أقرَّ مسؤولون أمريكيون بأن بلادَهم تواجهُ فشلاً استخباراتياً كَبيراً في اليمن، وأن الجيشَ الأمريكيَّ لا يمتلكُ معلوماتٍ حول الترسانة العسكرية اليمنية ولا يستطيعُ تقييمَ أثر الغارات التي تشنها أمريكا وبريطانيا على اليمن؛ الأمر الذي يؤكّـدُ حديث قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، المتكرّر حول فشل العدوان الأمريكي البريطاني وعجزه عن التأثير على القدرات اليمنية.
ونشرت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية، مساء الاثنين، تقريراً ذكرت فيه أن “مسؤولين أمريكيين قالوا إن محاولة الجيش الأمريكي لوقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر تعرقلُها المعلوماتُ الاستخباراتيةُ غيرُ الكافية حول ترسانة اليمنيين وقدراتهم الكاملة”.
ونقل التقريرُ عن مسؤولين سابقين وحاليين قولهم: إن الولايات المتحدة لا تعرفُ جيِّدًا “مدى الضرر الذي أحدثته الضربات الأمريكية” وذلك؛ لأَنَّها “تفتقرُ إلى تقييم مفصَّل” لقدرات القوات المسلحة اليمنية قبل شن الضربات.
وأفَادت الصحيفةُ بأن المخاوفَ الأمريكية من العجز الاستخباراتي “قد تم التعبير عنها علناً”، مشيرة إلى أن دان شابيرو، كبير مسؤولي البنتاغون في الشرق الأوسط، قال خلال جلسة استماع في الكونغرس الأسبوع الماضي: إنه “في حين أن الجيش الأمريكي لديه (إحساس جيد) بما دمّـره، إلا أنه لا يعرف التكوين الأصلي للترسانة اليمنية قبل بدء الحملة العسكرية الأمريكية في يناير”.
وأوضح التقرير أن تصريحات شابيرو العلنية “تعكس قلقاً متزايداً عبر عنه مسؤولون أمريكيون كبار في أحاديث خَاصَّة”، حَيثُ أشاروا إلى أن “الصورة الاستخباراتية غير المكتملة تلقي بظلالها على تقييم البنتاغون” للقدرات التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية.
وقالت الصحيفة: إن القوات المسلحة اليمنية “التي تحملت ما يقرب من عقد من القصف من قبل التحالف الذي تقوده السعوديّة قبل الصراع الحالي، أثبتت براعتها في إعادة ترتيب مواقعها، واستمرت في الهجمات على السفن”.
ونقلت الصحيفة عن تيد سينغر، وهو مسؤول كبير تقاعد مؤخّراً من وكالة المخابرات المركزية، قوله: إن القوات المسلحة اليمنية “تميل إلى تخزين أسلحتهم في تضاريس وعرة للغاية”.
وَأَضَـافَ أن “الحصولَ على معلوماتٍ استخباراتيةٍ على الأرض كان أكثرَ صعوبة منذ أن أخَلَّت الولاياتُ المتحدة سفارتَها في صنعاءَ في عام 2015”.
وقال سينغر: إن الحصولَ على معلومات استخباراتية عن بلدٍ ما من بعيد أَو في الخارج “يمثل تحدياً بطبيعته، ويتضاعف ذلك بالنسبة لبلد شهد الكثير من الاضطراب على مدى السنوات الـ 10 الماضية”.
ونقلت الصحيفة عن جوناثان لورد، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد قوله: إن “البنتاغون واجَهَ تحدياً كَبيراً في تحقيق التوازن بين الاحتياجات العسكرية المُستمرّة لكبح الصين في المحيط الهادئ مع الطلبات المتزايدة على القدرات الاستخباراتية في الشرق الأوسط وأُورُوبا” بحسب ما نقل التقرير.
وأضاف: “لقد رأينا أشياءَ تعودُ إلى المنطقة خلال الأشهر الخمسة الماضية لم تكن موجودة”.
وفي منتصف يناير الماضي، كانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت تقريراً نقلت فيه عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إنه “ثبت أن العثور على أهداف في اليمن أكثر صعوبة مما كان متوقعاً”.
وآنذاك قال المسؤولون الأمريكيون: إن الجيش الأمريكي يحاول تقدير حجم القوة النارية لليمن، لكن تقرير فايننشال تايمز يؤكّـد أن الولايات المتحدة لم تحقّق أي تقدم في هذا السياق.
هذه الاعترافاتُ بالفشل الاستخباراتي تُضافُ أَيْـضاً إلى اعترافاتِ الرئيس الأمريكي وكبار قادة البحرية الأمريكية بخصوص الفشل في ردع القوات المسلحة وإيقاف الهجمات اليمنية، والصدمة تجاه القدراتِ البحرية المتطورة لليمن وصعوبة مواجهتها.
وتؤكّـد كُـلُّ هذه الاعترافات حقيقةَ ما أوضحه قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بشكلٍ متكرّرٍ خلالَ الأسابيع الماضية حول فشل العدوّ الأمريكي البريطاني في تحقيق أَيٍّ من أهدافه المعلَنة سواء فيما يتعلق بالتأثير على القدرات العسكرية اليمنية، أَو في التأثير على مسار العمليات البحرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني والرادعة للعدوان.
*نقلا عن : موقع أنصار الله