حتى لو قام الكيان الصهيوني بتنفيذ مشروع ما يسمى: قناة بن جوريون، فإن الأفضلية الاقتصادية من الناحية النظرية ستظل لقناة السويس لقربها أكثر من خطوط الملاحة العالمية في البحرين الأبيض المتوسط والأحمر..
فعلامَ إذَا يراهن هذا الكيان في المضي قدماً في شق هذه القناة التي لا تعطيه أي أفضلية اقتصادية عن تلك التي تمنحه قناة السويس لمصر..؟
إنهم في الحقيقة يراهنون على أمرين اثنين هما:
١- الصهيونية العالمية وما تتمتع به من نفوذٍ قوي وعلاقات واسعة في عالم المال والأعمال والسياسة والتي بدورها لن تتردّد بالقيام بالضغط على شركات الملاحة الدولية بتسيير رحلاتها عبر هذه القناة وبعيدًا عن قناة السويس..
٢- إدخَال المصريين، بطريقة أَو بأُخرى، في دوامة من الصراعات البينية وحالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وبصورة تجعلهم يبدون في انشغال تام عن مُجَـرّد الاهتمام أَو التفكير بأمر بقناة السويس.
يعني بالضبط تكرار نفس السيناريو الذي قامت به دولة الإمارات في اليمن، والذي استطاعت بموجبه تعطيل وإفشال مشروع المنطقة الحرة في مدينة عدن (كرما لعيون) دبي.. !
هنا وفي هذه الأثناء، سوف لن يكون بمقدور مصر طبعاً القيام بأي إجراء مضاد سوى البكاء على أطلال مشروعٍ عالميٍ ظل يدر لهم، وعلى مدى أكثر من ستين عاماً، مليارات الدولارات..
وحدهم فقط اليمنيون من سيكون بمقدورهم أَو في وسعهم يومها الانتصار لقناة السويس، وتعطيل قناة بن جوريون..
كيف..؟
الأمر بسيط للغاية ولا يستدعي سوى اتِّخاذ قرارٍ واحدٍ يقضي فقط بإغلاق مضيق باب المندب أمام الملاحة المتجهة إلى أَو عبر قناة بن جوريون..
وهذا، باعتقادي، ما أراد إيصاله الأخ محمد علي الحوثي -عضو المجلس السياسي الأعلى- لمصر حين طمئنهم بأن ما يجري اليوم من أعمال عسكرية في البحر الأحمر يأتي لصالح مصر وقناة السويس؛ كونه يقضي على أحلام الصهاينة بشق قناة بن جوريون.
لذلك، وبناءً على ما سبق، فإنه يتوجب على مصر اليوم أن تسارع بالاعتراف والتقارب مع حكومة صنعاء وكذلك دعم كُـلّ عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب كونه الوحيد القادر على اتِّخاذ وتنفيذ مثل هكذا قرار.. غير ذلك، فعلى مصر، وعلى قناة السويس السلام.
*نقلا عن : موقع أنصار الله