|
اجتياح رفح.. عسى أن تكرهوا
بقلم/ مطهر الأشموري
نشر منذ: 6 أشهر و 13 يوماً الجمعة 10 مايو 2024 01:03 ص
في كل حروب أمريكا ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حين تذهب إلى بلدان لتحاربها أو لتغزوها فإنها تذهب فقط لتقتل ولكنها على الإطلاق لا تقاتل، وإذا أجبرتها ظروف أو واقع بلد على أن تقاتل فإنها تنسحب ولو في أضعف وأفقر بلد كما الحالة “الصومالية”، وبعد ذلك تعود لتفتك بهذا البلد كانتقام وذلك ماهو قائم في الصومال وما مورس وما زال من انتقام في الفلوجة بالعراق..
ما يحدث في العدوان على غزة وإبادة جماعية لامثيل لها في التاريخ، إنما لأن الكيان الصهيوني يريد أن يقتل فقط، ولا إرادة له ولاقدرة على أن يقاتل..
إسترجعوا الضجيج الهادر لإمبراطورية الإعلام الأمريكية الغربية عن قتل المدنيين في أوكرانيا ولأكثر من عامين وحاولوا أن تعرفوا وأن تقارنوا بين الضحايا المدنيين في أوكرانيا بعد أكثر من عامين وبين الضحايا في غزة خلال شهور..
من يتابع مشاهد غزة يستنتج تلقائياً أنه لايوجد ضحايا مدنيون في أوكرانيا وكل ما جرى “بروبجندا” وتهويل إعلامي لا أساس له في الواقع وهذا ما قاله مفوّض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي..
المسألة ببساطة هي أن روسيا جاءت إلى أوكرانيا لتقاتل وليس لتقبل وهي في واقع الأمر تواجه أمريكا والناتو ولم يبق غير السلاح “النووي” الذي لم تزوّد به أوكرانيا وخوفاً من رد فعل روسي أقوى ولاعلاقة لذلك بالمسألة الإنسانية أو الأخلاقية..
الغرب اصطنع أكذوبة “خطف أطفال” وجعل من الأكذوبة قضية أمام المحكمة الجنائية الدولية حكماً بسجن رئيس روسيا “بوتين»..
هذا الغرب الذي ارتكز على كذبة محضة لاستصدار حكم بسجن رئيس دولة عظمى يرفض محاكمة من مارس أسوأ مجزرة بالنساء والأطفال وبشهادة العالم وغربه قبل شرقه، وبالتالي فهذا الكيان يقتل ولايقاتل كما أمريكا تقتل ولاتقاتل..
حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية تمارس نضالاً مشروعاً وشرعياً وفق كل القوانين الإلهية والوضعية لتحرير وطنها وتحرير شعبها وذلك فوق “سيناريوهات” والتفافات التوصيف بالإرهاب..
الأكثر مدعاة للضحك استدعاء شعار “معاداة السامية” ونحن نسمي مدينة صنعاء تاريخياً أنها مدينة سام بن نوح، فإذا السامية جاءت من هذا الأساس فنحن السامية الأصلية والأصيلة، فكيف نتّهم أو ندان بمعاداتها، فالمسألة تصبح تكبيسة أو “كوفية” لإدانة وقمع كل من يخالف أمريكا والكيان الصهيوني تحديداً..
كيان التطرف الصهيوني أشبعنا وعيداً وتهديداً بإجتياح رفح وذلك طبيعي كونه يريد أن يقتل فحسب وليس ليقاتل، وأكثر ما أعجبت به في رد الفصائل الفلسطينية هو أن اجتياح رفح لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني..
لا يمكن لعاقل في هذه المعمورة أن يوافق على سحب الورقة الوحيدة للمقاومة “الأسرى الصهاينة” وبعد ذلك يواصل هذا الكيان الحرب والإبادة الجماعية فهذا الاتفاق يصبح شرعنة ومن طرف المقاومة للحرب والإبادة..
ولذلك فلست مع مثل هذا العمل ـ ولن أكون ـ حتى لو وافقت المقاومة عليه “افتراضاً” علماً أنني أكتب هذه السطور نهاية يوم 5مايو 2024م..
من يشنّ ويخوض الحروب ليقتل فقط لا ليقاتل فهو جبان لايُخاف منه، والخوف منه هو من الجبن ويؤسس لنمو هذا الجبن بالتلقائية في حياة وتفاعلات البشر..
إذا المطروح بعد كل ما جرى هو استسلام بتخريجات وتلفيقات لامعنى لها ولاقيمة فاجتياح رفح كأمر واقع يصبح الخيار الأفضل، وتذكروا أن مدينة لينغراد الروسية أو بطرس بورج قدمت أكثر من مليون شهيد والجزائر قدمت أكثر من مليوني شهيد، ودعونا نتابع ما كان تسمى ديموقراطية في الغرب ومجلس الأمن والعدل والجنائية الدولية وصدقوني أن وضع وموضوع رفح في ظل تطورات نوعية في الواقع الدولي بات صعباً ومستحيلاً أن تمرر أو تعالج بمجرد تلفيقات وتخريجات عرفت أمريكا فيها بأعلى مستويات الخداع وأعلى احترافية ماكرة،” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».!!
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|