وديع العبسي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
وديع العبسي
حتمية تطويع التحديات
المشهد برسم المقاومة
الكيان في أدنى حالاته
ارتباك صهيوأمريكي
أمريكا.. من حيث لا تدري!
معادلات الضغط
«شارة نصر»
أمريكا.. السيطرة الناعمة
إسرائيل لم تعد تنام!
تصعيد أمريكا يوحِّد الهتاف اليمني

بحث

  
ما كان وما صار
بقلم/ وديع العبسي
نشر منذ: 7 أشهر و 30 يوماً
الإثنين 25 مارس - آذار 2024 01:03 ص


باتت أمريكا تشعر بالإحباط الشديد، في مواجهتها اليمن، كما تشعر بالإهانة، من إصرار صنعاء على تمرير إرادتها، وتمسكها بمطلبها الإنساني لأهالي غزة.
الأمر بالنسبة لواشنطن ليس فقط أنها بسبب اليمن صارت إلى واقع غير ما اعتادت عليه لعقود طويلة، حين كانت كلما طرأ في نفسها شيء في جغرافيتنا العربية نفذته بلا أدنى اعتراض من أحد، بل ودون حتى استئذان من أبناء المنطقة، وانسحاب ذلك على باقي الأقطار، ولكن انعكاس كل ذلك على ما كانت عليه من هيبة.
وأما ذروة شعور أمريكا بالإحباط الذي ليس بعده الا فقدان الأمل ورفع الراية البيضاء، فإنه يأتي بعد أن استهلكت كل أوراقها العسكرية والسياسية، الإغراء والتحفيز، القصف والتهديد، الخداع ومحاولات تأليب العالم، ولم يعد في يدها ما تضغط به.
العدوان على غزة – آجلا أو عاجلا – سيتوقف ولن يستمر إلى ما لا نهاية، لكن مستقبل أمريكا بدأ يتآكل، لذلك يظهر في إصرار أمريكا على استمرار العدوان على الفلسطينيين – كما واستمرارها في الاعتداء على السيادة اليمنية – غاية صُنع فوضى بخلط الأوراق وإرباك الوضع، فالقوى الروسية والصينية وباقي الدول المعارضة للهيمنة الأمريكية، تترقب السقوط الأمريكي الأخير للبدء بالحقبة الجديدة في المنطقة العربية بلا أمريكا، وممارسات أمريكا الآن في هذه الجغرافيا، فقط يؤجل هذا الواقع، إنما بالإضافة إلى أن التمثال الأمريكي الجليدي بدأ بالذوبان أمام التحدي اليمني الذي عرّى حقيقته الهشّة، فإن هذا الأمر يقلق القادة الأمريكيين كثيرا، وصاروا معه يشعرون أن الحقبة القادمة لن تشهد فقط سحب مقاليد سيطرتهم على العالم، وإنما حتى وجودهم، بأي مستوى من الحضور الذي يضمن لهم أي شكل من التأثير.
وربما لا تزال أمريكا تراهن على ثلاثة أشياء: السلاح النووي، وعالمية الدولار، ووقوف الأنظمة الجبانة إلى جانبها، وطبعا بالنسبة للأخيرة فإن الأمر ناجم عن خشيتها من طريقة الابتزاز التي اعتادت عليها أمريكا بفتح ملفات يمكن أن تشكل تهديدا لها وقد تنهي وجود هذه الأنظمة، وبالنسبة للدولار فإن المتغيرات التي تظهر تباعا مع ظهور التكتلات الجديدة تشير إلى إمكانية تحرر العالم قريبا من سيطرته على سوق التبادلات، وأما السلاح النووي، فإنه إلى جانب امتلاك دول معارضة لسياسة البيت الأبيض التقليدية، فإن هذا البيت يدرك أن الواقع صار أيضا إلى أسلحة أخرى يمكن ان تؤثر على معيشة الأمريكيين إن زادت وتيرة الرفض العالمي للهيمنة الأمريكية، لم تعد هذه الأسلحة نارية، وانما اقتصادية، بالتحكم بما يصل إلى الأراضي الأمريكية من نفط وبضائع، لا أحد يعلم كيف ومتى، إنما الكثير يعلم أن هذا المآل صار من الطبيعي أن تعيشه أمريكا، بعد أن كان من المستحيل التجرؤ بمجرد التفكير ضد أمريكا.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد محسن الجوهري
غزة والتصعيد الغربي المقبل ضد روسيا
محمد محسن الجوهري
د.عبدالعزيز بن حبتور
السياسيون الحزبيون الألمان يخدعون ويكذبون ويخونون شعبهم الألماني الصديق
د.عبدالعزيز بن حبتور
أحمد الحبيشي
ص1
أحمد الحبيشي
طه العامري
العدوان الأنجلو سكسوني والرد اليمني
طه العامري
علي الدرواني
بعد الصفعة السعوديّة.. أَيَّام بن مبارك معدودة
علي الدرواني
عبدالإله محمد أبو رأس
وجئتكم من اليمنِ بنبأ يقين.. عن قائد حُر جسور لا يلين
عبدالإله محمد أبو رأس
المزيد