أمة الملك قوارة*
تتالت المواقفُ الغربية دونما رابطة دين أَو عروبة أَو أُخوَّة أَو إسلام، كموقفٍ إنسانيٍ مشرف تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة، بينما مات الموقف العربي غالبيته! وَاختبأت الجامعاتُ العربية تحت رداء الصمت! في موقفٍ وضح مدى الانهيار الذي أصاب العقيدة العربية في مختلف ثوابتها وحتى تلك الإنسانية منها، وعل الموقف الغربي يوقظ ما مات منها وما أقبح موقفاً ينطلق تقمصاً لا واجباً! وما أهونَ حياة لمسلم لا يمتلك فيها من الإسلام سوى اسمه!
قال المتظاهرون الطلاب في الجامعات الغربية: “خرجنا مضحين بمستقبلنا وحريتنا، وأننا قد نُعتقل ونُسجن بسبب موقفنا إلا أننا عندما علمنا أن القضية الفلسطينية تستحق منا تلك التضحية خرجنا غير آبهين بما سيحدث” فما الذي قاله طلاب الجامعات العربية! وأي موقف اتخذوه، خرقوا به صمت شعوبهم وأوقفوا به تمادي أنظمتهم! وهل سيستمرون على نفس المنوال؟! وأي فكرٍ أَو ثقافةٍ أَو علمٍ يُرجى منه خيراً وهو لا يحوي أي موقفٍ عملي في الواقع، ذلك هو حال كُـلّ عربي ومسلم مفكر أَو مثقف أَو حتى عامل بسيط لم توقظ فيه عقيدته غيرته ومسؤوليته تجاه ما يحصل في غزة، وما هي الثوابت التي لا زال يحويها من لم تحَرّك تلك المشاهد الدامية في نفسه عنفوانية الموقف، وَتدفعه إلى اتِّخاذ ما تُملي عليه مسؤوليته تجاه الأمر بشكل عملي دون مراعاة لجوانب أَو خوف من أحد! وما دون ذلك إنما هو إنسان خالٍ من عقيدة أَو هُــوِيَّة سمحة ومفرَغة منه الفطرة الإنسانية! والمحزن أن نرى شعوباً عربية بأكملها تنتهج الصمت واللا مبالة بل أفظع من ذلك شروعها في دعم العدو! ولا تبرير لما يحدث سوى الانهيار الفكري والأخلاقي والقيمي، وتبدد أواصر العقيدة وتهدم أركان الهُــوِيَّة واستسلام مطلق للعدو، وتلك الشعوب هي السبب فيما حصل لها من مَوَات! وهي المسؤولة عن نفسها!..
أيقظت غزة العالم برمته وعلها ستكون السبب في ثورة عالمية كبرى تجاه الأنظمة الاستبدادية والدموية التي تنتهج مبدأ الحرية بخنجرِ الظلم وتكتب قوانين السلام بحبر الدماء! وما حصل من مواقف غربية وردود فعل أنظمتها تجاهها أدرج الحقيقة ضمن قاموس الحضارة الغربية! وما الصحوة التي ستحدثها تلك الشعوب هو ما سنعرفه قدماً؟! لكن السؤال يتأرجح ضمن القوقعة العربية خَاصَّة تلك التي توغلت في استراتيجية التشبه بالحضارة الغربية بكل أخطائها! هل اليوم ستتقمص دور الغرب الإنساني الصحيح! تجاه غزة؟ وأما آن الأوان لصحوة مشرفة في زمنها الصحيح بتوقيت غزة، وهو الوقت والتاريخ والزمان والمكان لكل شريف وموقفه، وكلّ المعايير توقفت على الأنقاض هناك ونهر الدماء الجاري، فإما الصحوة والالتحاق بركب الأحرار المدافعين عن الدين والقضية والحق والإنسان، أَو الموت في مستنقع الرذيلة الممزوج بالصمت والخنوع والذل والذي يمثل الحياد والبعد عن غزة! ولن يرضى الله أن يهان عباده المؤمنين دون أن يلحق إخوتهم الساكتين عن نصرتهم أضعاف ذلك الهوان عدلاً وعقاباً.
*نقلا عن : موقع أنصار الله