من المضحك اليوم ما نراه من مواقف أنظمة العمالة في منطقتنا عندما هللت وفرحت بالتحالف الأمريكي «الجديد»، تحالف كبير ومرعب كما يتمنون؛ ولكن ما لا يفهمه هؤلاء الأقزام هو أن سر قوة حكومة اليمن وشعبه نابع من الارتباط بالله في اتخاذ هذا الموقف الشريف والقوي مع القضية الفلسطينية، وعليه فنحن لا نشعر بالقلق حتى لو تم حشد كل شرار الإنس والجن ضدنا.
لو اجتمعت قوى الشر بأكملها لتخليص الكيان الصهيوني من اليمنيين فلن يحدث ذلك؛ فعقيدتنا مستمدة من إيماننا بأن أعداءنا على باطل، وأن الموقف الصحيح هو مواجهة هذا الإجرام والتعنت، وأن الحلول السابقة باتت عقيمة ولا تؤدي إلى نتيجة سوى المزيد من إهدار الوقت والجهد مع عدو لا يفهم سوى أن بقاءه لا يتم إلا بإبادتنا؛ فكيف يريدون منا أن نواجه كل هذا الشر؟!
ثم إننا وصلنا إلى قناعة تامة بأن أمريكا والكيان الصهيوني ومن معهما لا يسعون لحل، وقد جربنا حربا شرسة معهم دارت رحاها لسنوات حتى لم يتبقَّ في جعبتهم ما يفاجئونا به، فلماذا سنخاف من وعيدهم ونحن بتنا على معرفة بنقاط ضعفهم كلها؟! وفي أي مواجهة قادمة ستكون خسائرهم أكبر بكثير مما يمكن أن نخسره، وحربهم الاقتصادية سترتد عليهم أضعافا مضاعفة في نتائجها، خاصة بعد أن نحرق آبار النفط ونستنزف مواردهم الاقتصادية، وهم بالفعل لديهم من المشاكل ما يكفيهم، وقد كان حرياً بهم أن يتركوا لنا شيئا نخاف عليه، ولكن غطرستهم جعلتهم يتصرفون بحماقة حتى باتوا أكثر الخاسرين.
هذا التحالف «العريض» أعطانا شرعية لما كان وما سيكون؛ فهو يعني أن من يستهدفهم تحالف بهذا الحجم ليسوا مجرد جماعة، بل شعب بأكمله. أما ما سيكون فهو أنهم سيعرضون أنفسهم وكل ما بنوه لعقود في مهب الريح، وكلنا يعرف ماذا يمكن أن نخسره في مقابل ما سيخسرونه بالتأكيد!
قالوا لليمنيين إنهم قد جمعوا لكم، فما كان رد اليمنيين إلا أن قالوا: فليكن، الله معنا، لأننا في موقف الحق، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وهذا التحالف الأهوج سيؤدي إلى اشتعال المنطقة من تحت أقدام الأمريكيين وحلفائهم من صهاينة العرب، ونحن نرى أن هذا سيدفع بالكثير من الشعوب لتتمرد على الصلف الأمريكي، وسيكون فاتحة نصر لن يتوقف عند حدود طرد المحتلين والأنظمة العميلة، وحتى بعد زوال الكيان الصهيوني من أرضنا ومقدساتنا... والقادم أعظم.
* نقلا عن : لا ميديا