ليس هناك أي إحصائيات معلنة، لكن الحديث يتكرر كل يوم عن تعاظم النزوح الإسرائيلي إلى الإمارات، حتى من قبل اندلاع عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.
لقد تبلورت العلاقة بين الكيانين (الإسرائيلي والإماراتي) إلى زواجٍ علني في سبتمبر 2021، بعد سنين طويلة من العشق الممنوع في السر، اشترك خلالها اليهودي والإماراتي في تنفيذ العديد من العمليات الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، وسائر الشعوب الحرة في العالم.
ومن البدهي اليوم أن يرى اليهود في الإمارات وطن الأحلام، وسيفرون إليه تتراً بعد أن تحولت فلسطين إلى أرض الكوابيس مع تزايد العمليات البطولية ضد الصهاينة.
تشير الأنباء الواردة من فلسطين بخلو مستوطنات ومدن بأكملها منذ اندلاع طوفان الأقصى، مثل عكا وصفد ومستوطنات أريحا والخليل، فاليهود اليوم يرون الموت في كل شيء، حتى في شاحنات الإغاثة القادمة إليهم من دولٍ عربية.
كما أن المجاهد الفلسطيني قادرُ اليوم على إبداع الموت للصهاينة، سواءً امتلك السلاح أم لا، فكل ما هو على أرض فلسطين يصلح أن يكون وسيلةً للموت، ولا خيار أمام فلسطين غير مشروع المقاومة.
بالمقابل سهَّلت الإمارات الظروف المعيشية لليهود على أرضها دون غيرهم، وبات اليهودي والإماراتي أخوين في الوطن والدين، ويتقاسمان اللقمة الواحدة والمسكن الواحد، وربما ستعلن أبو ظبي اعتماد اليهودية ديناً رسمياً للبلاد، وهي خطوة منتظرة أيضاً في السعودية.
ولكن ما هو دور الشعب الإماراتي إزاء ذلك؟
الخنوع سياسة تمارسها شعوب الخليج مقابل بعض الرفاهية المؤقتة، لكن النتيجة ستكون وخيمة خلال سنوات قليلة، حيث ينتظر الإماراتيون اليوم مصير الشعب الفلسطيني لسببين: الأول أن الإماراتي لا يتعظ بمصير الشعب الفلسطيني، بل على العكس نجد الكثير منهم يقف موقف الشامت.
والآخر أن نفسية اليهود هي نفسها لا تتغير، وسيرتكبون الجرائم نفسها مع الإماراتيين حتى لو لم يكن هناك أي مبررٍ لذلك، فكل جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني بين عامي 1917 و1948 لم يسبقها أي عمل مقاوم من قبل الشعب الفلسطيني الذي كان يؤمن حينها بثقافة السلام والتعايش.
ويبدو أن صفقة القرن التي تريدها إسرائيل للشعب الفلسطيني قد انقلبت على الصهاينة، وبدلاً من توطين الفلسطينيين في مصر والأردن، سيُوطَّن الإسرائيليون في أبو ظبي ودبي، والقادم لا شك أسوأ بالنسبة للمشروع اليهودي والكيانات المؤقتة.
نقلا عن : السياسية