني كل ذلك ويعلن بالمجاهرة على مرأى العالم بأسره أنه ينوي إبادة غزة، وينفذ ذلك بمؤازرة من أمريكا وحكومات الغرب ودعمها المعلن والصريح والمباشر، وفي المقابل تقوم أمريكا وحكومات الغرب بقمع أصوات المنددين بهذه الجرائم وبملاحقة كل من يتجرأ على انتقاد فظائع العدو الإسرائيلي بطريقة أو بأخرى، إما عن طريق الفصل من العمل أو التهديد الشخصي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى عن طريق الاعتقال بذريعة تهم واهية.
قتلت إسرائيل المجرمة حوالي مائة صحفي كان آخرهم الصحفي أبو دقة الذي قتله جيش العدو يوم الجمعة ومنع الإسعاف من الوصول إليه واستمر ينزف حتى استشهد، وصل عدد الصحفيين الذين استهدفهم الكيان الصهيوني حوالي مائة صحفي، وعلاوة على استهداف عوائل العشرات من الصحفيين، وبكل فحش ووقاحة تقول أمريكا بألا مؤشرات لديها تدل على أن ربيبتها تقتل الصحفيين في غزة!
اجتاح جيش العدو الصهيوني المستشفيات في غزة بالجرافات والدبابات، وسحق من فيها من الجرحى والمرضى والنازحين والأطباء والممرضين، قبل ذلك قام الصهاينة بقصف كافة المستشفيات في شمال وجنوب غزة بالصواريخ والقنابل الجوية الفتاكة، حاصر مستشفى الشفاء، سحق مستشفى كمال عدوان بمن فيه، قصف المستشفى المعمداني، اجتاح المستشفى الإندونيسي ونكل بالمرضى والمصابين والأطباء، قتل من قتل منهم واختطف من اختطف وإلى اللحظة ما زالوا مفقودين، وقالت أمريكا بأن لا شيء يدلل على أن إسرائيل تعتدي على المستشفيات!
يقوم الكيان الصهيوني وبدعم الولايات المتحدة باقتراف جرائم ما سبق لأحد اقترافها، وفيما يستمر بقتل من تبقى من أهالي قطاع غزة المحاصر واستهداف المشافي والمدارس ومراكز الإيواء، وتتعالى الأصوات المنددة بالعدوان المتواصل وتتصاعد التحذيرات من انتشار الأوبئة والمجاعة في غزة، تأتي أمريكا وحلفاؤها من حكومات الغرب للتأكيد على المزيد منها.
هي لغة الغطرسة والعربدة الأمريكية التي اعتادها العالم، لكنها هذه المرة بدون لبوس وبدون مساحيق تجميل، فلم تكترث أمريكا بالمذابح التي ترتكبها ربيبتها إسرائيل، وأكدت من جديد دعمها للمزيد منها، ولم تكترث أن تؤكد مع كل مذبحة في غزة بأنها ستدعم للمزيد، ولم تكترث أن تنكر الحقائق التي بات العالم يشهدها ويشاهدها بكل وضوح، ومرارا كررت وقاحتها وفحش قولها وتصريحات مسؤوليها، واليوم بات واضحاً للقاصي والداني المشاركة الأمريكية في الإجرام الصهيوني وما تتشدق به “دولة حقوق الإنسان” بات مثاراً للسخرية بين شعوب العالم.
إجرام وحشي ومروع، وأكاذيب ووقاحة تخالف العقل البشري، ومغالطات ودجل وأكاذيب لا يتقبلها إنسان ويواصل الأمريكيون قذفها في وجه الإعلاميين والصحفيين، يؤكدون الدعم والمساندة لكل ما يفعله الكيان الصهيوني، ثم ينكرون الحقائق كلها حينما يواجهون أسئلة الصحفيين عمَّا حدث من مذابح، وكل من يسأل المسؤولين الأمريكيين عن جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني يردون عليه بالإنكار لذلك، لكنهم في مقام التأكيد لدعم الكيان الصهيوني يبالغون في التأكيد على أنه لا يتزحزح.
في المجمل تكشر أمريكا عمَّا لديها من مخزون وحشي في الإجرام والغطرسة لدعم حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، تُسقط الحقائق المشهودة، تمارس الكذب والدجل والزيف والتضليل دون خجل، تقول للعالم مع كل مذبحة ترتكبها إسرائيل “نحن مع إسرائيل في ما تفعل”.
اليوم صار واضحاً للقاصي والداني المشاركة الأمريكية في حرب الإبادة والإجرام على غزة، وصار واضحاً وفاضحاً حقيقة أمريكا وحقيقة كونها كياناً مارقاً ينسلخ من كل الشرعيات والأخلاقيات والقيم، وما تتشدق به عن كونها دولة حقوق الإنسان والديموقراطية الأولى في العالم بات مثاراً للسخرية أمام كل شعوب العالم.