ميناء أمريكي بواقع 1000 جندي وأرصفة تستوعب عدداً من القطع والبوارج مع ملاجئ.. الخ
كل ذلك تحت ذريعة المساعدات الأمريكية الانسانية المغمسة بالدم والقتل من قبل الداعم والشريك الأول للإجرام الصهيوني.
لقد أدركت واشنطن صعوبة تحقيق مشروعها عن طريق اسرائيل على المستوى القريب، والمتمثل في مواجهة مشروع الصين الاقتصادي واحتلال غزة، واستثمار الغاز الموجود في البحر، ودفع التهديدات التي يتعرض لها مشروعها الاقتصادي (قناة بن غوريون) من الهند إلى أوروبا عبر السعودية، مروراً بالأردن واسرائيل لذلك لجأت إلى التدخل المباشر.
هذه الخطوة جاءت تحت إطار إنساني لإرسال المساعدات إلى غزة المحاصرة، والتي شاركت واشنطن بقوة في عمليات القتل والإبادة الصهيونية كما هي بحاجة للتواجد لتنفيذ ما يسمى بمشروع اليوم التالي لتصفية القضية الفلسطينية ولها مقاصد وأهداف سياسية وأمنية وعسكرية تكتيكية وأخرى إستراتيجية، من أهمها ما يلي :
1_ إعادة تشذيب صورة أمريكا أمام الرأي العالمي والتنصل من الجرائم والتوحش الذي ارتكبته في شراكتها مع اسرائيل في حرب الابادة على غزة وامتصاص نقمة الرأي العام.
2_رفع الحرج عن الأنظمة العربية المشاركة في مشروع بن غوريون، بمعنى أن وجود أمريكا في غزة سيكون غطاء لإسرائيل لتطبيع وشراكة تلك الأنظمة مع إسرائيل.
3_ أثبتت معارك طوفان الأقصى صعوبة القضاء على حماس أو القسام وعموم فصائل المقاومة الفلسطينية وهي بحاجة إلى سياسة ناعمة لاجتثاث المقاومة الفلسطينية.
4_إن تنفيذ مشروع اليوم التالي بحاجة إلى سقف زمني كبير وليس لإسرائيل القدرة على تنفيذه؛ لأن ذلك يعني دخولها في معركة استنزاف طويلة الأمد؛ لذلك تصدت أمريكا للمشروع.
5_ تضمن عدم دخول أسلحة ومواد تدعم المقاومة الفلسطينية.
6_ تحكم اغلاق الحدود البرية على غزة وتمنح مبررات وذرائع لكل من الأردن ومصر لاتخاذ إجراءات ومواقف أكثر عدائية ضد المقاومة.
5_ تساهم في عملية قضم مساحة أكبر من أرض غزة، حيث من المتوقع أن تزحف اسرائيل بمستوى أكبر مما هو عليه الآن في غلاف غزة، و الأخطر عملية التهجير القسري، إلى أو عبر قبرص.
6_ كميات الغاز الكبيرة قبالة الساحل في غزة ستساهم في ايجاد بديل عن الغاز الروسي المصدر إلى أوروبا.
7_تضمن مرونة تصفية حماس والمقاومة والتعامل مع السلطة الفلسطينية الحالية المتماهية مع الكيان الصهيوني.
8_ واشنطن بحاحة إلى نقطة ارتكاز ثابتة ذات اطلالة بحرية قبالة بوابة البحر الأسود وتمد ذراعها شمالاً على عموم البحر الأبيض المتوسط باتجاه الجزائر وسوريا لمحاصرة القواعد الروسية هناك.
9_ هي بحاجة إلى تفعيل قاعدتها المشتركة (الأمريكية الاسرائيلية ) في قبرص والاستعداد لمواجهة روسيا.
10_هي بحاجة لذلك الميناء لإعادة تموضعها في المنطقة بعد انسحاب قسم من قواتها من العراق وسوريا للاستعداد لعدوان جديد .
11_يعلن الكيان الصهيوني عن فتح جبهة شمال فلسطين والدخول في حرب مع حزب الله، ومن المؤكد سيكون هذا الميناء أحد أهم طرق الدعم ناهيك عن وجود قوات أمريكية تشاغل حماس بالنيابة عن القوات الاسرائيلية التي تنشغل في حرب الشمال.
12_ يعتبر أحد البدائل لدعم قواتها في شمال افريقيا والبحر الأحمر بعد غلق باب المندب أمام بوارجها البحرية.
13_ اختيار قبرص جاء للضغط على كل من اليونان وتركيا لتقديم تنازلات أكثر وانخراطهما في المشاريع الأمريكية في العالم.
- خبير ومحلل استراتيجي عراقي
*نقلا عن : المسيرة نت