لا تزالُ زيارةُ بابا الفاتيكان فرنسيس للإمارات تثيرُ الجدلَ في العالم، إذ أن الإمارات على رأس الدول الأَكْثَــر انتهاكاً لحقوق الإنسان ومتورطةٌ في جرائم حرب من بينها العدوان على اليمن.
الإماراتُ المتورطة بجرائم حرب وانتهاكات جسيمة في العالم العربي وفي الداخل، جرائم الإبادة في اليمن ضمن التحالف الذي تقودُه السعوديّة، ومعتقلات وتعذيب وممارسات وحشية بحق سجناء في المحافظات الجنوبية اليمنية، فضلاً عن سجلها المظلم في الداخل.
تقاريرُ دوليةٌ من بينها للأمم المتحدة ولجنة الخبراء ومنظمات العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، وشواهد وشهود على سجل سيء وملطّخ للدولة الإماراتية ولحُكّامها، تلك صورةٌ ثابتةٌ في المشهد العام.
الفاتيكان، البابا فرنسيس، وجدل كبير وانتقادات حادة لزيارة ينظر إليها بغرابة، فهذه ليست عاصمةَ التسامح، بل وكرٌ للمؤامرات وأداةٌ وظيفيةٌ للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
ثمة خطواتٌ تقومُ بها الإماراتُ لمحاولة تغسيل وتبييض صفحتها السوداء تحت شعار الأخوّة الإنسانية، باستخدام الفاتيكان والأزهر وتحشيد منابر أخرى، لكن الخرق أَكْبَــر من الراقع، والكلماتُ التي تقال هنا تتكسر بالمشاريع الدموية التي ترعاها الإمارات، والجمع بين الضدَّين، التسامح والإجرام مثيرٌ للاستغراب والشفقة معاً، وتغسيل فاشل لحقل من الدماء والجرائم تورطت الإمارات في سفكها.
في هذا المسار ثمة تشابهٌ حَـدَّ التطابق بينما فعله كيان العدوّ الإسرائيلي في العام الفين وأربعة عشر، وبعد ارتكاب مجازر حرب ضد غزة، وهو يدعو بابا الفاتيكان لزيارته واستقباله بحفاوة، وبين ما يجري حالياً في الإمارات، صورة متطابقة تَمَاماً، ربما كانت الفكرةُ جاهزةً منذ استقبال وزيرة الثقافة في حكومة كيان العدوّ الإسرائيلي في الإمارات، ومنذ أن كانت تتلوى في أحد المساجد وتطّلع على فراغ كبير إنساني وأَخْــلَاقي في الدولة التي تعادي جيرانها.
يتحدّثُ بابا الفاتيكان هنا عن الحرب، والحرب في اليمن، لكنه في قلب الدولة التي ترسلُ طائراتِها لقتل الأطفال والنساء وارتكاب مجازرَ دموية مؤلمة منذ أربعة أعوام، الحرب التي يعيدُ ذكرها فرنسيس خطابياً رأس هذا العدوان قريب بأمتار، لا بأس فكلُّ شيءٍ بدا معكوساً، منذ الخطوة الأولى وحتى الكلمة الأخيرة.