صنعاء ورغم جراحها الغائرة، حَيثُ وهي ما زالت تعاني من ظروف اقتصادية وأيديولوجيات عسكرية كبيرة فرضتها عليها وعلى مدى تسعة أعوام وإلى اليوم تعدياً وظلماً وعدواناً قوى تحالف العدوان، طليعتها السعوديّ وَالإماراتي بقيادة الأمريكي والصلف اليهودي أرجوحة اللوبي الصهيوني.
إلا أنها وسط هذا المشهد المأساوي الذي يحدث في فلسطين، حَيثُ الأعراب عنها مرتمين في وحل العمالة والتطبيع مع الكيان رمت بكل تلك الأحزان والجراح وبرزت إلى الميدان من صلب الإيمان، وترجمة لمشاعر اليعربية الأصيلة وَالانتماء لتقول لا ولكل العالم هذا التخلي العربي وَالإجرام الأممي بحق أبناء القطاع، ولتفرض ذلك فعلاً في الميدان قواعد ومعادلات أعجزت بل أربكت وآلمت وبشدة الأمريكي وَالغربي مع الكيان.
تلك هي صنعاء حضارة العربي الأصيل ووسامه، حَيثُ وقد حملت بيد وبكل إيمَـان وحماس وعنفوان منقطع النظير جراح الأمس الدامي الذي قد أصابها بفعل العلقم سم السهم الأعرابي -المتصهين -الجار الأقرب والحاني لها، وفي الأُخرى حيثما حملت عن كُـلّ الأعراب بذات الإيمان السامي والعنفوان اليماني عن عزة واقتدار مسؤولية جراح ومظلومية غزة المكلومة.
واليوم هَـا هي ويا للأسف والعار اليعربي وَعلى خلفية وحساب هذا الموقف الحر والمنطلق الإيماني المشرف الذي قد أضفى وَغطى بعظمته سوءات الأعراب المنبطحة والذليلة.
تهدّد “وهي ليست آبهة أَو متخوفة من ذلك “من قبل شذاذ الآفاق الإقليميين الغربي وَالأمريكي والعربي الخانع وَالمتواطئ أَيْـضاً المحلي المرتزِق وهو الداعي وَالمتشوق لذلك” بتشكيل تحالف دولي بحري في البحرين الأحمر والعربي.
الشعب اليمني الذي تسلّح بقيم ومبادئ عروبته البكر التي لم تلوثها مع كُـلّ الأحداث وفي كُـلّ المراحل انتهازية ولا خضوع واستسلام ولا يدانيها في ذلك رغم كُـلّ ما يحصل تجاهها من مؤامرات جبن ولا انبطاح.
تلك هي عروبته الأَسَاسية التي تجعله بكل عزة لنصرة الشقيق الفلسطيني وقضيته العادلة يقوم بكل تلك المواقف المشرفة والتي ليست في مقام المساومة، مع ذلك فَــإنَّه لا وجود لأي مخاطر قد يدعيها أَو يستغلها الكثير وعلى رأسهم الأمريكي؛ بغية إطلاق التهديد وهي في الأَسَاس لحماية مصالح الكيان على الملاحة الدولية أَو تهدّد حركة الشحن الملاحية الدولية من قبل الجمهورية اليمنية.
قرار الحكومة اليمنية ومن البداية واضح يتركز على فرض حصار انتقائي محدّد على الكيان الإسرائيلي، بمنع سفنه من العبور في البحر الأحمر وباب المندب، كذا منع كافة السفن ومن أية جنسية كانت الدخول إلى موانئ الكيان الغاصب حتى يتوقف العدوان على غزة وتدخل إليها المساعدات اللازمة.
لذلك فَــإنَّ أهم أهداف التحالف الذي يسعى الأمريكي لتشكيلة على خلفية هذه المواقف إنما هو لحماية الملاحة الصهيونية، أما الملاحة الدولية فلا تهديدات عليها تذكر من قبل الجمهورية اليمنية، وقد كشفت وعرت كُـلّ ذلك تصريحات رئيس هيئة قناة السويس إشارته إلى انتظام حركة الملاحة في القناة، وإنما من تم تحويل مسارها من السفن الدولية عبر الرجاء الصالح هي فقط السفن التي كانت متوجّـهة إلى موانئ الكيان الإسرائيلي، وهذا أَيْـضاً دليل واضح على سلامة الحركة الملاحية وحرص الحكومة اليمنية على سلامتها، كذلك يعتبر دليلاً ناصعاً على نجاحها الإيجابي والفعال في حصار الكيان الغاصب.
ومن كُـلّ ذلك يتم الاستنتاج الأبلج لمحورية هذه القضية المعرية والمبينة حقيقة الجميع، وهو أنها وكقضية ليست مفروغة من العمالة والتطبيع العلني لمناصرة الصهيوني من قبل الأعراب المنبطحة، وذلك ما أثبتته أخيراً السعوديّة والإمارات كذا الأردن في إيصالها المساعدات للكيان الإسرائيلي عبر البر وذلك تجنباً للهجمات اليمنية عبر المياه الإقليمية
كذلك أحقية وجدوائية وفاعلية المواقف الحرة النابعة من شرفاء هذه الأُمَّــة والتي تعطي الشاهد على أنه يوجد في أيدي هذه الأُمَّــة ما يمكن أن توقف هستيرية هذا الكيان الغاصب، ويكون لها السيادة الكاملة على هذه المعمورة دونما حتى قطرة دم واحدة، وإنما على الجميع من أبناء الأُمَّــة الإسلامية جمعاء تحمل المسؤولية وبجد ودونما خوف وتردّد، كذا العمل بالحاصل والموجود والممكن، وذلك ما تقدمه تلك المواقف الإيجابية وَالمشرفة التي تطلق من أبناء الشعب اليمني والتي هي حجّـة جلية على أبناء هذه الأُمَّــة.