كان البعض يتصور ان العدوان على اليمن مجرد اعتداء من السعودية والإمارات وامريكا فقط لكن مع مرور الأيام اثبتت الأحداث ان العدوان على اليمن لا يعني فقط أمريكا والسعودية والإمارات وحلفائهم بل هو عدوان عالمي بكل المقاييس وفي كل الاتجاهات يستهدف الانسان اليمني من مختلف شرائحه وانتماءاته ويستهدف الوطن والجغرافيا والثقافة والهوية والعروبة والإسلام وكل شيء في اليمن عدوان عسكري سياسي امني إعلامي لا انساني صحي ثقافي فكري جغرافي استعماري بل هو إبادة جماعية ممنهجه يقوم بها المجتمع الدولي بشكل عام برعاية أممية ودولية وقرارات من مجلس الأمن الدولي التي جميعها تخدم مصلحة العدوان
العدوان على اليمن ليس من اجل شرعية هادي المزعومة وقد أثبتت الأحداث ذلك والعدوان على اليمن ليس من اجل محاربة ايران في اليمن وقد أثبتت الأيام ذلك وما احتلال سقطرى ومنح بعض أهلها جنسيات إماراتية إلاّ دليل على أن هذا استعمار حقيقي وما يجري في المهرة من محاولة نهب النفط والثروة اليمنية واستعباد أبناء المهرة وبناء قواعد عسكرية على حدود عمان وساحل البحر العربي إلاّ دليل على استعمار حقيقي لليمن وما السجون السرية والمعتقلات التي في المحافظات الجنوبية إلاّ دليل على أن العدوان على اليمن يستهدف الانسان اليمني مهما كان توجهه الحزبي والطائفي والسياسي
ومن خلال الأحداث السياسية والعسكرية التي حصلت خلال الأربع السنوات الماضية إلى اليوم نجد أن العدوان على اليمن اصبح لعبة دولية أممية عالمية تستهدف اليمن ارضاً وانساناً وأن أمريكا والسعودية والامارات استطاعوا من خلال نفوذهم أن يجعلوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة يعملون معهم ولصالحهم ضد اليمن حيث انهم أصبحوا جميعاً شركاء في ما يحصل في اليمن من قتل ودمار وحصار وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا ودول أوروبا وحتى بعض الدول الإسلامية والافريقية كما نعلم أن أمريكا والسعودية يجندون الألاف من كمرتزقة ويأتون بهم الي اليمن ليعتدوا على الشعب اليمني كما هو الحال بالنسبة للجيش السوداني والمرتزقة السنغاليين وبلاك ووتر والجيش الماليزي قبل أن يصبح مهاتير محمد رئيساً للوزراء وهكذا الحال بالنسبة لبقية الدول وهذا فقط بعض ما ظهر إلى حد الأن وما خفي كان أعظم وأكبر وأدهى
ولو نأتي للتفكير بتمعن في مواقف المجتمع الدولي في ما يتعلق بالملف الإنساني وملف السلام سنجد أن الأمم المتحدة لم تعمل للشعب اليمني شيئاً منذ عام 2015 إلى اليوم رغم عدد الجولات التفاوضية التي عقدت في أكثر من دولة بداية من سويسرا والكويت ومسقط والسويد وغيرها من اجل السلام ورغم التنازلات المجحفة التي قدمها الوفد الوطني من أجل تحقيق السلام ولكن دون جدوى لم يتغير أي شيء بل تفاقمت الأمور بشكل أكبر وازدادت معاناة الشعب اليمني إلى درجة أنهم جعلوا من السلام وسيلة للعدوان على اليمن
وقد كانت المهزلة الدولية الأخيرة التي حصلت تحت عنوان مشاورات السويد واتفاق السويد في ما يتعلق بتهدئة الحديدة وملف الأسرى خير شاهد ودليل على أن مجلس الأمن الذي يمثل الدول الكبرى في العالم كانوا ولا يزالون يعملون وفق مصلحة العدوان مما يعني أنهم شركاء فيه وأن الأمم المتحدة بمكانتها الدولية وما يفرضه عليها عملها الذي يقال إنه انساني لم تعمل أي شيء من اجل السلام في اليمن بل أعطت العدوان شرعية للاستمرار في التصعيد والإجرام تحت ملف السلام وتحت مبرر عدم التزام الحوثي باتفاق السويد
لا يوجد أي شرعية للعدوان على اليمن لا قانونية ولا دولية ولا شعبية ولا غير ذلك فهو عدوان خارجي ومع ذلك يسعون إلى تصوير العدوان على انه مجرد صراع في الداخل اليمني وليس عدواناً خارجياً ومواقف المجتمع الدولي تدل على أن الحصار الاقتصادي والعدوان العسكري الذي يقتل الانسان اليمني ويدمر بنيته التحتية والامراض والأوبئة وكل ما يحصل في اليمن من معاناة، المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة شركاء فيه جميعاً إلى جانب دول العدوان التي تظهر في الصورة وتتزعم العدوان وهذا يدل على أن العدوان على اليمن عدوان عالمي بكل المقاييس.