لم تتأخر المقاومة العراقية حتّى أسقطت بيان “تعليق العمليات العسكرية” ضدّ قواعد الاحتلال الأميركي في المنطقة ووجوده منعًا لإحراج الحكومة وجهات أخرى بعد سلسلة ضغوط تعرضت لها بغداد على مدى ثلاثة أشهر.
تعليق العمليات الذي جاء بعد ضربة التنف التي أدت إلى مقتل جنود أميركيين وجرح آخرين، لم يمنع العدوان الأميركي، الذي تمثل بسلسلة اعتداءات في كلّ من شرق سورية، وجنوب غرب العراق، ثمّ عملية اغتيال غادرة طالت القائد الكبير أبي باقر الساعدي، أحد قادة كتائب حزب الله، صاحبة بيان “التعليق”.
كان واضحًا، أن واشنطن لن تتردّد في توجيه ضربات، رغم استجابة الكتائب للحكومة، حيث نقل عن أوساط متعددة ممارسة الحكومة ضغوطًا على المقاومة وصلت حد تلويح رئيسها بالاستقالة، نتيجة الحرج الكبير الذي وقع فيه.
تعليق العلميات، كان دافعًا لواشنطن لخرق السيادة العراقية بشكل فاضح، وهو ما أحدث تحولًا في الحرج لمصلحة المقاومة، خصوصًا مع النقمة وردات الفعل الشعبية على الاستهتار الأميركي بالسيادة العراقية حد الوقاحة، والاعتداء على قوى ذات صفة رسمية، بل والاقدام على عملية الاغتيال الشهيد الساعدي.
وعليه، لم تتردّد المقاومة في إصدار بيان منتظر عالي اللهجة، إن لجهة الداخل مع التماس العذر، أو للأميركيين الذين ارتكبوا حماقة بما فعلوه خلال الأيام الماضية.
وفي مضمون البيان، إسقاط لـ “تعليق العمليات”، ليس فقط في العراق إنما في المنطقة، حيث طلبت المقاومة من “أخوتنا في الجهاد إلى الالتحاق بصفوف المقاومة وأن يحزموا أمرهم للمشاركة الفاعلة في طرد الاحتلال في هذه المرحلة التاريخية للعراق والمنطقة”، بعدما أكدت أن المحتلّ الأميركي قد أسقط خلال الأيام الماضية قواعد الاشتباك كافة.
وبحسب ما ورد في البيان، فإن المقاومة توجهت إلى الداخل، خصوصًا من مارسوا ضغوطا عليها، بالتماس العذر لما ستقدم عليه، بقولها: “نتطلع إلى من نثق بهم أن يلتمسوا لنا العذر بوصفنا أعلم من الآخرين بخبث عدونا وميادين مواجهته وآلية تركيعه”، مؤكدة أن الأميركيين لا يفهمون إلا لغة السلاح.
وعليه، إن المقاومة العراقية ذاهبة نحو استئناف عملياتها بالطرق المناسبة، والوقت الذي تحدده خصوصًا مع وصفها المرحلة بـ “التاريخية” لطرد المحتلّ، وهي ألمحت إلى أبعد من العراق وحددت هدفها بكلّ المنطقة.
نقلا عن : السياسية